icon
التغطية الحية

بعد "طوفان الأقصى" هل طلبت تركيا من "هنية" مغادرة إسطنبول؟

2023.10.23 | 14:50 دمشق

آخر تحديث: 25.10.2023 | 13:04 دمشق

هل طلبت تركيا من "هنية" مغادرة إسطنبول؟
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في إسطنبول ـ إنترنت
تلفزيون سوريا ـ سامر القطريب
+A
حجم الخط
-A

قال موقع "المونيتور"، إن السلطات التركية طلبت من إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مغادرة إسطنبول وذلك عشية إطلاق عملية "طوفان الأقصى".

وأضاف "المونيتور" نقلا عن مصدر فلسطيني في أنقرة أن "الجماعات الفلسطينية، بما في ذلك حماس، غير راضية عن موقف تركيا وتعتبر تصريحاتها غير كافية. ولم يستدعوا حتى السفير الإسرائيلي لدى وزارة الخارجية للاحتجاج".

وقالت المصادر إن السلطات التركية طلبت "بأدب" من هنية، الذي كان في إسطنبول عندما اقتحمت حماس مستوطنات غلاف غزة، بعد أن تم تداول لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي تظهره هو وأعضاء آخرون في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وهم يسجدون شاكرين.

وتعليقا على هذه الأنباء، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون لموقع تلفزيون سوريا، الإثنين،" إن هذا الموضوع معقد" مستطردا: "هذه المعلومات غير دقيقة علاقة حماس بتركيا علاقة وثيقة، وهناك تنسيق وهناك حدود أيضا في التعامل، الشعب التركي والدولة التركية يقدران حماس ودورها، وبدأت العلاقة منذ أن فازت حماس في انتخابات المجلس التشريعي 2006، وأكرر أن هذه المعلومات التي أوردها المونيتور غير دقيقة.. بالعكس يعني هناك تواصل فقد تم اتصال الرئيس أردوغان بالسيد إسماعيل هنية وكان هناك بيان واضح بهذا الشأن".

وأوضح المدهون "اليوم هناك علاقة معقدة بهذا الشأن لا شك أن التدخل الأميركي ضد حماس والحملة الكبرى التي شنتها الولايات المتحدة بتحريك حاملة الطائرات من أجل قطاع غزة أربك المشهد الإقليمي والدولي، ولكن الآن باتت الدول ترتب أمورها وتعمل على مساندة الشعب الفلسطيني بكل الأشكال وهناك تطور بمواقف الدول بشكل عام".

كيف سيؤثر التطبيع التركي على العلاقة بحماس؟

بدأت أنقرة "صفحة جديدة" بعلاقتها مع إسرائيل، عقب اتخاذ الخطوة الأخيرة في عملية التطبيع بينهما، بتسمية كل منهما سفيرا لها لدى الطرف الآخر لأول مرة بعد عام 2016 بعد 6 سنوات من القطيعة.

ووصلت العلاقات بين أنقرة وتل أبيب إلى نقطة التجميد، على خلفية قيام الاحتلال الإسرائيلي بتوسيع الاستيطان وانتهاك الشعب الفلسطيني، وتوترت العلاقات بين البلدين إثر اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة "مافي مرمرة" التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتله 9 ناشطين أتراك في المياه الدولية، وتوفي ناشط عاشر لاحقا، متأثرا بجراحه.

وعقب تحسن العلاقات، التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في أيلول الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ولاية نيويورك، على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحسب بيان صادر عن رئاسة دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وعقب مجزرة مستشفى المعمداني التي ارتكبها الاحتلال، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منشور على موقع "إكس" "الإنسانية جمعاء إلى اتخاذ إجراءات لوقف هذه الوحشية غير المسبوقة".

أما وزير الخارجية التركي هاكان فيدان فقد قال إنه إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية فإنها ستهدد الاستقرار والسلام الدوليين عبر التصعيد في المنطقة.

وأضاف في كلمة أمام "قمة القاهرة للسلام" المنعقدة في مصر، بخصوص التطورات في غزة، أن "إسرائيل تحتجز مليوني شخص في سجن مفتوح في منطقة تفتقر لمقومات العيش البشري، وتصف ذلك بأنه "دفاع ضد الإرهاب".

وتابع "لن نسمح أبدا باستمرار معاناة الفلسطينيين.. لن نتغاضى عن مثل هذه الجرائم سواء كانت ضد الفلسطينيين أو أي أحد آخر".

وحول كيفية تأثير تطبيع أنقرة مع تل أبيب على العلاقة مع حماس، قال المدهون: "علاقة تركيا مع الاحتلال الإسرائيلي قبل تأسيس حماس من خمسينيات القرن الماضي، ومع ذلك نجحت تركيا في أن تكون هناك علاقة وثيقة مع حماس وكافة مكونات الشعب الفلسطيني تركيا ترى أن حماس جزء من النظام الفلسطيني وجزء من المجلس التشريعي والحكومة والسيد إسماعيل هنية رئيس حكومة منتخب وهي تتعامل مع هذا الأمر، وحماس تقدر أن تركيا دولة لها استقلاليتها ولها احترامها وكل ما تطلبه حماس أن يكون هناك مساعدة ودعم لحق الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه، ولا شك في أن هناك احتراماً متبادلاً في هذا الشأن".

وتابع "لا شك أن عملية التطبيع بشكل عام مرفوضة من الشعب الفلسطيني ولدى حركة حماس وهي تتمنى أن يتم عزل الاحتلال الإسرائيلي عن المحيط العربي والإسلامي، لكن الحركة تنظر الآن إلى أن عداءها الوحيد والأساسي هو مع الاحتلال الإسرائيلي، وما عدا ذلك يمكن تسويته واليوم حماس تخوض معركة عسكرية كبيرة وهي تحتاج كل صوت عربي كل صوت مسلم كل صوت إنساني في هذا العالم وتركيا إن كان شعبا أو حكومة من أكثر من يساند الشعب الفلسطيني ولها مواقف كبيرة، مثل تسيير سفينة مرمرة أيضا في دافوس كان للرئيس أردوغان موقف مشرف وكبير تم أيضا إيصال رسائل سياسية ودبلوماسية واضحة.. أيضا خطاب الرئيس التركي في الأمم المتحدة.. ومن خلالها يمكن القول إن الاحتلال ينظر اليوم إلى تركيا كعدو بمعنى أن التطبيع مع الاحتلال سيضعف تركيا لأن العدو متوجس منها وهو يرى أنها تنافسه على المنطقة ولا يرغب بوجود أي دولة قوية في المنطقة، الاحتلال الإسرائيلي يخشى من قوة تركيا".

الحرب على غزة.. انقسام بين الحكومات والشارع

تصاعد التوتر في أوروبا بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، خاصة بعد مجزرة مستشفى المعمداني والتي راح ضحيتها المئات، في حين تخضع المظاهرات لتدقيق مختلف الحكومات والسلطات، وتتخلل المظاهرات عمليات قمع باستخدام الهراوات والغاز المسيل للدموع.

كذلك سار الإعلام الغربي على نسق واحد في إدانة الفلسطينيين وتبرئة إسرائيل واعتبارها تدافع عن نفسها ضد "الإرهاب" متجاهلة سياقا تاريخيا كاملا للقضية الفلسطينية ولقطاع غزة المحاصر منذ عام 2006.

وفي الأسبوع الماضي، تمت إضاءة المعالم الأثرية والمباني الحكومية في جميع أنحاء أوروبا باللونين الأزرق والأبيض لإظهار التضامن مع إسرائيل. كما غيرت ماركات عالمية ألوان شعاراتها إلى ألوان العلم الإسرائيلي، ورغم ذلك خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين إلى الشوارع في باريس وبرلين وروما ومدريد للاحتجاج على المجازر الإسرائيلية على غزة، متحدين قوانين حكوماتهم وانحيازها الواضح.