icon
التغطية الحية

بعد نيله رخصة طيار بأميركا.. عمر برماوي لـ موقع تلفزيون سوريا: أهدي نجاحي لدرعا

2021.09.19 | 12:31 دمشق

brmawy-_tlfzywn_swrya.png
الطيار السوري عمر برماوي
خالد عواد الأحمد
+A
حجم الخط
-A

بعد أن تجاوزت ساعات طيرانه 4000 ساعة وحصوله على رخصة طيار في أميركا، حصل الطيار الشاب عمر برماوي، ابن مدينة درعا السورية، على رخصة طيران في الولايات المتحدة الأميركية التي يقيم فيها حالياً.

رافق حلم الطيران الشابَ السوري "عمر برماوي" منذ سن مبكرة من حياته، ولم يكن قد تجاوز السادسة من عمره عندما كان يصعد إلى سطح منزله ليراقب الطائرات التي كانت تحلق في المناسبات الوطنية فوق أجواء درعا، وارتسم هذا الحلم في ذاكرته الغضة ليتجسد واقعاً بعد سنوات وليصبح طياراً رسمياً في الولايات المتحدة الأميركية بعد حصوله عل رخصة طيار جوي ATPL بعد أن حقق أكثر من 4000 ساعة طيران ما بين مكان دراسته في الأردن ومكان عمله في السعودية ولاحقاً في الولايات المتحدة الأميركية التي يقيم فيها الآن.

وكان عمر قد أنهى دراسة المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس درعا ودرس لاحقاً في كلية الاقتصاد بدمشق ولكنه لم يكمل لظروف خاصة -بحسب ما أفاد لـ موقع تلفزيون سوريا- مضيفاً أنه انتقل إلى الأردن ليدرس عام 2006 في أكاديمية الطيران الملكية الأردنية بـ ماركا، وبعد تخرجه بتفوق عاد إلى سوريا وحصل على رخصة الطيران السورية بعد اجتيازه للاختبارات المطلوبة وبالتالي سجل في ديوان المؤسسة السورية للطيران بانتظار دوره الذي لم يأت إلى الآن رغم أن من بين زملائه في الدراسة "حمزة بن آصف شوكت" الذي تخرج وسجل معه وتم قبوله وتوظيفه كطيار "إيرباص" في الخطوط السورية  منذ أكثر من 15 عاماً.

 طيران فوق الكعبة

وبمساعدة صديق كان يدرس معه في أكاديمية الطيران الملكية الأردنية تمكن الشاب القادم من درعا البلد من الحصول على فيزا إلى المملكة العربية السعودية التي انتقل إليها عام 2012 وعمل هناك مدرباً للطيران في الرياض وجدّة نظراً لامتلاكه 3 رخص مدرب ومؤهلاته للتدريب على طائرات ذات محرك واحد وذات محركين وتدريب الطيارين في الظروف الصعبة كانعدام الرؤية.

وعمل برماوي أيضاً كـ "طيار على طائرة للمسح الطبوغرافي وطياراً زراعياً في عدد من مدن المملكة". وكشف محدثنا أنه مارس الطيران عبر ما يقرب من 39 طرازاً من الطائرات، لكنه لم يتمكن من الدخول إلى الخطوط السعودية (خطوط "ناس") بسبب نظام "السعودة" وعدم السماح لغير السعوديين بالعمل في هذا المجال، إلا أنه تمكن من العمل في بعض الشركات الخاصة داخل المملكة ومنها "آفاق الطيران" وهي خاصة بالمسح الطبوغرافي، وأُتيح له الطيران فوق الكعبة وكان يشترط أن يكون الطاقم مسلماً بالكامل.

بداية العام الحالي 2021 تقدم برماوي بطلب تأشيرة دراسية إلى الولايات المتحدة الأميركية وتم قبوله ليلتحق بأكاديمية AEROSTAR في ولاية فلوريدا التي أمضى فيها قرابة الشهر وتم تأهيله بشكل نظري وعلى نظام "الطيران التشبيهي" لطائرة البوينغ 737 وتم تأهيله كذلك للاختبار النظري، بعد إتمامه دراسة المقررات النظرية والتي يتجاوز عدد أسئلتها 1048 سؤالاً، ثم تقدم في أحد مراكز إدارة الطيران الفيدرالي FAA وحقق نتيجة 90 % علماً أن علامة النجاح 70 بالمئة.

الطيران الأعمى

وتابع برماوي حديثه قائلاً: "بعد هذا الاختبار تم تأهيلي للاختبار الجوي، وهو على قسمين: قسم شفهي إذا تم تجاوزه يتم التأهيل إلى الاختبار الجوي العملي، وكان المشرف على الاختبار كابتن طيار أميركي يُدعى (جو بوليغا) وهو طيار سابق في سلاح الجو الأميركي".

وكشف برماوي أنه عاش لحظات توتر قبل التحليق في الأجواء الأميركية لكنه تجاوز تلك اللحظات وعاد إلى ذاته بمجرد إقلاعه وابتعاده عن الأرض متسلحاً بخبرته الطويلة في هذا المجال، وأوضح أنه أجرى مع الكابتن الذي اختبره 4 حالات هبوط في المطارات وعدداً من المناورات ومن تجارب "الطيران الأعمى" الذي يعد شرطاً ليتمكن الطيار من التحليق في ظروف انعدام الرؤية كالضباب والثلوج والغبار وغيرها.

وخلال اختبار الطيران الأعمى، تمت تغطية عينيه بنظارة خاصة تمنعه من الرؤية خارج الطائرة، بحيث يتركز مداه البصري داخل الطائرة فقط وصادف حينئذ أن الجو كان ماطراً، وجهد في الابتعاد عن أماكن الهطل بناءً على طلب الكابتن (جو)، ولفت برماوي إلى أن: "التحدي الأكبر الذي واجهته في أثناء التدريب العملي كان انقطاعي عن الطيران لمدة أكثر من عام بسبب جائحة كورونا وعادة يجب أن يعاد تأهيل الطيار ويخضع للاختبارات بعد 6 أشهر لأن مدة سنة تعد فترة طويلة في عرف الطيران".

هبوط في مزرعة بسبب انفجار المحرك

استعاد برماوي أثناء الحوار بعض المواقف التي صادفته خلال عمله كطيار ومنها في السعودية، حيث كان يعمل في تصوير مشروع "نيوم" بمدينة تبوك شمالي المملكة وأمضى نحو أسبوعين فيها للمسح الطبوغرافي. وذات يوم وصل إٕلى (العقبة) عند الحدود الأردنية الفلسطينية المصرية السعودية، ولدى اقترابه من الحدود الأردنية- الفلسطينية بسرعة 200 عقدة بحرية أي ما يعادل 500 كم في الساعة، ورده من خلال راديو الطائرة نداء بضرورة التعريف عن نفسه.

وعندما علم أن الطرف الآخر كان إسرائيلياً، لم يرد برماوي على مكالمة الراديو لأنه ما يزال "ضمن أراض صديقة"، وقال: "بعد انتهاء التصوير والعودة إلى الأرض للتزود بالوقود ومعاودة التحليق فوجئت برسالة من برج المراقبة بإيقاف المهمة لأنني -حسب قولهم- دخلت حدوداً دولية".

واتضح أن الأميركان أرسلوا رسالة عبر الإسرائيليين إٕلى القيادة السعودية بأن الطائرة شكلت مصدر قلق وخوف من قبلهم  وكانوا يعتقدون أنها قادمة باتجاههم حتى إنهم استنفروا سلاح الجو الإسرائيلي وبعد التواصل مع الأمير محمد بن سلمان -ولي العهد الحالي- أمر بمعاودة الطيران وإتمام المهمة".

 

 

وروى برماوي موقفاً آخر حصل معه في المملكة العربية السعودية في الـ10 من أيلول عام 2013 حين كان يطير مع أحد الطلاب السعوديين الجدد أثناء رحلة تدريبية اعتيادية، فانفجر المحرك بعد مغادرته المطار على ارتفاع 1000 قدم (ما يعادل 300 متر) وتعطل المحرك بالكامل ودخل دخان كثيف إلى قمرة القيادة فانعدمت الرؤيا ولم يتمكن من الحصول على مطار يستقبله، فاضطر للنزول في مزرعة بواسطة الطائرة المهيأة لأن تكون طائرة شراعية في حال عطب المحرك. وكانت تجربة نفسية صعبة، بحسب تعبيره، اعتقد أثناءها أن نهايته باتت وشيكة.  

"أهدي نجاحي لأهلي الصامدين بدرعا"

وكان الطيار السوري الشاب قد عبّر في وقت سابق عبر منشور على حسابه في فيس بوك، بالقول إنه تمكن من تحقيق حلمه بأن يصبح طياراً ناجحاً، لكنه يطمح إلى أن يعود إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد ويساهم ببناء بلده بأي طريقة كانت. وقال أيضاً: "أهدي نجاحي بالحصول على رخصة قيادة الطائرة في الولايات المتحدة الأميركية إلى أهلي الصامدين في درعا البلد، حيث ما زالت روحي معلقة هناك على جدرانها وساحاتها.. وعلى طريق مدرستي".

 

.