icon
التغطية الحية

النظام "يعفّش" منازل حرستا ويطلب "كفيل" لمهجّري الغوطة

2018.03.25 | 17:03 دمشق

عمليات "تعفيش" للنظام بمنازل ومحال وادي بردى (فرانس برس)
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

بدأت قوات النظام والميليشيات المساندة لها، بسرقة و"تعفيش" منازل المهجّرين من مدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق، فيما طلبت من مهجّري الغوطة "كفيلاً" للسماح بمَن يرغب منهم بدخول العاصمة دمشق.

وقال ناشطون محليون، إن أكثر من 50 سيارة نقل محمّلة بأطنان من الأثاث المنزلي خرجت من مدينة حرستا، أمس السبت، باتجاه "ضاحية الأسد" ومنطقة جرمانا، وذلك بعد عملية تهجير مقاتلي المدينة وأهلها، باتفاق جرى بين روسيا و"حركة أحرار الشام" التي كانت تسيطر على حرستا.

وأضاف الناشطون، أن القائمين على اتفاق مدينة حرستا تحت مسمى "لجان المصالحة" تقدموا باعتراض رسمي لقادة عسكريين في قوات النظام بمحيط المدينة، من أجل وقف عمليات السرقة، دون إبداء أي اهتمام من المسؤولين.

بدورها، ذكرت صفحات موالية للنظام على "فيس بوك"، أنه منذ ساعات الصباح وحملات "التعفيش" قائمة من حرستا باتجاه الضاحية، لافتةً أن أرتال السيارات المحملة بالمواد المنزلية تملأ الطرقات في "ضاحية الأسد".

ويأتي ذلك، بعد اتفاق بين روسيا وقوات النظام من جهة، و"حركة أحرار الشام" من جهة أخرى، قضى بتهجير مقاتلي حرستا إلى الشمال السوري، بعد فصلها بعملية عسكرية "شرسة" عن باقي مدن وبلدات الغوطة الشرقية، كما جرى اتفاق مماثل مع "فيلق الرحمن"، يقضي بتهجير مدن وبلدات القطّأع الأوسط إلى إدلب أيضا.

يشار إلى أن قوات النظام غالبا ما تسرق المنازل والمحال التجارية في المناطق التي تسيطر عليها بمعارك مع الفصائل العسكرية، أو المناطق التي تعقد معها تسويات تقضي بتهجير سكّانها، كما حدث في مدينة داريا ومعظم المناطق الأخرى في ريف دمشق، ما أدى إلى نشاط حركة التجارة في سوق الكبَاس بدمشق والذي بات يعرف بـ"سوق التعفيش" على خلفية تلك المسروقات.

 

النظام يطلب "كفيلاً" من مهجّري الغوطة

حاول المهجّرون من الغوطة الشرقية والمتواجدون في معسكر "الدوير" قرب مدينة عدرا المجاورة، الدخول إلى العاصمة دمشق، إلّا أن قوات النظام في المعسكر طلبت منهم "كفيلاً" للسماح لهم بدخول العاصمة.

وقال ناشطون نقلاً عن مهجّرين في المعسكر، إن قوات النظام اشترطت على مهجّري الغوطة لدخول العاصمة، تقديم طلب خروج من المعسكر مع "كفيل"، وأن يكون "الكفيل" من الأقارب أو من المجندين في صفوفها أو في الميليشيات التابعة لها، في حال عدم وجود الأقرباء.

وأضاف الناشطون، أن قوات النظام سبق واشترطت ذلك مع مهجّرين سابقين من ريف دمشق، وقرار السماح بدخول مدينة دمشق يطول أحياناً، ما يدفع المهجّرين إلى دفع "رشاوٍ" لعناصر النظام تصل إلى 50 ألف ليرة سورية، لافتين أنه يسمح لنحو 20 عائلة بمغادرة المعسكر يومياً.

من جهة أخرى، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير لها اليوم الأحد، إن قوات النظام تجمع النازحين من الغوطة الشرقية في مخيم الوافدين قرب مدينة دوما، وتفصل الشباب فوق الـ 16 عاما عنهم، بهدف إرسالهم إلى جبهات القتال، تزامناً مع استمرار عملية النزوح والتهجير من مدن وبلدات القطاع الأوسط في الغوطة.

وتأتي هذه التطورات، بعد نحو شهر من التصعيد العسكري الكبير لروسيا والنظام على الغوطة الشرقية واتباع سياسة "الأرض المحروقة"، التي أدت إلى تقسيمها لثلاثة أجزاء: شمالي يضم مدينة دوما (أكبر معاقل "جيش الإسلام")، وغربي يضم مدينة حرستا، (تسيطر عليها "حركة أحرار الشام")، وجنوبي يضم مدينة عربين وباقي بلدات القطاع الأوسط (تحت سيطرة "فيلق الرحمن")، وأتبعا الحملة بعقد اتفاقات منفصلة مع الفصائل لتهجيرها إلى الشمال السوري.