البث المباشر
كشفت السلطات اللبنانية عن إبحار 108 قوارب تحمل مهاجرين غير شرعيين -معظمهم سوريون- باتجاه أوروبا، وذلك خلال العام المنصرم 2023.
وبحسب بيانات نشرتها صحيفة "الشرق الأوسط"، فإنّ السلطات اللبنانية أوقفت 52 قارباً (بينها ثلاثة قوارب متجهة إلى إيطاليا، والباقي إلى قبرص)، واحتجزت 1651 سورياً كانوا على متنها، إلى جانب 55 لبنانياً وفلسطينيين اثنين.
وأفادت الصحيفة أنّ عصابات التهريب تواصل نشاطها بشكل أسبوعي، وتقدّم للمهاجرين إغراءات بـ"حتمية" وصولهم إلى الدول الأوروبية، خصوصاً اليونان وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا.
ونقلت عن مصدر قضائي لبناني أنّ نحو 90% من الملفات الموجودة في دائرة قاضي التحقيق الأوّل في محافظة الشمال، تعود إلى عصابات التهريب، مردفاً: "القضاء يتشدّد في إجراءاته وأحكامه ويلاحق العصابات بجرائم منها الاتجار بالبشر، ومحاولة القتل عمداً والابتزاز المادي".
ونفى المصدر الاتهامات بوجود "تراخ" في العقوبات، مشيراً إلى أن الوصف الجرمي يختلف بين شخص وآخر "فاللوجستي ليس كرئيس العصابة"، وأنّ المهاجر يتعرّض للملاحقة أيضاً، خاصّة رب العائلة الذي يغامر بأطفاله ويعرّضهم لخطر الغرق والموت.
3300 لاجئ سوري غادروا لبنان عبر البحر خلال 2023
وقالت الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، دلال حرب، إنّ المفوضية وثّقت مغادرة نحو 3300 لاجئ سوري من لبنان إلى أوروبا على متن قوارب، خلال عام 2023.
وأوضحت أنّ "المفوضية وثقت مغادرة 59 قارباً من لبنان، منذ مطلع 2023 وحتى 28 من كانون الثاني 2024، على متنها أكثر من 3500 شخص، بينهم نحو 3300 لاجئ سوري"، مشيرةً إلى رصد وصول 29 رحلة من هذه القوارب إلى قبرص بنجاح، في حين أُعيدت ثلاثة قوارب منها بعد ملاحقتها.
وبيّنت المسؤولة الأممية، أنّ "المفوضية على علم بوجود 45 حركة إضافية لقوارب من مكان مغادرة غير مؤكّد إما سوريا أو لبنان"، مؤكّدةً أنّ هذه الأرقام "لا تعكس حقيقة مَن عبروا نحو أوروبا من دون رصدهم، وهم بالآلاف".
عبور أكثر من 100 ألف سوري إلى أوروبا بطرق "غير شرعية" خلال 2023
وكانت "الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل" (فرونتكس)، قد سجّلت عبور أكثر من 100 ألف سوري، إلى دول الاتحاد الأوروبي بطرق "غير شرعية"، خلال العام 2023.
وسبق أن أكّدت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقيها معلومات عن "زيادة القيود" التي تستهدف اللاجئين السوريين في لبنان، خلال الربع الثالث من العام 2023، قائلةً إنّ "ذلك أدّى إلى تفاقم الخطاب العام السلبي ضدهم، وتدهور مساحة الحماية".
من جانبها، أفادت وكالة "بلومبيرغ" بأنّ اللاجئين لا بد أن يستقروا في مكان ما من هذا العالم، مشيرةً إلى أن هنالك 6.5 ملايين لاجئ سوري يعيشون خارج بلدهم، وأنّ السوريين ما زالوا يحتلون أعلى المراتب بين الفئات التي تسعى للجوء في أوروبا.
اعتقال سوريين في لبنان
أعلن مركز "وصول" لحقوق الإنسان في تقرير نشره، يوم الثلاثاء الفائت، عن توثيق 1027 حالة اعتقال تعسفي للاجئين سوريين في لبنان، منذ مطلع العام الحالي وحتى نهاية شهر كانون الثاني الفائت.
وجاء التقرير تعليقاً على إعلان مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قبل نحو أسبوعين، التوصّل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية لمشاركة بيانات اللاجئين، وأنّه دخل حيّز التنفيذ فوراً.
وقال المركز إنّ السلطات اللبنانية رحلت “قسرياً” 761 من الأشخاص الذين اعتقلتهم، بينهم ناشطون مدنيون وسياسيون ومنشقون، تعرض بعضهم لـ"انتهاكات جسيمة" من قبل الأجهزة الأمنية للنظام السوري.
وأضاف المركز أنّ الحكومة اللبنانية لم تلتزم بموجب مبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين السوريين، مشيراً إلى أنها ما تزال تسجّل حالات ترحيل جديدة، موضحاً: "الحكومة اللبنانية لم تشرك المفوضية في تنظيم عمليات (العودة الطوعية) التي أطلقتها قبل أكثر من عام، لضمان التحقق من طوعية العودة".
وسبق أن أصدر مركز "وصول" تقريراً استقصائياً كشف فيه عن تفاصيل الحملة الأمنية التي تنفذها السلطات اللبنانية بهدف ترحيل اللاجئين السوريين من لبنان، خلال العام 2023، مشيراً إلى أنه وثق 1080 حالة اعتقال تعسفي و763 حالة ترحيل قسري إلى سوريا.
