icon
التغطية الحية

المملكة المتحدة تتكتم على ضحايا قصف بمسيرة بريطانية في سوريا

2023.03.15 | 13:24 دمشق

جندي مع مسيرة ريبر التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني
جندي مع مسيرة ريبر التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني
The Guardian - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أحجم وزير الدفاع البريطاني عن الإفصاح عما إذا قامت وزارته بفتح تحقيق في الأخبار التي وردت حول وقوع إصابات بين صفوف المدنيين بعد قصف نفذته مسيرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ضد هدف إرهابي في الشمال السوري خلال شهر كانون الأول الماضي.

إذ أعلن وزير الدفاع البريطاني، بين والاس، أمام النواب يوم الإثنين الماضي، بأن مسيرة ريبر قد استخدمت لتنفيذ هجوم على "عضو بارز في تنظيم الدولة في منطقة الباب بشمالي سوريا" يوم 20 كانون الأول، فقام حول تلك الغارة الأخيرة جدل كبير يتصل بالسياسة التي تعتمد على محاولة القتل عبر الاستهداف.

أما الهدف فقد كان أبو ياسر اليمني، الذي يعتقد بأنه قيادي في تنظيم الدولة، إلا أن الغارة تسببت بإصابة مدنيين اثنين أو أكثر بجروح، ما أثار شكوكاً وتساؤلات حول الأضرار الجانبية التي أوقعتها غارات سلاح الجو الملكي البريطاني في سوريا والعراق.

تكتم وغموض

على الرغم من أن سلاح الجو الملكي البريطاني قد أطلق أكثر من 4300 صاروخ خلال الحرب الجوية التي استهدفت تنظيم الدولة في سوريا والعراق، ضمن ما يزيد على 5500 مهمة قتالية منذ أن بدأ عملياته في آب 2014، فإن قيادته لم تعترف إلا بإصابة مدني واحد فحسب.

وبالمقابل، أعلن التحالف الذي تترأسه الولايات المتحدة بعد عملية العزم الصلب العسكرية عن مقتل 1437 مدنياً بشكل غير مقصود، خلال أكثر من 35 ألف غارة جوية في حرب اعتمدت بشكل كبير على القتال البري نفذه الكرد السوريون.

يذكر أن سلاح الجو الملكي البريطاني نفذ خلال شهر كانون الأول الماضي غارة تسببت بتدمير مبنى بشكل كامل عند الساعة الواحدة بعد الظهر، وذلك في مركز مدينة الباب التي تبعد عن شمال شرقي حلب مسافة 38 كيلومتراً، وذلك بحسب ما أوردته تقارير سورية عرضت غلاف صاروخ غربي الصنع بين الشظايا.

بيد أن والاس أعلن أمام النواب بأن نشاط الهدف يتصل بأسلحة كيماوية وبيولوجية، وبأن طاقم المسيرة عملوا على التقليل من الأخطار التي تحدق بالمدنيين إلى أقصى حد ممكن، وذلك قبل أن يقوموا بإطلاق صواريخ تحمل اسم Hellfire أي نار جهنم والتي تزن 100 رطل، ويصل سعرها إلى نحو 115 ألف دولار.

ومن جانبه، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنه لم يتضح إن كان اليمني قد قتل أو أصيب في تلك الغارة، فقد نقل إلى المشفى وسط سرية تامة فيما يتعلق بمصيره.

كما ذكر المرصد بأن هنالك ما لا يقل عن مدنيين اثنين أصيبا في تلك الغارة، وقد تحدثت محطة تلفزيونية سورية أخرى عن أن المدنيين هما امرأة وطفل وذلك بالاعتماد على الملف الذي جمعته منظمة Airwars أي الحروب الجوية التي تقوم بعمليات الرقابة في هذا المجال. بيد أن إصاباتهما كانت طفيفة، في حين أعلن الإعلام في بريطانيا عن احتمال تعرض شخص ثالث للإصابة أيضاً.

"حرب أبدية؟!"

وفي ظل ما أورده الإعلام السوري، تساءلت منظمة غير حكومية تعرف باسم: Drone Wars أي حروب المسيرات، إن كانت وزارة الدفاع البريطانية قد فتحت تحقيقاً في الأخبار المحلية التي وردت حول وقوع إصابات بين صفوف المدنيين أم لا، وهل ثمة تحقيقات رسمية بريطانية جارية حول هذا الموضوع.

بيد أن وزارة الدفاع البريطانية رفضت في رد خطي الإجابة عن تلك التساؤلات، واكتفت بالتطرق إلى الأمن القومي وإعفاءات أخرى تتصل بالعلاقات الدفاعية والدولية، وحثت منظمة Drone Wars على مناشدة الوزارة حتى ترد على تلك التساؤلات، وما يزال الجميع بانتظار النتيجة.

ومن جانبه، تساءل كريس كول مؤسس منظمة Drone Wars عما إذا كانت حملة القصف البريطانية المتواصلة في العراق وسوريا ترقى إلى "حرب أبدية"، وذكر بأنه في الوقت الذي ما يزال فيه تنظيم الدولة يمثل تهديداً إرهابياً حقيقياً في كلا البلدين، إلا أنه لم يتضح البتة إن كان قياديو تنظيم الدولة يمثلون تهديداً بالنسبة للمملكة المتحدة أو يجب تعريضهم للقوة العسكرية البريطانية.

وأضاف مؤسس تلك المنظمة بأن إفصاح والاس عن الغارة التي نفذتها مسيرة تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني خلال شهر كانون الأول الماضي أثار مزيداً من التساؤلات بدلاً من أن يقدم إجابات، حيث قال: "من غير المقبول بتاتاً رفض الكشف عما إذا كانت المملكة المتحدة قد فتحت تحقيقاً في الأخبار حول وجود إصابات بين المدنيين بسبب عملية قتل مستهدف نفذت بمسيرة بريطانية".

وفي تحديث للمراجعة الشاملة لسياسات الدفاع والخارجية جرى يوم الإثنين الماضي، لم يتم التطرق إلا للإرهاب في عدة مواضع ضمن وثيقة ركزت بشكل كبير على التهديدات التي تمثلها روسيا، والمخاوف التي تثيرها الصين، إلا أنها أوردت بأن التهديد القادم من الشرق الأوسط ما يزال مستمراً.

 

 

المصدر: The Guardian