icon
التغطية الحية

بعد المرسوم 4.. سوريون يسألون عن سعر "الشوئسمو"؟

2020.01.20 | 14:45 دمشق

aldwlar.jpg
فئات من العملة السورية والأجنبية (إنترنت)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أفادت وسائل إعلام مقرّبة مِن نظام الأسد، أن اسم الدولار كاد يغيب عن صفحات التواصل الاجتماعي الموالية لـ"النظام"، وذلك بعد إصدار رأس النظام بشار الأسد مرسوماً يفرض عقوبات مشدّدة على ناشري أسعار الليرة السورية في السوق السوداء.

وقالت قناة "روسيا اليوم": إن "بعد صدور (المرسوم رقم 4) الذي يفرض عقوبات شديدة على كل من يروج لأسعار غير صحيحة لليرة السورية، كاد اسم الدولار يغيب عن صفحات التواصل الاجتماعي".

واستخدم السوريون كلمات أخرى بديلة عن الدولار أبرزها "الشوئسمو"، متندّرين على حالة الخوف التي أبعدت اسم الدولار عن التداول، خاصة أن وزير داخلية نظام الأسد أشار أكثر من مرة إلى أن فرع الجريمة المعلوماتية يراقب الصفحات ويرصدها.

ومِن التعليقات الطريفة والساخرة التي نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي "شو هالشعب الجبان.. ما بيجي غير بالعصاية.. ما عاد حدا استجرى يجيب سيرة اللي ببالي بالكون"، و"إذا بيسمعوك جماعة الشوئسمو عم تحكي عن الشوئسمو.. رح يجوا بغيبة الشمس يعبوك بالطبّون وياخدوك.. وبضيعتك ما رح تندفين".

وعلّق ناشطون بالقول "هل يطال المرسوم رئيس الحكومة؟ يشاع أنه أعلن عن سعر الشوئسمو الغير وهمي؟!؟! وذلك في إشارة إلى كلمة رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس الشعب اليوم التي ذكر فيها أن الدولار ارتفع من 500 إلى ألف ليرة في سياق تبرير ارتفاع الأسعار).

وحول التأكيد على صفة "الوهمي" لـ أسعار الليرة أمام الدولار كتب أحدهم قائلاً "علبة بسكويت وهمية، اشتريت علبة بسكويت بـ1500 وكان سعرها قبل شهرين 1000، قلت للبائع هذا بالتأكيد سعر وهمي، فهز رأسه موافقا وابتسم ابتسامة وهمية، دفعت له أموالا وهمية، ثم شكرته شكرا وهميا.. قلت لنفسي إن تكلمت سأسجن سجنا حقيقيا بتهمة وهن هذه الأمة التي لا أعلم حقا إن كانت حقيقية أم وهمية لكن من المؤكد استحالة أن يكون كلانا حقيقيا، وعلى الأغلب أنا الوهمي في هذا البلاء الحقيقي.

22_5.JPG

ما معنى الـ"شوئسمو"؟

نشرت ناشطة تعليقاً على مفهوم "الشوئسمو" قائلةً "كانت أمي من زمان تناديلي: هنادي روحي طفي الشوئسمو تحت هديك.. وكنت روح طفي الغاز تحت الطبخة.. هلا الشوئسمو لساتو ولعان مقابل ال هديك؟ قديه صار اليوم؟".

11_5.JPG

وتسمية "الشوئسمو" إلى جانب أسماء "مرمّزة" أخرى لـ الدولار (مثل: الأخضر)، كانت تُستخدم في سوريا سابقاً، وخاصة في الفترة التي كانت تشهد تشدداً كبيراً حيال التعامل بالعملة الصعبة.

وسبق أن ألقى أحد شعراء مدينة حلب (بكري حنيفة) قصيدة كتبها تحت عنوان "الـ إش إسمو"، على غرار المفردة المصرية "البتاع" التي خلّدها الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم بقصيدة تحمل الاسم ذاته، حيث إن المفردتين تعنيان كل شيء تقريباً، ويمكن تجيير آلاف المعاني وفقهما، خاصة في مواضيع محظورة يُمنع تداولها في دول عربيّة يقودها حكّام ديكتاتوريون مستبّدون.

و"الشوئسمو" - كما البتاع في مصر -، فإن الأحاديث اليومية للسوريين - بمعظمها - لا تخلو جملة منها دون أن يُدرج فيها كلمة "شوئسمو" بشكل أو بآخر، وهي مِن الكلمات القابلة للتعريف قطعاً، لأنها تُقال لـ شيء واضح تماماً يفهمه المتحدّثون الذين يُدرجونها في كلامهم المعتاد.

يشار إلى أن رأس النظام في سوريا بشار الأسد أصدر، أمس الأحد، المرسوم رقم 3 والذي يفرض عقوبة الاعتقال المؤقت وغرامة مِن مليون إلى 5 ملايين سوريّة، بحق كل مَن يذيع أو ينشر أو يعيد النشر على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي "لإحداث التدني أو عدم الاستقرار في أوراق النقد الوطنية أو أسعار صرفها، أو لزعزعة الثقة في متانة نقد الدولة وسنداتها وجميع الأسناد ذات العلاقة بالثقة المالية العامة".

وسبق "المرسوم 4" إصدار "المرسوم رقم 3" لـ عام 2020، وينص على منع التعامل بغير الليرة السورية كـ وسيلة للمدفوعات، ويعاقب المخالفين بـ"الأشغال الشاقة المؤقتة لمدة لا تقل عن سبع سنوات والغرامة المالية بما يعادل مثلي قيمة المدفوعات أو المبلغ المتعامل به أو المسدد أو الخدمات أو السلع المعروضة".

اقرأ أيضاً.. مرسوم جديد للأسد باعتقال مَن "يزعزع الثقة في متانة نقد الدولة"

ويأتي هذان المرسومان، في ظل تدهور سعر صرف الليرة السوريّة والتي وصلت مع مطلع العام الجديد 2020 إلى أكثر مِن 1200 ليرة سوريّة مقابل الدولار الأميركي الواحد، في حين ما يزال المصرف المركزي التابع لـ نظام الأسد، يُحدّد سعر الصرف بـ 434 ليرة سوريّة فقط.