icon
التغطية الحية

بإمكانات بسيطة.. امرأة سوريّة تقي الأطفال من كورونا

2020.08.07 | 17:03 دمشق

whatsapp_image_2020-08-07_at_3.10.56_pm.jpeg
طفلة من مخيم التح بريف إدلب (تلفزيون سوريا)
إسطنبول - ديما السيد
+A
حجم الخط
-A

يشكل انتشار فيروس كورونا المستجد في الريف الشمالي لإدلب مأساة جديدة فوق المآسي التي يعاني منها أهالي المنطقة، خصوصًا إذا ما أخذنا في الحسبان قلة الخدمات وعدم توافر العلاج وقلة المشافي، إضافة إلى عدم قدرة الناس على شراء الكمامات التي تساعد على الوقاية من الفيروس.

وفي خضمّ ذلك، خرجت بعض المبادرات التي يقوم بها سكان هذه المنطقة للوقوف مع أهلهم في هذه الشدّة، فمثلاً أم حسين سيدة سورية من قرية التح بريف إدلب نازحة في مخيم التح تعمل في مجال الحياكة وتؤمن قوت يومها، وعندما تم اكتشاف فيروس كورونا في شمال إدلب بدأت تخيط كمامات للأطفال الصغار بالمجان.

وتقول أم حسن في حديث إلى موقع تلفزيون سوريا: "سمعت مناشدات من عبد السلام مدير مخيم التح لمساعدة الأطفال بالمخيم ضد كورونا، فقررت ترك ما كنت أفعله من طلبات خياطة مأجورة عليها، وبدأت بخياطة الكمامات لأني أريد أن أقدم خدمة إنسانية لهذا المخيم والأطفال".

 

WhatsApp Image 2020-08-07 at 2.49.39 PM.jpeg
أم حسن تخيط الكمامات في المخيم (تلفزيون سوريا)

 

وعن طريقة صنع الكمامة، تقول  أم حسن "أجمع الأقمشة المتوفرة في المنزل ومن ثم أغسلها وأعقمها وبعدها أخيطها"، مضيفة أنها تقوم بتزيين الكمامات والرسم عليها، من أجل ترغيب الأطفال بارتدائها.

وتابعت أم حسن: "قمت بحياكة كمامات ملونة منها الزهري للبنات والأزرق للفتيان من أجل أن أحببهم بها لأن الكمامة جديدة عليهم ولا يعرفون أهمية ارتدائها في هذا الوضع ويقومون بغسلها وتعقيمها بعد كل استخدام"، وأشارت إلى أنها لبست الكمامة منذ البداية لحماية نفسها بسبب مرضها بالربو التحسسي. 

بدوره، قال عبد السلام محمد يوسف مدير مخيم التح بريف إدلب إنه "بعد النداءات المتكررة من الجمعيات والمنظمات من أجل تأمين كل الإجراءات اللازمة للحد من فيروس كورونا، ومنعه من دخول المخيم والشمال السوري، لم يلبِ أحد النداء ويؤمن المعقمات أو سلال منظفات أو كمامات"، وأضاف: "بادرت بالبحث عن سيدة تعرف الحياكة وتأمين المواد الأولية لها بشكل مجاني وتغطية المخيم كله بالكمامات". 

وأكد أنه "عندما بدأنا العمل قمنا بالتعقيم الذاتي من قبلنا للأقمشة المستعملة التي استطعنا تأمينها، وبدأنا بتوزيع الكمامات على الأطفال وإرشادهم"، مشيرا إلى أن الفكرة لاقت ردود فعل إيجابية من المنظمات، وقال: "تواصلنا مع المخيمات في كل الشمال السوري من أجل تطبيق هذه الفكرة لأننا السباقون لهذه الفكرة لكننا بحاجة إلى آلة خياطة حديثة افضل من اليدوية ليكون الإنتاج أسرع". 

وبحسب يوسف، فإن "هذا العمل لاقى فرحة كبيرة من أهالي المخيم لأن سعر الكمامة في إدلب وصل لـ 1000 ليرة سورية والناس غير قادرة على شرائها، فأصبحوا يأخذونها منا بشكل مجاني منذ بداية العمل".

ويرى أنه "للحد من الفيروس يجب العمل على الحد من قدرته على الانتشار، وليس أن نبدأ العمل ونوزع السلال بعد وصوله"، وأوضح: "قمت بتوزيع ألعاب ورسومات لكل أطفال المخيم وتوعيتهم لوضع حائط صد من أجل منع انتشار الفيروس داخل المخيمات".

وتأمل أم حسن أن تستطيع تغطية احتياجات المخيم كاملا من الكمامات بآلة الخياطة اليدوية، وأن يصبح لديها ماكينة تملكها حديثة لها ولغيرها للمساعدة بشكل أكبر وأفضل.

 

ام حسن
خيمة أم حسن بمخيم التح (خاص تلفزيون سوريا)

 

تجدر الإشارة إلى أن وحدة تنسيق الدعم، أعلنت اليوم الجمعة عن تسجيل حالتي شفاء من الفيروس، ليصل عدد المتعافين الكلي إلى 26 شخصا، موضحة أن مخبر الترصد الوبائي أجرى 71 تحليلاً جديداً ليبلغ عدد التحاليل 3 آلاف و 704 تحاليل في شمال غربي سوريا، فيما كانت قد أعلنت الحكومة السورية المؤقتة أمس الخميس أن إجمالي عدد الإصابات حتى اللحظة هو 40 حالة.