icon
التغطية الحية

انفجار بيروت.. الشتاء يكشف عن أزمة البيوت المدمرة

2020.11.25 | 17:30 دمشق

thumbs_b_c_b8ac18e8d37661778e29641797323d74.jpg
انفجار مرفأ بيروت - صورة من الانترنت
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

انقضى أكثر من 100 يوم على كارثة مرفأ بيروت، وما زالت معظم الأبنية المتضررة بحاجة إلى ترميم أو إعادة إعمار، في وقت يزداد قلق أصحابها من اقتراب فصل الشتاء وبرده القارس.

وعلى أبواب الشتاء الأول بعد حادثة المرفأ، يقف المتضررون منتظرين إعادة إعمار بيوتهم، في ظل المشهد السياسي المعقد بالأزمات الاقتصادية والمعيشية.

 

image.gif

 

الأضرار الناجمة امتدت إلى مساحات بعيدة حول المرفأ، حيث قدرت الوحدات السكنية التي تضررت كلياً أو جزئياً بحوالي 85 ألفاً وحدة، منها منازل ومكاتب، وفق الباحث في الشركة الدوليّة للمعلومات (خاصة)، محمد شمس الدين.

وفي تصريح سابق للأناضول، قال شمس الدين إن "هناك 69 ألفاً ومئة وحدة سكنية بالمناطق القريبة، وهذه أضرارها كبيرة من الانفجار، و16 ألفاً بالمناطق البعيدة أضرارها بسيطة مثل تحطم الزجاج".

وبحسب تقرير أعدته نقابة المهندسين في بيروت وطرابلس، فإن 2500 مبنى تأثروا بشكل مباشر، 300 منها مهدد بالانهيار، و250 معرض للانفصال ببعض أجزائها، و550 فيها تشققات وتحتاج إلى ترميم.

وفي 4 أغسطس/آب وقع انفجار ضخم في عنبر رقم 12 بمرفأ بيروت، ووفق التقديرات الأولية الرسمية فإنه كان يحوي نحو 2750 طنًا من مادة "نترات الأمونيوم" شديدة الانفجار، وكانت مُصادرة من سفينة ومُخزنة منذ عام 2014.

اقرأ أيضاً: لبنان يوقف 25 شخصاً في قضية انفجار مرفأ بيروت

"المسؤولون تخلوا عنا"

ونقلت وكالة الأناضول عن واحدة من سكان شارع مار مخايل، ليلى غلام، أن منزلها تضرر بشكل كبير وقد ينهار بأي لحظة

وبدلاً من جدرانه المهدمة، استعاضت ليلى بشوادر بلاستيكية من منظمة "يونيسيف"، علها تحجب الأمطار عما تبقى من منزلها الذي دعمته شركة محلية بعوارض خشبية، خشية انهياره بالكامل مع اقتراب موسم العواصف.

ومنذ وقوع الانفجار وتضرر منزلها، اضطرت ليلى لتركه والذهاب للعيش في منطقة جبلية عند أقاربها، فهي لا تمتلك القدرة المادية لإعادة إعماره كما أن المسؤولين "تخلوا" عنها، كما قالت.

أما "آلان شاوول" الذي يقطن في منطقة متضررة بشكل مباشر من الانفجار، فيملك بناءً سكنيا من 3 طوابق، لكنه بعد أن تضرر بشكل كبير "أصبح غير صالح للسكن". 

ورغم أن منزله متضرر بشكل كبير ومعرض للانهيار في أي لحظة، فإن شاوول يُضطر للمبيت في إحدى غرفه وسط الركام وأخشاب تدعيم وضعت كي لا ينهار.

ويعيش آلان في منزله الذي تتسرب إليه مياه الأمطار، ولا يحميه سوى شوادر بلاستيكية حلت مكان السقف والنوافذ، كانت تقدمت بها إحدى الجهات غير الحكومية، وفقا لوكالة الأناضول.

 

5FDB0C9A-6CEE-4B23-A17B-2CBF5F9273C7.jpg

 

اقرأ أيضاً: "المفوضية" تطلق برنامج مساعدة نقدية لمتضررين من انفجار بيروت

"هل سنبقى مشردين؟"

وأشار "شاوول" إلى أن بناءه مصنف أثرياً، حيث تم تشييده قبل نحو 150 عاماً، مثل كثير من المباني في تلك المنطقة التي تضررت بشكل كبير، وينتظر أصحابها إعادة تأهيلها. 

واستطرد: "عندما نسأل المسؤولين في وزارة الثقافة (المسؤولة عن الأبنية ذات الطابع التراثي) عن موعد الترميم وإعادة الإعمار يجيبون بعدم وجود أموال".

"كل ما قدموه لنا حتى الآن شوادر بلاستيكية وأخشاب لتدعيم الجدران كي لا ينهار البناء"، قال شاوول، ثم تساءل: "كم من الوقت علينا أن ننتظر، سنة، اثنتان، ثلاثة؟ هل سنبقى هكذا مشردين؟".

ومن بين آلاف الأبنية المتضررة، هناك 968 بناء تراثياً (تعود إلى القرن الـ19 حتى ثلاثينات القرن الماضي) تضررت بشكل متفاوت، من بينها 360 تضرر بشكل كبير، بحسب وزارة الثقافة المسؤولة عن الأبنية ذات الطابع التراثي.

وفي هذا الإطار، قال وزير الثقافة بحكومة تسيير الأعمال، عباس مرتضى، إن الوزارة تجري أعمالا لتدعيم الأبنية المهددة تفاديا لانهيارها، مشيرا إلى إنشاء أسقف معدنية مؤقتة لحمايتها من الأمطار.

وأضاف للأناضول: "الأزمة كبيرة. إذا لم تُتخذ خطوات جدية على صعيد المؤسسات الرسمية، فإن واجهة بيروت وتاريخها مهدد بالزوال"، داعيا الدول الصديقة إلى تقديم المساعدات المالية "للحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري".

54438604_401.jpg

اقرأ أيضاً: قصة عائلة سورية كانت صورها الأشهر في كارثة انفجار ميناء بيروت

أكثر من 300 ألف مشرد

وفي هذا الوقت، تنشط حملات إغاثية لجمعيات مدنية بهدف مساعدة المتضررين، من خلال ناشطين متطوعين من الشبان والشابات يعملون على إسناد أصحاب بعض المنازل. 

وقالت غيدا بساط، من حملة "مشاريع (دفء)": "استطعنا تقديم المساعدة لنحو مئة منزل متضرر بشكل طفيف من خلال تصليح النوافذ والأبواب لتمكين أصحابها من العودة إليها". 

وأوضحت للأناضول أن الكثير من المنازل بحاجة لإمكانيات مادية وتقنية هائلة تفوق قدرات الجمعيات"، مشيرة أن "الأمر يتطلب دورا من الدولة ومساعدات خارجية".

وتسبب انفجار المرفأ بمقتل 200 شخص وأكثر من 6000 جريح، وما يزيد عن 300 ألف مشرد فقدوا منازلهم، وما يزال عدد كبير من العائلات تقيم في الفنادق وأماكن أخرى.

54456719_303.jpg

اقرأ أيضاً: "مناهضة العنصرية": السوريون يعانون من التمييز بعد انفجار بيروت

انتظار مؤتمر إعادة الإعمار

وبحسب رئيس بلدية بيروت، جمال عيتاني، فإن كلفة إعادة إعمار ما تدمر من الأبنية السكنية فقط (من دون الأضرار الاقتصادية) يقدر بنحو 3 مليارات دولار. 

وقال عيتاني "ننتظر المؤتمر الدولي المخصص لإعادة إعمار مدينة بيروت الذي من المقرر أن يعقد عقب تشكيل الحكومة" المتعثرة أصلا.

وأشار إلى أن "هناك كثيرا من الجمعيات تلقت وعودا من جهات دولية بمنحها أموالا، لكن ذلك لم يتحقق إلا جزءا منه"، مضيفاً أن "إعادة الإعمار مشروع كبير جداً يتطلب دولاً مانحة".

وشدد عيتاني على أن "همنا الأساسي اليوم يتمثل في عودة الأهالي إلى بيوتهم المتضررة بعد ترميمها" لا سيما مع دخول فصل الشتاء.

اقرأ أيضاً: بينهم ثلاثة سوريين.. سبعة أشخاص مازالوا مفقودين في انفجار بيروت