icon
التغطية الحية

بشار الأسد: الدول العربية لم تقطع العلاقة معنا وعلاقتنا بإيران لا يحددها أحد

2022.06.09 | 23:15 دمشق

bshbsh.jpg
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

كشف رئيس النظام السوري بشار الأسد عن استمرار العلاقات مع دول عربية عديدة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، من بينها دول سحبت بعثاتها الدبلوماسية من دمشق. مشيراً إلى أن بعض شركاتها تشارك الآن في "عملية إعادة الإعمار" رغم العقوبات الغربية.

جاء ذلك خلال لقاء خاص على قناة "روسيا اليوم" مساء اليوم الخميس، أجاب فيه رئيس النظام عن جملة من الأسئلةـ استهلتها مذيعة اللقاء بالسؤال عن موقفه من الغزو الروسي لأوكرانيا وختمتها بـ "صورته" اليوم لدى المواطن السوري المقيم في مناطق سيطرة النظام.

الغزو الروسي لأوكرانيا

وعبّر بشار الأسد عن تأييده "العملية العسكرية الروسية الخاصة" على أوكرانيا بالقول: "إن روسيا حليفة لنا وهي تتعرض لحرب لم تتوقف منذ ما قبل الشيوعية والاتحاد السوفييتي والحرب العالمية الأولى. وروسيا لها دور في التوازن الدولي ولو كان هذا الدور صغيراً".

وأضاف أن "هذا الدور الذي ننشده ينعكس بالدرجة الأولى على الدول الصغرى وسوريا جزء منها".

العقوبات على روسيا والنظام السوري

ورداً على سؤال المذيعة حول مدى مقاربة العقوبات الغربية المفروضة على روسيا مع تلك المفروضة على النظام السوري، تحدث بشار عن "الدولار الأميركي" وعن الاحتياطي الفيدرالي للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن أميركا "من دون الدولار لا تساوي شيئاً"، ما دفع المذيعة إلى الطلب منه الإجابة على سؤالها حول المقاربة.

فأجاب رئيس النظام بالقول إن "عقلية دول الغرب هي عقلية هيمنة واستعمار وغرور، واليوم قد تغيّر الوضع بالنسبة لروسيا والصين. نحن محاصرون بالتأكيد ولكن حاجياتنا الأساسية لا نستوردها من الغرب.

وأضاف أن "الحصار" المفروض على النظام في سوريا "هو جزء من مشكلة التدهور الاقتصادي، وهناك أسباب أخرى مثل كورونا والإغلاق الذي تسببت به، بالإضافة إلى المشكلات الداخلية أيضاً، كالخطط الحكومية، والوضع الاقتصادي العام...".

وقبل أن يتابع في سرد الأسباب، قاطعته المذيعة قائلة "والفساد أيضاً!". فأردف يقول إن "عملية مكافحة الفساد تسير ببطء بسبب عقبة الحرب"، لافتاً إلى أن الفساد هو أحد نتائج الحرب، وفق وصفه.

اللجنة الدستورية

وفي تعليقه على أعمال اللجنة الدستورية في جنيف، قال رئيس النظام إن المطلوب هو "الوصول إلى دستور يعبر عن رغبات وتطلعات وثقافة الشعب السوري. إذا أردنا الوصول إلى هذه النتيجة فنحن بحاجة لحوار سوري- سوري".

وأضاف: "أما ما يحدث الآن في اللجنة الدستورية، فنحن هنا نتحدث عن طرفين، الأول تم اقتراحه من الحكومة السورية والآخر تم تعيينه من قبل تركيا، وهنا تكمن المشكلة. الطرف الأول يعبر عن الشعب السوري أما الآخر فيعبر عن تركيا".

مرسوم العفو وعودة اللاجئين

ولدى سؤال المذيعة حول تخوّف بعض المعارضين من تعرضهم للاعتقال والتعذيب في حال عودتهم إلى "سوريا" بعد مرسوم العفو الأخير (رقم 7)، زعم بشار الأسد أنه لن يحاسب أي شخص يعارضه، وقال: "هناك مسلمات وطنية. فالقانون يحاسب مثلاً كل من يطالب بالتخلي عن الجولان لصالح إسرائيل، أما المعارضين للحكومة وللشخص (يقصد شخص رئيس النظام) شيء آخر، ولا توجد لدي مشكلة مع من يعارضني".

"القوى الكردية" في شمال شرقي سوريا

وبخصوص موقف النظام من "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد"، أوضح بشار الأسد أن موضوعهم "مختلف"، مشيراً إلى أن "الأكراد قومية من القوميات في سوريا، وجزء منهم وطنيون. المسألة تتعلق بوحدة الوطن السوري، ونحن ضد (الانفصاليين) والعملاء".

واستطرد: "نحن نضطر أحياناً حتى للتحاور مع العملاء (في إشارة إلى قسد وارتباطها مع القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا).

المنطقة الآمنة

وفي معرض إجابته على سؤال المذيعة حول ردّه على العملية العسكرية التي تتحضر تركيا لشنها في الشمال السوري، قال: "إذا كان هناك غزو، فهناك مقاومة شعبية، فالجيش السوري لا يوجد في جميع مناطق سوريا".

إعادة الإعمار

وأشار بشار الأسد إلى وجود شركات عربية مختلفة "تود المشاركة في إعادة الإعمار، إلا أن دول الغرب تضغط عليها بسبب العقوبات. وهناك شركات إعمار بدأت بالعمل في سوريا من خلال الالتفاف على العقوبات الغربية" وفق تعبيره.

وأردف: "عموماً، لا تسنح الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في سوريا بإعادة الإعمار بشكل واسع، وهناك عمل ضمن مجال ضيق".

الجامعة العربية والتطبيع العربي مع النظام

وتطرق رئيس النظام في حديثه عن العلاقات مع الدول العربية، فقال إن "العلاقات مع الدول العربية لم تتغير كثيراً في المضمون، ومعظم الدول العربية بقيت على علاقة معنا، حتى تلك التي سحبت بعثاتها الدبلوماسية، حافظت على عواطفها الإيجابية" وفق تعبيره.

وأضاف: "إن الحديث عن عودة (سوريا) إلى الجامعة العربية هو حديث خاطئ، فنحن لم نخرج من الجامعة حتى نعود إليها، وما حصل معنا هو (تعليق) مشاركتنا في أعمال الجامعة وليس خروجاً منها".

واعتبر أن الجامعة العربية لم تتمكن من تغيير أي شيء خلال السنوات العشر الأخيرة، وبأنها "كانت غطاءً للعدوان على ليبيا وسوريا. وبالتالي عودة سوريا أو إلغاء التعليق سيكون شكلياً ومن دون فائدة" على حد قوله.

وحول احتمالية مشاركة النظام في القمة العربية المقبلة في الجزائر، قال بشار الأسد: "هذا لا يتم من دون توجيه دعوة لنا".

العلاقة مع إيران

وشدد رئيس النظام على أن علاقته مع إيران "لا يمكن أن تحددها أي دولة"، مضيفاً أن "الدول التي تطلب قطع علاقتنا مع إيران (في إشارة إلى السعودية) هي نفسها اليوم تحاور إيران".

التطبيع مع إسرائيل

وجدد بشار الأسد إعلان رفضه "التطبيع" مع إسرائيل، مشيراً إلى أنه يربط "عملية السلام مع إسرائيل بعودة الجولان". وقال: "نحن ضد العلاقة مع إسرائيل منذ منتصف السبعينيات حتى الآن". وانتقد اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل، مدّعياً أن "أصحاب القضية (الفلسطينيين) قد تخلوا عنها" على حد قوله.

وزعم أن الغارات الإسرائيلية المتكررة على مواقع النظام والميليشيات الإيرانية "لإجبار سوريا على تقديم التنازلات"، وبأنها جاءت بالتزامن مع ما سماها "هزيمة الإرهابيين في سوريا. فالإرهابي في سوريا هو شكل آخر للجيش الإسرائيلي بهوية سورية أو هويات أخرى".

وفي ختام حديثه، اعتبر أن الإعلام الغربي فشل في محاولات الإساءة لصورته، زاعماً أن "الشعب تغيرت لديه الصورة تجاهنا بسبب مبالغات الغرب وكذبهم. بالنسبة للثورة، ما هي هذه الثورة التي تستمر 11 عاماً بدعم من تلك الدول ولم تسقط الدولة (النظام)" بحسب وصفه.