icon
التغطية الحية

بضربة من أخمص البندقية.. قصة مأساوية لسوري قتله الجيش اللبناني

2023.01.19 | 15:54 دمشق

فواز.. اللاجئ السوري الذي قتل على يد عسكري لبناني
فواز.. اللاجئ السوري الذي قتل على يد جندي لبناني ـ مهاجر نيوز
INFO MIGRANTS - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

إن القصة المأساوية التي سردها أقارب "فواز"  لوكالة "أسنا" الإيطالية تكشف عن تشابه كبير بينها وبين قصص الكثير من السوريين الذين غدر بهم مهربو البشر والعسكر في أثناء قطعهم للحدود.

على الرغم من آلامه المبرحة، تُرك فواز، 60 عاماً، وهو مصاب لينزف فوق الإسفلت البارد لمدة تجاوزت الساعة في أحد الطرقات بشمالي لبنان. بحسب موقع مهاجر نيوز.

كان هذا الرجل قد رافق الفتاة التي ستصبح زوجة ابنه مستقبلاً بعد قدومها من سوريا إلى لبنان، وذلك بعدما خطط ثلاثتهم للوصول إلى أوروبا، ولم تذكر الوكالة أو الموقع سوى الاسم للأول للضحية.

ونظراً لانعدام أي بديل قانوني، اضطر هؤلاء الأشخاص لخوض تجربة الهجرة غير الشرعية المكلفة والمحفوفة بالمخاطر الشديدة.

إلا أن حياة فواز الذي تعود أصوله لمدينة إدلب التي مزقتها الحرب، والذي لديه 11 من الأبناء والبنات، انتهت قبل أن يشرع بتلك الرحلة الخطيرة التي ستنقله إلى إيطاليا بحراً.

إذ توفي هذا الرجل بعد تعرضه لضربة على رأسه بأخمص بندقية وجهها له جندي لبناني كان يجلس داخل مركبة عسكرية حسب شهود عيان، بعدما أخذت تلك المركبة تطارد دراجة نارية كان فواز يتنقل عليها برفقة الفتاة التي ستصبح مستقبلاً كنة له.

كان سائق تلك الدراجة النارية مهرب بشر مجهول الهوية سبق أن دفع له فواز مبلغ 200 دولار، وهو مبلغ كبير في سوريا بسبب الحرب الدائرة فيها، وفي لبنان أيضا نظراً لانهيار الاقتصاد فيه، وذلك حتى يتمكن من عبور الحدود السورية-اللبنانية بطريقة غير شرعية.

تواطؤ بين المهربين والعسكر

تسلط قصة فواز الضوء على الصلات المشبوهة والوثيقة التي تربط بين المهربين والسلطات المحلية في ظل الظروف التي ساءت بفعل النزاع المسلح وطول أمد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وذلك لأن الكثير من العساكر اللبنانيين اكتشفوا أن القوة الشرائية لرواتبهم التي يتقاضونها بالليرة اللبنانية قد انخفضت بشكل كبير ومتواصل مقابل الدولار الأميركي، ولذلك تحولوا اليوم إلى ضحية سهلة أمام كل من يرغب بشراء ذمتهم.

اقرأ أيضا: عقب نجاتهم من الغرق.. لبنان يرحل نحو 200 لاجئ سوري

 

ذكر أقرباء فواز أن المهرب دفع رشوة للجنود على إحدى نقاط التفتيش ضمن المنطقة الحدودية حتى يتمكنوا من عبورها، غير أنه مضى هو وزبائنه نحو نقطة تفتيش أخرى على الحدود لم يتلق العساكر القائمون عليها أي رشوة من قبله.

من شدة خوفه، لم يتوقف المهرب عند نقطة التفتيش تلك، ولهذا لاحقته مركبة عسكرية على متنها جنود كانوا يحرسون ذلك الحاجز، وبمجرد أن لحقوا بالدراجة النارية، قام أحد الجنود بضرب فواز على وجهه ضربة قوية، فسقط أرضاً هو والمرأة التي كانت معه، في حين لاذ المهرب بالفرار.

يخبرنا شقيق فواز أن تلك المرأة أخبرته بأن الجنود لم يفعلوا أي شيء ليقبضوا على المهرب، بل اتصلوا بالضابط الذي يأتمرون بإمرته، فأمرهم بترك السوريين على الأرض والعودة إلى مكانهم.

تواطؤ من قبل الطبيب

في الصور التي تظهر فيها جثة فواز بعد أن فارق الحياة يمكنك أن تتبين آثار ضربة واضحة على الرأس.

إلا أن شهادة وفاته الموقعة من قبل طبيب يعمل لدى القبيات بمنطقة عكار اللبنانية القريبة من الحدود السورية، ورد فيها أن سبب وفاة فواز هو سكتة قلبية.

ولهذا ذكر المحامي محمد صبلوح من مدينة طرابلس اللبنانية والذي يتابع تلك القضية مع أسرة فواز بأن الطبيب قد وقع على شهادة الوفاة بالتواطؤ مع الجنود، ولهذا رفع المحامي شكوى لمكتب المدعي العام العسكري اللبناني لصالح أهل فواز، إلا أن الأمل بمعاقبة هؤلاء الجنود ضعيف برأيه.

المصدر: Info Migrants