icon
التغطية الحية

بعد رفع الدعم.. سكان في دمشق يفقدون قدرتهم على شراء الخبز

2022.02.14 | 05:27 دمشق

lfff.png
سوريون أمام أحد الأفران في دمشق (وكالات)
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

يعاني اليوم الكثير من السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري من انعدام قدرتهم على شراء حتى الخبز (لقمة العيش) بسبب رفع الدعم عنهم أو عن بعض أفراد العائلة من قِبل حكومة النظام وسط ارتفاع سعر مبيع ربطة الخبز في السوق السوداء. 

وبدأ النظام السوري، في الأول من شباط الجاري، بتطبيق قرار رفع الدعم عن المواد الأساسية على رأسها المحروقات والغاز والخبز ومواد غذائية أخرى أساسية، ما أجبر آلاف العائلات على شراء احتياجاتها عبر الشراء بالسعر الحر، بسبب إخراجهم من نظام الدعم. 

"تخفيض الدعم"

غزوان (38 عاماً) وهو من سكان حي المزة بدمشق، قال لموقع تلفزيون سوريا "عائلتي مكونة من أربعة أولاد وأنا وزوجتي وكنا نحصل على أربعة ربطات يومياً باستثناء يوم في الأسبوع (الثلاثاء) نحصل على اثنتين". 

ويضيف، "اليوم بعد رفع الدعم عني بحجة كوني مسافراً خارج البلاد، حرُمت من الدعم لأكثر من أسبوع"، ويؤكد أنه بعد ذهابه إلى فرع الهجرة والجوازات بمنطقة البرامكة وتصحيح خطأ حكومة النظام، خُفضت نسبة الدعم المقدم له ولم يُعاد له الدعم كما كان قبل قرار رفع الدعم دون معرفته للأسباب. 

وأوضح "غزوان"، أنَّ حصته من الدعم أضحت ربطتين فقط باليوم، وهي غير كافية لأسرته، ما يضطره لشراء احتياجه الإضافي من الخبز من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

إذ يبلغ سعر ربطة الخبز غير المدعوم وفقاً لتسعير حكومة النظام 1300 ليرة، وتُباع على بسطات الشوارع وأمام الأفران بـ 1500 ليرة. 

وفي الثامن من شهر شباط الجاري، كشفت وزارة الاتصالات في حكومة النظام السوري عن عدد البطاقات الذكية التي رفع عنها "الدعم الحكومي" إلى الآن، بالإضافة إلى أعداد الاعتراضات على آلية الاستبعاد التي بدأت الحكومة بتطبيقها قبل أيام، بسبب الأخطاء التي طالت آلاف السوريين.

وبلغ عدد البطاقات المستبعدة من منظومة الدعم نحو 598 ألف بطاقة، وعدد الاعتراضات عبر منظومة الاعتراض نحو 370 ألف اعتراض.

"الخبز لم يعد خطاً أحمر"

غزوان ليس وحده من تعرض لرفع الدعم جزئياً عنه. فـ فاطمة (45 عاماً) وهي أم لسبعة أطفال تسكن في مدينة دوما بريف دمشق لم تنجُ من إشكاليات رفع الدعم وما نجم عنه. 

وتقول لموقع تلفزيون سوريا "ذهبت لأشتري الخبز من المعتمد بالسعر المدعوم (200 ليرة للربطة) لكنني تفاجأت بأنها أصبحت غير مدعومة بحجة أنَّ زوجها يمتلك سيارة، وأنها لا تستحق الدعم". 

تشرح المرأة الأربعينية لتلفزيون سوريا أنَّ زوجها وسيارته فقدوا منذ أكثر من أربع سنوات، وأنَّها بعد دخول النظام للغوطة بالعام 2018 استخرجت "البطاقة الذكية" باسمها كي تستطيع الحصول على السلع والمواد المدعومة. وتوضح أنَّ معتمد الخبز رفض بيعها المادة بالسعر المدعوم. 

وتضيف بحسرة أنها أصبحت تحتاج يومياً إلى 5200 ليرة ثمن الخبز بالسعر الحر كي تطعم أولادها بدلاً من 800 ليرة وفقاً للسعر المدعوم، وتقول "اعتراضي حتى اليوم لم يأتِ بأية نتيجة رغم تقديمي سابقاً بلاغاً في مخفر دوما بفقدان زوجي وسيارته". 

ويعتقد سكان في دمشق أنَّ كلام وشعار "الخبز خط أحمر" لم يعد موجوداً اليوم رغم كثرة التصريحات لمسؤولي النظام حول الخبز ودعمه. 
وآخر تلك التصريحات كلام رئيس حكومة النظام حسين عرنوس لصحيفة الوطن   الموالية، "إن الخبز لا يزال خطاً أحمر لكن ليس بمفهوم سعر ربطة الخبز، بل بمفهوم استمرار دعم الزراعة، وتأمين القمح والدقيق إلى الأفران بحيث تبقى هذه المادة متوفرة وبسعر مقبول للمواطن الذي يستحق أن يحصل عليها بهذا السعر".