icon
التغطية الحية

"النواب الأميركي" يطالب بإقالة منسّق الشرق الأوسط بريت ماكغورك.. ما الأسباب؟

2024.01.19 | 10:26 دمشق

قافف
بريت ماكغورك
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

يعتزم نوّاب ديمقراطيون الضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن لإقالة مستشاره لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكغورك، واصفين سياساته في الشرق الأوسط بأنها "تؤدي إلى تفاقم الأزمة في غزة".

وأفادت صحيفة "هافينغتون بوست" (huffpost) بأن الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي يدرسون مطالبة الرئيس جو بايدن باستقالة بريت ماكغورك، مستشاره "المثير للجدل في الشرق الأوسط"، وفقاً لنائب ديمقراطي ومساعد كبير في الكونغرس.

وقال النوّاب إن هذه الجهود، بقيادة التقدميين الذين يرون أن ماكغورك يقود سياسة تؤدي إلى نتائج عكسية في الشرق الأوسط وتتسبب في خسائر غير مقبولة في مجال حقوق الإنسان، ستتخذ شكل رسالة إلى بايدن من مجموعة من الديمقراطيين في مجلس النواب.

ونقل المصدر عن النائب و"المساعد الكبير" في الكونغرس، أن المسودة تمت كتابتها بالفعل، ويتوقع مؤيدو العرض الحصول على ما بين 10- 15 موقّعاً. وتتمثل الخطة في توزيع الرسالة على نطاق واسع الأسبوع المقبل وطرح الاقتراح في الاجتماع المقبل للتجمع التقدمي القوي في الكونغرس، والذي يضم أكثر من 100 عضو.

وقال النائب: "إن الإحباط وصل إلى نقطة الغليان" لدى الديمقراطيين الذين يرون أن ماكغورك مسؤول عن السياسات الضارة التي تقوض دعم بايدن. (طلبت مصادر التصريحات عدم الكشف عن هويتها لمناقشة المداولات الجارية). ورفض المتحدثون باسم ماكغورك التعليق.

انتقادات وشكاوى بشأن ماكغورك

وواجه ماكغورك انتقادات كبيرة منذ أن أصبح منسقاً للبيت الأبيض لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد تولي بايدن منصبه الرئاسة الأميركية في عام 2021.

ويعتبر المتشككون والمنتقدون أن ماكغورك ركز بشكل خاطئ سياسة بايدن في الشرق الأوسط القائمة على تعميق العلاقات الأميركية مع المملكة العربية السعودية، وهو اقتراح محفوف بالمخاطر بالنظر إلى سجلها في انتهاكات حقوق الإنسان التي تورطُ فيها الولايات المتحدة، ومقاومتها لطلبات واشنطن بشأن مسائل من التقرب من روسيا والصين إلى منع الزيادات في أسعار النفط.

وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، للمصدر، إن ماكغورك يتمتع بنفوذ كبير على الرئيس وأسهم بتهميش الخبرة من أفراد الأمن القومي الآخرين في وكالات مثل وزارة الخارجية والبنتاغون.

إن تركيز ماكغورك على الشؤون السعودية جعله مصمماً على صياغة صفقة بوساطة أميركية لإقامة المملكة علاقات مع إسرائيل للمرة الأولى منذ تأسيسها في عام 1948. ويقول العديد من المسؤولين الأميركيين والخبراء الإقليميين إن الولايات المتحدة تدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق سعودي إسرائيلي.

أثارت هذه الصفقة الاستياء بين الفلسطينيين الذين أرادوا من السعوديين -اللاعبين الرئيسيين في العالم ذي الأغلبية المسلمة- مقاومة مثل هذه الصفقة من دون إنشاء دولة فلسطينية. وقال بايدن علناً إن الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية داخل إسرائيل في 7 تشرين الأول كان يهدف إلى عرقلة المحادثات السعودية الإسرائيلية.

ورغم الحرب المستمرة على قطاع غزة، وسقوط قتلى من الطرفين، فإن ماكغورك ضاعف من فكرة التوصل إلى صفقة سعودية إسرائيلية باعتبارها السبيل لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط.

ويرى المصدر أن المخاوف بشأن تعامل ماكغورك مع الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وأزمة غزة ليست سوى أحدث جانب من سجله الذي يزعج بعض المراقبين. وهو واحد من مجموعة صغيرة من المتخصصين في مجال الأمن القومي غير المهنيين المكلفين بسياسة الشرق الأوسط في عهد أربعة رؤساء من أحزاب مختلفة.

بدأ ماكغورك عمله في المنطقة بالعراق في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، ثم ظل يركز في الغالب على العراق وسوريا في عهد الرئيسين باراك أوباما ودونالد ترامب. في مقابلة أجرتها الصحيفة مع مسؤول أميركي عام 2022، قال إن زملاء داخل الحكومة ينظرون إلى ماكغورك على أنه "البيروقراطي الأكثر موهبة على الإطلاق، مع أسوأ حكم في السياسة الخارجية رأوه على الإطلاق".