icon
التغطية الحية

قصة لاجئة سورية تتقن الحجامة وتخفف آلام الأردنيين | صور

2023.03.20 | 11:42 دمشق

نجوان
لاجئة سورية تتقن الحجامة وتخفف آلام الأردنيين (الأناضول)
إسطنبول- وكالات
+A
حجم الخط
-A

تتقن الشابة السورية اللاجئة في الأردن "نجوان الرفاعي" طريقة "الحجامة" كأحد عناصر الطب البديل، بوصفها علاجاً طبيعياً للكثير من الأمراض والآلام. وعلى الرغم من معاناتها بسبب الحرب واللجوء، إلا أنها تصرّ على تخفيف آلام الأردنيين من خلال ذلك العلاج.

وبالرغم من أن "نجوان الرفاعي" (27 عاماً) سورية الأب وأردنية الأم، ومن مواليد محافظة إربد شمالي الأردن، فذلك لم ينفِ عنها صفة "لاجئة"، إذ إنها مسجلة بها بشكل رسمي لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأردن، وفق تقرير لوكالة "الأناضول" سلطت فيه الضوء على تجربة الشابة نجوان.

نجوان وأسرتها

تقيم الشابة السورية مع والدتها بمدينة السلط التابعة لمحافظة البلقاء وسط الأردن. وفي حديث لها مع الوكالة، قالت نجوان: "أعيش بالأردن منذ عام 2012، إذ جئنا مع والدي إلى هنا بعد بدء الحرب في سوريا".

وأضافت أن والدها توفي عام 2018 إثر جلطة دماغية، وتتابع: "بقينا هنا بالسلط أنا وإخواني (اثنان من الذكور واثنتان من الإناث) مع والدتي التي تعمل مدربة قيادة للسيارات".

الحجامة

بحسب نجوان، كانت المصادفة وراء دخولها عالم الحجامة. وقالت: "تعلمت ذلك قبل 4 سنوات، وكنت حينها مرافقة لوالدتي التي كانت ملتحقة ببرنامج تدريبي لذلك (للحجامة) وأحببت ذلك وأكملت معها لآخر الدورة بواقع 6 أشهر".

وأردفت: "بعد حصولي على الشهادة، بدأت بالمعالجة، فأنا من الأساس ومنذ صغري كنت أتطلع لدراسة الطب ولكن الظروف والحرب (في سوريا) لم تسمح لي بذلك. أجيد أيضاً كثيراً من الأمور الطبية التي تعلمتها بالتدريب، كالخياطة والمساج العلاجي والإسعافات الأولية وسحب الدم، وأمور أخرى، وبدأت مؤخراً بتعلم استخدام الإبر الصينية".

نجوان

وتستخدم الحجامة في العديد من الدول العربية والإسلامية كجزء من الطب البديل، وأوصى بها أطباء عرب ومسلمون، كما لاقت رواجاً في دول أوروبية عبر عصور مختلفة. وتصنف الحجامة ضمن العلاجات البديلة، وتتم عبر وضع أكواب على نقاط مختارة من الجلد، وخلق ضغط أقل من الضغط الجوي إما عن طريق الحرارة أو الشفط، وتهدف للوقاية من الأمراض وعلاج بعضها.

تخفيف آلام الناس

وذكرت نجوان أن نسبة الأردنيين الراغبين بتلقي الحجامة "متوسطة"، وتتابع: "أحاول إقناعهم بأهميتها؛ كونها سنة نبوية، وهنا أقصد المعارف، فالهدف ليس ماديا وأنا أحاول تعميم ونشر فوائدها كطب طبيعي وبديل عن الطب الحديث".

وأوضحت أن السبب في حرصها على نشر الحجامة، يتمثّل في أنها "ضد العقاقير الكيميائية التي لا تفيد الجسم كما تفعل الحجامة، ولها آثار جانبية، وبالحجامة تخرج بقايا هذه الأدوية من الدم".

ولفتت إلى أنها تعالج "الذكور والإناث من مختلف الأعمار، بين 6 أعوام إلى 80 عاماً، وهذا المثبت طبياً، وبخلاف ذلك فإنها أعمار لا تحتمل، ويتم استثناء بعض الحالات بناء على ظروفهم الصحية".

نجوان
الشابة نجوان في أثناء الحجامة

وأشارت نجوان إلى أنها تعمل بمفردها، والسبب في ذلك ما شاهدته في بعض المراكز من عدم تقيد بإجراءات السلامة الشخصية للمريض، لذلك فضلت العمل وحدها. وشددت على وجود "مواعيد محددة (في الشهر) لإجراء الحجامة، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولها طرق ونقاط محددة، وتكون بحسب معاناة الشخص المُحتجم".

وختمت حديثها بالقول: "لا يوجد أفضل من هذه السنّة لمساعدة الناس، وما فقدته ولم أتمكن من تحقيقه في بلدي الجريح سوريا، أحاول تعويضه هنا بمساعدة الأردنيين، ممن يطلب ذلك ويحتاجه".

ويستضيف الأردن نحو 1.3 مليون سوري 750 ألفا منهم مقيمون من قبل 2011 بحكم النسب والمصاهرة والتجارة، فيما يحمل البقية صفة "لاجئ" لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين.