مع اقتراب الذكرى الأولى لسيطرة الجيش التركي وفصائل الجيش الوطني على كامل منطقة عفرين شمال غرب حلب، تستمر الانتهاكات بحق المدنيين والفوضى الأمنية رغم الحملة الأخيرة للجيش الوطني على من وصفهم بـ "المفسدين".
وكانت آخر تلك الانتهاكات، وفاة المسن "علي قلندر" البالغ من العمر 80 عاماً بعد إصابته يوم أمس الإثنين أثناء رعيه للأغنام في ناحية معبطلي بطلق ناري من قبل عنصر تابع للشرطة المدنية يدعى إسماعيل حج بكر.
وقال مصدر من الناحية لموقع تلفزيون سوريا، أن الأهالي طالبوا السلطات التركية في المنطقة أثناء تشييع المسن، بخروج جميع الفصائل ومحاسبة القاتل ووضع حد لجميع التجاوزات.
وأكّد المصدر على أن عنصر الشرطة، هرب مع أهله اليوم الثلاثاء من الناحية، دون توضيح حتى الآن من الشرطة المدنية.
كما قامت مجموعة مسلحة تابعة للواء السلطان محمد الفاتح قبل عدة أيام، بالاعتداء والضرب على كل من المدنيين (يونس محمد عينتابي وزكريا إبراهيم بعبو) في قرية عرب أوشاغي التابعة لناحية معبطلي، وبحسب مصادر من القرية فإن المعتدى عليهما ما زالا طريحَي الفراش نتيجة الكدمات الناتجة عن الضرب العنيف.
وفي قرية ديكمادوش التابعة لناحية شران قامت مجموعة مسلحة باعتقال كل من "خليل أنور حسن" الذي يملك محلاً تجارياً للمواد الغذائية، و"قمبر أحمد محمد" الذي يعمل ميكانيكي جرارات، واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
وأيضا أقدمت مجموعة مجهولة بالقرب من قرية ميدانكي التابعة لناحية شران بقطع "شجرة الدلب" التي يُقدّر عمرها بقرابة 500 عام، والتي تعد من المعالم التاريخية المميزة بالنسبة لأهالي المنطقة، في حين ما زالت عمليات اقتطاع الأشجار مستمرة في مختلف المناطق بريف عفرين.
ومن جهة أخرى وبحسب مصادر من قرية حبو التابعة لناحية معبطلي فقد عملت مجموعة مسلحة على تخريب شاهدة قبر تعود لشخص من عائلة عكيد.
كما شملت الانتهاكات أهالي الغوطة المهجرين وخاصة في الشهر الماضي حيث قام فصيل "أحرار الشرقية" بقتل المدعو "أبو كرم" صاحب محل أسلحة في شارع الفيلات وسط مدينة عفرين، في حين اعتدى عناصر من الفصيل نفسه على صاحب مكتبة ألوان في شارع الفيلات أيضاً.
واقتحمت مجموعة مسلحة منزل المدعو أبو همام في حي الزيدية وسرقت مبلغاً مالياً، وعلى إثره قام أهالي الغوطة بالخروج في مظاهرة مطالبين الفصائل بالخروج من المدينة.
وبالإضافة إلى كل ما سبق، تعمد حواجز الفصائل المنتشرة على الطرقات بين المدن والقرى، على فرض أتاوات على المدنيين بشكل علني، دون أي رادع.
وأفاد أحد المدنيين ويدعى (أبو شيخو) من أهالي المنطقة والذي رفض ذكر اسمه الكامل خوفاً من الاعتقال، بأن المدنيين مازالوا يعيشون حالة من الخوف، دون أي بادرة لوقف الانتهاكات ووضع حد للفوضى الأمنية في المدينة وريفها.
وأضاف أبو شيخو أن الأوضاع في مدينة عفرين من ناحية العمل وحركة البناء، لن تتحسّن ما دامت مقرات الفصائل موجودة بين المدنيين، وما دامت المدينة غير خاضعة لإدارة مدنية إلى جانب الشرطة العسكرية، "فهناك عشرات الفصائل وكل فصيل لديه كتائب وكل كتيبة لديها قائد ورأي".
وتشهد منطقة عفرين في مدينتها وريفها اشتباكات بين الفصائل العسكرية بشكل متكرر، كان آخرها قبل عدة أيام في ناحية جنديرس بين "حركة نور الدين الزنكي" و"جيش الشرقية"، واشتباكات أخرى بين مجموعتين تابعتين لفيلق الشام في قرية ميدان أكبس.
وشنّ الجيش الوطني والشرطة العسكرية حملة أمنية ضد من وصفهم بالمفسدين بدأها في الثامن عشر من تشرين الماضي بمدينة عفرين، لتشمل الحملة كافة مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي التابعة للجيش الوطني، واعتقل خلالها عشرات المطلوبين لديه لعرضهم على القضاء.