icon
التغطية الحية

بعد 13 عاماً.. اللاجئون السوريون في الأردن يحاولون تجاوز آثار الحرب

2024.03.16 | 09:55 دمشق

مخيم الزعتري في الأردن - المصدر: CNN
مخيم الزعتري في الأردن - المصدر: CNN
UNHCR - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

بعد مرور أكثر من عقد على النزوح والتهجير، ما يزال اللاجئون السوريون في الأردن يرفضون الاستسلام لليأس، أما صمودهم فيزداد ألقاً وهم يبحثون عن سبيل وسط متاهة من التحديات سعياً لتأسيس حياتهم من جديد على الرغم من كل الصعاب.

والآن، وبعد وصول محنتهم إلى عامها الثالث عشر في بلد موارده نادرة ومع ذلك يحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد اللاجئين بالنسبة لكل مواطن، تلوح تحديات هائلة وسط تراجع الدعم والتمويل، بدءاً من ظروف الحياة المتردية وصولاً إلى محدودية الرؤى العملية، بيد أن اللاجئين مايزالون يخرجون بأساليب صعبة وقاسية وأخرى إبداعية حتى يواصلوا مسيرتهم في هذه الحياة، وتتمثل هذه الطرق بالآتي:

  1. ترك المدرسة والتضحية بالتعليم

يعمل موسى، 14 عاماً، لدى كشك للقهوة بدلاً من ارتياد المدرسة وذلك حتى يعيل أسرته برفقة أمه، وعن ذلك يقول:

"عندما مرض أبي، اضطررت لترك المدرسة حتى أساعد أسرتي وأعيلها، فلم يكن عمل أمي يكفي لستة أولاد لاسيما بعد انقطاع المساعدات عنا. لكني أحلم بالعودة إلى المدرسة حتى أغدو طبيباً في يوم من الأيام، ومع ذلك أحس بوطأة المسؤولية الملقاة على عاتقي".

  1. تناول الطعام وفقاً لميزانية محدودة

يقيم مهدي، 53 عاماً، مع زوجته في خيمة ضمن مخيم غير رسمي، ويعتمد على خيارات غذائية غير مكلفة مثل البطاطس والباذنجان وذلك لتأمين ما يكفي من الغذاء، وعن ذلك يقول:

"بعد انقطاع المساعدات، بات علي أن أتأقلم وأغير نمط الغذاء الذي أتبعه أنا وأسرتي، وهكذا أصبح اللحم الأحمر والأبيض رفاهية لا يمكننا سوى أن نحلم بها حالياً، ثم إننا نادراً ما يتوفر لدينا بعض الخبز والخضراوات لنعد وجبة لائقة".

  1. العثور على بدائل يمكن تحمل تكاليفها بالنسبة للاحتياجات الصحية

تقيم سهيلة، 45 عاماً، في مخيم أزرق، وتواجه تحديات في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة لأولادها الذين يعانون من عدد من الإعاقات، وعن ذلك تقول:

"في صباح أحد الأيام لاحظت وجود حلقات بيضاء تحيط بعيون أولادي، فأدركت بأن هنالك مشكلة ما، ثم أكد لي الطبيب بأنهم يعانون من مشكلة إعتام عدسة العين وبحاجة لعملية جراحية خلال أربع سنوات، وإلا سيصابون بالعمى، لكن لم يكن بوسعنا تحمل نفقات العملية، ولهذا توجهنا للدعم الصحي النفسي لمساعدتنا في حل هذه المشكلة ولرفع معنوياتنا".

  1. الانتقال إلى شقة بكلفة منخفضة

أصيب عيسى، 44 عاماً، بتصلب في الشرايين فمنعه مرضه من العمل، وهذا ما جعل أمر اعتنائه بأولاده العشرة مستحيلاً، ولهذا يقول:

"عندما اكتشفت بأني لم أعد أحصل على المساعدة الشهرية، انقلب كل شيء في حياتي رأساً على عقب، فقد كان لدينا سقف نحتمي تحته، ولهذا اضطررت للعثور على بيت أرخص، والآن أصبحنا نعيش في شقة صغيرة وباردة لا يمكننا أن نسميها بيتاً، إذ خلال الشتاء يصيب العفن ملابسنا نتيجة الرطوبة المفرطة، وهذا ما يكرهه الأطفال في هذا البيت، لكني أحس بالعجز كلما تذكرت بأنه ليس بمقدوري تغييره".

  1. تدبر الأمور بأقل قدر من الكهرباء

اكتشف صياح، 50 عاماً، وزوجته أميرة، 44 عاماً، أنه بات من الصعب عليهما دفع فواتير الكهرباء منذ توقف الدعم على تعرفة الكهرباء، ويعبر عن ذلك بقوله:

"الكهرباء حاجة أساسية لا يمكن لكثيرين من أمثالي تحمل نفقاتها، ولهذا أحرق البلاستيك والنايلون لأنشر الدفء، كما أغلي الماء من أجل الاستحمام، وأبقي البيت مظلماً وأنا استعمل مصباحاً كهربائياً واحداً وذلك حتى أوفر في المال، ومع كل تلك التضحيات مازلت أعاني في دفع فواتيري".

 

  1. التسول في الشوارع

يشغل عبد الله ابراهيم منصب المسؤول المساعد لحماية الطفولة لدى مفوضية اللاجئين الأممية ويعمل لدى إدارة مكافحة التسول على إقامة تدريبات وورشات عمل وتأمين فرص لكسب الرزق وذلك بهدف الحد من التسول في الشوارع، وعن ذلك يحدثنا فيقول:

"خلال الفترة ما بين 2014 وحتى 2018، لم يكن أحد يتسول في الشوارع مع توفر المساعدات، بيد أن الأمور تغيرت منذ تفشي كوفيد. وبحسب ما أوردته إدارة مكافحة التسول والاستدراج، فإن 29% ممن عثر عليهم يتسولون في الأردن كانوا لاجئين، وأكثر من نصف هؤلاء كانوا أطفالاً، إذ يخبرنا الأولاد والبنات بأن التعليم لا يهم إن لم يكن بوسعهم الحصول على طعام، ولهذا فإنهم يعانون من ضعف شديد يدفعهم للقيام بأي شيء حتى يظلوا على قيد الحياة".

  1. قطع طرقات خطرة وصولاً إلى دولة ثالثة

فقدت خلود، 57 عاماً، ابنها محمد الذي لم يتجاوز عمره 25 عاماً، وذلك عندما سعى لبناء حياة أفضل فخاطر بحياته ليطلب اللجوء في دولة أخرى، وعن تلك التجربة تقول خلود:

 "سأحمل ألم فقداني لابني إلى الأبد، إذ كلما نظرت إلى صوره وحملت أشياءه أحس بوجوده معي. ترك ابني المدرسة ليعيلنا إلى أن أصبح عمره 25 عاماً، وبعد أن أدرك بأنه لن يستطيع تأسيس أسرة وهو يتقاضى بضع دينارات أردنية باليوم، خاطر بحياته وسافر إلى أوروبا على الرغم من أنه كان يهاب الماء، ولكن على أمل تأسيس حياة أفضل، فكانت تلك آخر مرة سمعت فيها صوته".

  1. الاقتراض من أجل البقاء

جواهر، 40 عاماً، امرأة عزباء تقيم برفقة والديها العجوزين اللذين يشعران بأنها حمل ثقيل عليهما، وعن وضعها الصحي تقول:

"لم أتخيل نفسي وأنا أتسول من أجل البقاء، إذ طوال أربع سنوات بقيت أعيش على غسل الكلى، وكنت بحاجة لثلاث جلسات بالأسبوع، ولكن الآن ولأول مرة أمضيت أسبوعاً كاملاً من دون علاج، فقد اقترضت واقترضت إلى أن فقد الجميع الثقة بي، والآن أمامي خيار لا يمكن لأحد أن يختاره وهو إما السجن بسبب عدم قدرتي على سداد الديون، أو الشلل الناتج عن انتشار السموم في الجسم، أو الوفاة".

  1. التمكين من خلال دعم الأقران

يتطوع ماهر، 22 عاماً، لدى لجان دعم الجاليات والهلال الأحمر وذلك ليقدم للاجئين مهارات حياتية وقيادية وتدريبات على الريادة في مجال الأعمال إلى جانب ربطهم بفرص تدريبية، وهذا ما دفعه للقول:

"لطالما آمنت بأن الفشل مجرد عتبة للقفز نحو النجاح، ولكن منذ وصولي إلى الأردن وعدت نفسي بأن أمد يد العون لمن يحتاجها، لذا فإن كل ابتسامة أرسمها على وجه لاجئ تساوي عندي الدنيا وما فيها، ومن خلال دعم أقراني والمبادرات التدريبية التي أقيمها أسعى جاهداً لتمكين إخواني اللاجئين من التغلب على التحديات والتحول إلى قادة للجالية لدينا".

  1. الإبداع وقت الشدة

يعيش عمار، 29 عاماً، في مخيم الزعتري، إلا أنه استعان بمهاراته المتنوعة التي اكتسبها طوال سنوات عمله في مجال الحلويات العربية التقليدية، فأصبح لديه مصدر دخل ثابت عاش عليه هو وأسرته، وعن تجربته يقول:

"إن التحدي المتمثل بالسعي لتأمين الكفاف وتدبر الأمور هو الذي جعل هذه الفكرة تلمع في ذهني، فقررت أن أفكر خارج الصندوق وأفتتح كشكاً لبيع الكنافة في المخيم نظراً لعدم وجود مثيل لهذا المشروع لدينا، وهكذا لم أتمكن من إعالة أسرتي فحسب بل ساعدني مشروعي على افتتاح متجر الحلويات الجديد الخاص بي".

 

  1. تحويل المهارات إلى مصدر للدخل

أقامت اللاجئة ميرفت، 45 عاماً مطبخاً في بيتها لتؤمن مصدر دخل ثابت لأسرتها بعد أن أصيب زوجها بأزمة قلبية جعلته غير قادر على مزاولة أي عمل، وعن افتتاحها لمطبخها تقول:

"عندما مرض زوجي تغير كل شيء، ففكرت بطريقة أستطيع من خلالها مواصلة تأمين قوت أسرتي مع دفع ثمن دواء زوجي، وعلى الرغم من أني لا أجيد القراءة ولا الكتابة، لم أقبل الاعتماد على إحسان الناس وصدقاتهم، لأنني أؤمن بقوة المرأة وقدرتها على إعالة أسرتها كما يفعل الرجل، وهكذا استعنت بمهارتي في مجال الطهي وحولتها إلى مصدر دخل لأسرتي".

  1. التطوع المجتمعي

تطوعت ياسمين، 33 عاماً، لدى هيئة متخصصة بدعم اللاجئين، وهي تأمل بأن تخفف من شقاء اللاجئين من حولها، فتحدثنا عن أهداف تطوعها بالقول:

"يعاني اللاجئ حتى يعيش، فالعجائز يغرقون بالديون، ولهذا يعتمدون على الجمعيات الخيرية، كما زادت حالات زواج القاصرات والتسرب من المدرسة، إذ فقد كثيرون أملهم بالتعليم بسبب الضائقة المالية، وصاروا يسعون للسفر إلى الخارج بطرق غير نظامية، إلا أننا نشجعهم على عدم الاستسلام، ونحاول أن نعرفهم على أي خدمة أو عمل أو مبادرة خيرية تقام في هذا البلد".

  1. التكيف عبر تغيير المهنة

قرر اللاجئ محمود، 43 عاماً، أن يتعلم مهارات جديدة وأن يفتح صفحة جديدة في حياته من أجل أسرته، بما أنه لم يتمكن من العمل بمهنته كمتخصص في قطاع النفط، وعن ذلك يقول:

"بوجود أربعة أطفال يعتمدون علي، لم أستطع أن أقف مكتوف اليدين، فسعيت لأتدرب في مجال الصيانة مع استعانتي بمهاراتي في مجال السباكة والتي حصلت عليها من خلال عملي كعامل مياوم في سوريا، والآن وجدت الاستقرار في معمل لصناعة المنظفات، بيد أن رحلتي كانت شاقة، لكن كل خطوة خطوتها فيها كانت من أجل مستقبل أسرتي".

المصدر: UNHCR