icon
التغطية الحية

بحهود محلّية.. مبادرات مجتمعية لإحياء التراث الحوراني في درعا |صور

2023.08.17 | 17:01 دمشق

تراث حوراني
فعاليات لإحياء العادات والتقاليد الحورانية في درعا
درعا - أيمن أبو نقطة
+A
حجم الخط
-A

نظّم أهالي درعا فعالية ثقافية تهدف لإعادة إحياء التراث الحوراني، وذلك من خلال تقديم فقرات فنية فلكلورية، سعياً للحفاظ على التراث ونقله للأجيال المقبلة.

وقال أحد منظمي الفعالية لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ المبادرات المجتمعية الخاصة بالتراث الحوراني الأصيل تقوم على جهود مجتمعية في مدينة درعا وريفها.

وتابع: "هذا التراث الغني الذي يعتبر كنزاً ثميناً، لا بدّ من الحفاظ عليه وإعادة صياغته بطريقة جميلة لغرسه بقلوب الجيل الجديد بعيداً عن التكلف والترف والبهرجة".

"من تعاليل حوران"

وأوضح أنّ الفعالية التي جرى تنظيمها كانت تحت عنوان "من تعاليل حوران"، وهي عبارة عن العرس الحوراني بكامل طقوسه التراثية من حنة العريس والعروس وجهاز العروس القديم والجوفية ورقصة الحاشي والقصيد والدبكة مع استخدام الآلات الموسيقية والمجوز والدربكة، إضافة إلى اللباس الحوراني للمرأة والرجل ولباس العروس القديم مع العرجة الحورانية.

وأشار إلى أن الفعالية غير مرتبطة بالعرس الحوراني فحسب، إنما بتجسيد العادات والتقاليد الأصيلة التي يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد، وتقديمها بصورة جميلة بهدف الحفاظ على التراث الحوراني وإعادة إحيائه، لا سيما أن الفعالية تحمل رسائل ثقافية تبرز التراث والحضارة والأصالة العربية بهدف إبقائها حاضرةً لدى الأجيال لتحفر بذاكرتهم وتغرس بالشكل السليم.

وعن الجهة المنظمة للفعالية، أفاد المصدر بأن مثل هذه المبادرات المحلية تجري بشكل مجتمعي غني بالمحبة والتعاون بين الجميع، إذ لا يتم نسب العمل إلى جهة بعينها، وكل الاحتياجات تُقدّم بشكل مجاني وتعاوني.

أما عن رمزية المكان الذي تقام فيه الفعالية، فيشير المصدر إلى "الحجر البازلتي الأسود" الذي تمتاز به البيوت الحورانية القديمة المنحوتة بدقة متناهية وبراعة منقطعة النظير، وهو صخر ناري ينتشر في أرجاء حوران، يمتاز بالقساوة ومقاومته للعوامل الطبيعية.

ولا يخلو مكان الفعالية من "الديوانية"، وهي مجالس عربية قديمة كان معظم أهالي حوران يفضلونها قديماً وهي عبارة عن مساند مصنوعة من الإسفنج المضغوط ومكسوة بألوان متعددة، تطورت لتأخذ أشكالاً جديدة مع الحفاظ على شكل المجالس الحورانية القديمة.

وتحت سقف مُصمَّم من القصب الذهبي ومحاط بالحجر البازلتي الأسود، تبدأ الفعالية التي تتضمن فقرات تراثية فنية عدّة مرتبطة بتاريخ وحضارة أهالي حوران، وتُجسّد التراث الحوراني القديم والأصيل من خلال الفرق التي تستعرض تراث حوران بلوحات فلكلورية وعروض من الفنون الشعبية مثل الدبكة والجوفية والأهازيج الحورانية.

ومن حولهم تنتشر القطع التراثية الحورانية مثل دلال القهوة والمهباش التي تمثل عصر الآباء والأجداد وتتميز بخصوصيتها الفلكلورية، التي تعتبر جزءاً من تاريخ المحافظة الغني بالأعراف والعادات والتقاليد الأصيلة.

أما النساء فيعملنَ على تجهيز القهوة العربية التي تعدّ من العادات العربية الأصلية وترمز إلى الكرم وحسن الضيافة والمحبة والشجاعة، في الوقت الذي تحمل طريقة تقديمها وتناولها كثيراً من المعاني والدلالات والتقاليد الأصيلة لدى أهالي حوران، وهو ما يُعبّر عن طبيعة أهالي المنطقة والطقوس المتشابهة مع التقاليد المتوارثة.

وخلال الفعالية، ترتدي النساء الزي التراثي الشعبي (الثوب النسائي الحوراني)، الذي يختلف في بعض مناطق حوران بالشكل واللون والزخارف تعبيراً عن مراحل تاريخية مختلفة مرّت بها المنطقة، وسجّلت على النسيج المزركش أفراحها وعاداتها وأساليب حياتها المختلفة.

كذلك، تعمل النساء على تجهيز الحنّة وتزيينها على الأيادي بنقوش جميلة، وهو تقليد في تخضيب يدي العروس ليلة زفافها وتزيينها بالحناء.

تأتي أهمية هذه الفعاليات بهدف إحياء التراث الشعبي من جديد وإبقائه حاضراً في نفوس الأجيال الناشئة، على الرغم من التغيرات التي شهدتها المنطقة من دون أن تُغير من عادات وأصالة أهل حوران والجو الذي يُبهر الحاضرين بلمسة فريدة من نوعها وحضارة يتشبّث بها الأبناء بشكل متوارث عن الآباء والأجداد.