icon
التغطية الحية

بدل التكاليف الباهظة لمعاينة الأطباء والأدوية.. "الحجامة" تنتشر بين السوريين

2023.11.03 | 11:17 دمشق

حجامة
"الحجامة" تنتشر بين السوريين (فيس بوك)
تلفزيون سوريا- إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • ارتفاع تكاليف العلاج الطبي في سوريا دفع المواطنين إلى البحث عن بدائل أقل كلفة.
  • ازدياد شعبية مهنة الحجامة باعتبارها علاجاً بديلاً.
  • تتراوح كلفة جلسة الحجامة بين 25 و75 ألف ليرة سورية.

تسبّب ارتفاع تكاليف وأجور معاينة الأطباء وأسعار الأدوية، بدفع المواطنين المقيمين في مناطق سيطرة النظام السوري للبحث عن بدائل أقل كلفة وأرخص سعراً، لمداواة آلامهم وأوجاعهم، فكانت "الحجامة" من بين تلك البدائل المطروحة.  

وبحسب تقرير لموقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري، فقد راجت مهنة الحجامة (غير المرخّصة) بين أوساط السوريين، باعتبارها إحدى طرق "الطب العربي"، وغدت مقصداً للمرضى بعد امتهانها من قبل اختصاصيين وأصحاب خبرة، سواء داخل منازلهم أو في مراكز خاصة بالحجـامة تحت إشراف أطباء وممرضين.

الجلسة بين 25- 50 ألف ليرة سورية

ونقل المصدر عن "ماهر"، وهو مواطن في العقد الخامس من عمره، قوله: "نصحوني بالحجامة للتخلص من ألم نوبات الشقيقة. ومنذ بدء جلسات الحجامة انخفضت وتيرة الألم، وتحسنت وشعرت براحة جسدية وأنا مثابر عليها بمعدل مرتين سنوياً، وكلفة الجلسة الواحدة 35 ألفاً".

أما الشاب "وسيم" فيتحدث عن تجربته بالحجامة قائلاً إنها "تحوي فوائد عدة مثل تنشيط الدورة الدموية وتخليص الجسم من الدم الفاسد والجلطات والخمول، وأقوم بالجلسات عند ممرض مختص يعمل الحجامة في بيته، ويتقاضى عن جلسة الحجامة 25 ألفاً".

وبعد استخدامها العديد من المراهم الجلدية والأدوية بدون نتيجة، أوضحت الشابة "فاطمة" التي تعاني من مشكلة في البشرة، أنها نُصحت هي الأخرى بعمل الحجامة، وقالت إنها استفادت من جلسة الحجامة وانتهت معاناتها بشكل كبير، مبينة أنها أجرت الجلسة لدى طبيبة في عيادتها، حيث دفعت عن هذه الجلسة 50 ألفاً.

رواج الحجامة

وقدّمت اختصاصية الحجـامة ناهد سمور نبذة عن تاريخ الحجامة وأهميتها، فقالت إن استخدامها شاع في العديد من الدول العربية والإسلامية كجزء من الطب النبوي، حيث أوصى به عدد من أطباء العرب والمسلمين مثل ابن سينا والزهراوي وأبو بكر الرازي، ومن بعدها لاقى رواجاً في الدول الأوروبية خلال عصر النهضة، إذ تصنف الحجامة ضمن العلاجات البديلة التي يتم إجراؤها بشكل عام عن طريق وضع أكواب على نقاط معينة من الجلد وضغط الكأس إما عن طريق الحرارة أو الشفط.

وأوضحت سمور أن أهمية الحجامة ترتبط بموضع وحاجة الجسم، إذ تعطي الجسد الراحة والاسترخاء، وتسهم في زيادة إنتاج (الأفيون) الداخلي في الدماغ ما يؤدي إلى تحسن التحكم بالألم كونها تسهم في رفع عتبة الألم، وتساعد في تقليل الالتهاب وتعزيز الدورة الدموية، وطرح السموم والنفايات إلى خارج الجسم، وفي إزالة المواد الضارة من الشعيرات الدموية في الجلد ومن السائل بين الخلايا.

كما تساعد الحجامة أيضاً في تخفيف الالتصاقات وتجديد الأنسجة الضامة، بالإضافة إلى أنها تعمل على تحفيز الجهاز العصبي الطرفي والتحكم في ارتفاع ضغط الدم وخفض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري، بحسب سمور التي نصحت كل شخص "يئس من العلاج بالعقاقير الطبية ويشكو من أحد الأمراض باللجوء إلى الحجـامة".

"الحجامة غير مرخصة طبياً"

وتحدثت سمور عن أماكن إجراء الحجامة فتقول: "شعبياً يتم إجراؤها بمنزل الحجّام، وبالنسبة لسوريا خاصةً لا توجد مراكز مرخصة للحجـامة، وهي مهنة غير مرخصة طبياً، وبإمكان ممارستها من قبل الطبيب أو الممرض من دون ترخيص، في عيادة أو مركز خاص".

وختمت بالقول إن الحجـامة "تكلّف 25 ألفاً إذا كانت بمنزل الحُجّام، وتتراوح بين 50 - 75 ألفاً إذا كانت ضمن عيادة أو في أحد المراكز الطبية".