icon
التغطية الحية

بعد الانتخابات.. ملفان على رأس الأولويات التركية في سوريا

2023.06.14 | 09:22 دمشق

بعد الانتخابات.. ملفان على رأس الأولويات التركية في سوريا
بعد الانتخابات.. ملفان على رأس الأولويات التركية في سوريا
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

تتجه الأنظار إلى السياسة الخارجية التي ستتبعها الحكومة التركية بعد فوز تحالف الجمهور الذي يتزعمه حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان بالانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وكان الحزب الحاكم قبيل الانتخابات قد رفع المحادثات مع النظام السوري المستوى الأمني والعسكري إلى السياسي، حيث شارك وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو في شهر أيار/ مايو الفائت باجتماع رباعي لوزراء الخارجية ضم إلى جانب تركيا كلاً من روسيا وإيران والنظام السوري، مع تأكيده بوجود انفتاح لعقد لقاء بين الرئيس التركي ورئيس النظام السوري، إلا أن الرئاسة التركية أكدت بعد انتهاء الانتخابات مباشرة أنه لا يوجد مخطط للقاء بين أردوغان وبشار الأسد.

استقرار شمال غربي سوريا

علم موقع تلفزيون سوريا من مصدر مطلع أن الجانب التركي يضع على رأس أولوياته الحفاظ على الاستقرار في شمال غربي سوريا، ومنع أي عمليات عسكرية مستقبلة قد تؤدي إلى توتير الأوضاع ودفع موجات لجوء جديدة، بالإضافة إلى التركيز على توفير مقومات للحياة من سكن وخدمات وبعض المشاريع الصغيرة التي يمكن أن تشجع سكان المنطقة المحليين على العودة لها.

وأكد المصدر أن أنقرة تجري مباحثات مع بعض الدول مثل قطر والسعودية للمساهمة في جهود استقرار الشمال السوري.

ومن المنتظر أن يتجاوب الائتلاف السوري المعارض لهذه الجهود، ويعمل بالتنسيق مع أنقرة على إحداث تغييرات في الحكومة السورية المؤقتة وتكليف رئيس حكومة جديد، والاسم الأكثر تداولاً هو وزير الإدارة المحلية في الحكومة الحالية، والهدف هو إصلاح واقع الحوكمة.

ولدى الحكومة التركية توجه لمعالجة ملف اللاجئين السوريين الذي أصبح خلال السنوات الأخيرة محل تجاذب سياسي في الداخل التركي، خاصة أن البلاد مقبلة على انتخابات محلية لا تقل أهمية عن الانتخابات السابقة، حيث يركز حزب العدالة والتنمية على استعادة بلديتي إسطنبول وأنقرة، ولذا من المهم الاستمرار في تحفيز اللاجئين الذين لم يندمجوا ضمن سوق العمل والحياة الاجتماعية على العودة إلى مناطقهم.

مكافحة "الإرهاب"

من المتوقع أن تركز أنقرة أيضاً على استكمال جهود مكافحة الإرهاب، أي تقويض نفوذ حزب العمال الكردستاني في شمال شرقي سوريا، سواء عن طريق استمرار الضربات النوعية ضد قياداته، أو المباحثات مع الجهات الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية صاحبة النفوذ الأكبر في شمال شرقي سوريا.

وبحسب ما أفادت به مصادر أمنية لموقع تلفزيون سوريا، فإن بعض كوادر حزب العمال الكردستاني غادرت بالفعل من منطقة الحسكة السورية باتجاه جبال قنديل العراقية، ومن غير المعلوم ما إذا كانت هذه الخطوة بسبب ضغوطات أميركية أو تحسباً من تصعيد تركي محتمل.

وسعت تركيا طيلة الفترة الماضية لتوظيف النظام السوري وفق آلية لمكافحة الإرهاب الذي يتضمن حزب العمال الكردستاني، لكن النظام رفض التجاوب وأصر على تحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية من سوريا قبل مناقشة أي مواضيع أخرى.

وإلى جانب العمليات العسكرية التقليدية، تمتلك تركيا خيارات متعددة، من بينها الضربات النوعية التي تستهدف مفاصل تنظيم قسد، بالإضافة إلى التفاوض مع واشنطن حول إحداث تغيير في واقع منطقة شمال شرقي سوريا ضمن المباحثات التي تدور بين الغرب وتركيا حول الموافقة على توسيع حلف شمال الأطلسي وقبول انضمام السويد له، ومن المتوقع أن يزداد تأثير تركيا في سياسات دول حلف شمال الأطلسي بعد استمرار أردوغان في الرئاسة والاضطرار للتعامل معه بحكم الضرورة، بالإضافة إلى لجوء الحلف وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية إلى تركيا من أجل إرسال قوات إلى كوسوفو لاحتواء تصعيد محتمل بين صربيا وكوسوفو في توقيت غير مرغوب بالنسبة لدول الحلف الغارقة في الحرب الأوكرانية.

واللافت غياب الحديث عن مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري منذ انتهاء الانتخابات، حيث تركزت اتصالات وزير الخارجية التركي الجديد حقان فيدان مع الولايات المتحدة الأميركية ومصر، في حين أجرى أردوغان زيارته الخارجية الأولى إلى أذربيجان.

وبحسب مصادر مطلعة لموقع تلفزيون سوريا فإن أنقرة ترحب برعاية روسيا لاتفاقية تعدل اتفاق أضنة القديم مع النظام السوري، شريطة أن يوسع نطاق حرية القوات التركية على الأراضي السورية تبعاً للواقع الجديد وعدم قدرة قوات النظام السوري على "مكافحة الإرهاب" بمفردها، إلا أن النظام لا يبدي أي تجاوب أو استعداد للتعاون في "مكافحة الإرهاب" من دون استعادته لكامل الأراضي السورية بما فيها إدلب.