icon
التغطية الحية

"الملعب البلدي" ينشّط الحركة الكروية في إدلب.. أندية تتنافس وتحاول الارتقاء

2023.08.12 | 04:52 دمشق

إدلب
+A
حجم الخط
-A

من منطقة سهل الروج بريف إدلب الغربي، إلى مدينة إدلب، توجّه جهاد أبو زيد عبر درّاجة نارية، قاصداً ملعب إدلب البلدي لحضور مباراة يعتبرها "حماسيّة" تجمع بين ناديي "معرة مصرين" و"أميّة"، ضمن دور ربع النهائي في منافسات "كأس الشهداء".

وعلى الرغم من أنها المباراة الأولى، التي يحضرها "أبو زيد" فيزيائياً، إلا أنه "مولعٌ بمتابعة الدوريات الكروية، لا أترك دورياً عالمياً أو محلياً إلا أتابعه.. لكن عبر الإنترنت بسبب المشاغل والعمل"، يقول محدّثنا.

ويضيف: "اصطحبت أخي اليوم وقدمت من سهل الروج ـ مكان تهجيري ـ لأتابع المباراة.. تبدو أنها حماسيّة للغاية، على اعتبار أن الفريقين عريقين في المنطقة، ولهما باع في المنافسات الكروية".

وليست فقط المنافسة الكروية ضمن المستطيل الأخضر يمكن أن تلاحظه في "الملعب البلدي"، إنما الحضور اللافت للجماهير الذي جعل للعبة صدى في الأوساط الشعبية، فضلاً عن توفّر بث وتعليق صوتي للمباريات جميعها على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشارك في بطولة "كأس الشهداء"، التي وصلت منافساتها إلى دور "نصف النهائي"، 32 فريقاً من أندية الدرجة الأولى والثانية والثالثة، شاركوا في مباريات الدورة بعد إجراء قرعة خلطت طابقَي الأندية، المقسّمة بين طابق لأندية الدرجة الأولى وطابق لأندية الدرجتين الثانية والثالثة.

وتقوم الدورة الكروية على قانون "خروج المغلوب"، وبحال تعادل الفريقين، يلجآن إلى "الركلات الترجيحية".

"النشاط يتصاعد تدريجياً"

رمضان الإبراهيم، وهو أمين سر الاتحاد السوري الحر لكرة القدم، يقول إنّ "النشاط الكروي، يتصاعد تدريجياً منذ العام الماضي، أي بعد افتتاح ملعب إدلب البلدي، الذي نعدّه صرحاً حضارياً للبلد، فضلاً عمّا يوفّره من مدرّج كبير، أدى إلى استقطاب الجماهير الكروية، التي تعتبر روح الملاعب".

ويردف: "في المسابقات السابقة التي كنا نجريها في الملعب الصناعي، لم يكن هناك مدرّجات للجماهير، أما اليوم حقق الملعب البنية التحتية المناسبة لخوض هذه المنافسات".

ويلعب في المنافسات الكروية للدرجة الأولى 12 نادياً، وفي الدرجة الثانية 12 نادياً، أما الدرجة الثالثة تضمّ 10 أندية.

وعن آلية تصنيف الأندية، يوضّح "الإبراهيم" في حديثٍ لموقع تلفزيون سوريا، أنّ "الأندية خلال السنوات الماضية، المنتسبة للمديرية العامة للرياضة والشباب، خضعت للمنافسة ضمن بطولات تصنيفية جرى على إثرها تصنيف الأندية ضمن الدرجات المعروفة بـ"الأولى والثانية والثالثة".

كما يشير إلى أنّ "أربعة فرق هبطت إلى الدرجة الثانية، فيما صعد ناديان من الدرجة الثانية إلى الدرجة الأولى، بعد منافسات دوري الدرجتين الأولى والثانية".

وكانت قد انتهت منافسات دوري الدرجة الأولى، في حزيران الماضي، الذي صادف وقوع الزلزال المدمّر، خلال سريان منافساته، ما أدى إلى توقّفه لفترة وجيزة.

وفي عام 2017 أقيم دوري الدرجة الأولى لأول مرة، وعام 2018 انطلقت النسخة الثانية منه.

"شحن مناطقي"

يعترض صفو النشاط الكروي، الذي ترعاه "المديرية العامة للرياضة والشباب" التابعة لـ"حكومة الإنقاذ السورية"، إثارة بعض النعرات المناطقية للأندية، من خلال هتافات الجماهير، وخاصةً خلال بعض المباريات التنافسية.

وفي هذا الصدد، كان إطلاق أسماء المدن والبلدات، على أسماء الأندية، محطّ انتقاد لدى بعض النشطاء، الذين رأوا أنّ تغيير أسماء الأندية التي تحمل اسم المدينة أو البلدة التي ينتمي لها، ممكن أن يجنب هذا النوع من النعرات والشحن.

الناشط أحمد غجر، وجّه رسالةً عبر حسابه في "فيسبوك"، إلى "الاتحاد السوري الحر لكرة القدم"، جاء فيها: "أرجو أن يصدر تعميم بتغيير أسماء النوادي الرياضية من اسم البلدة أو المدينة التي تنتمي له الفرق، لأي اسم آخر (النصر، الكرامة، الحرية، العدالة....) كي نخفف من المشاكل المناطقية التي تحصل في كل مباراة".

ويقول لموقع تلفزيون سوريا إنّ "مناسبة المنشور، كانت بسبب السباب والشتائم التي صدرت عن بعض الجماهير، والتي غالباً ما تكون باسم مدينة النادي، وبالتالي الأمر سيؤدي إلى ردة فعل سلبية من جماهير النادي الآخر تجاه المدينة".

حول ذلك، يعتبر محدّثنا "الإبراهيم" أن "تسمية الأندية، تتم من قبل إدارة النادي، وهي تنمّ عن الانتماء للموطن.. لكن يحق لإدارة النادي رفع مقترح للمديرية العامة للرياضة والشباب لتغيير اسم النادي، من الاسم الحالي إلى الاسم الجديد".

ويردف: "نحن كاتّحاد كرة قدم ليس لنا علاقة بالتسمية، فالنادي له عدة ألعاب، غير كرة القدم، مثل الكاراتيه والجودو والطائرة وغيرها.. إنما المديرية العامة للرياضة والشباب تعقد اجتماعات توعية مع الأندية لتفادي هذا النوع من المشاحنات والنعرات".

"الدعم نقطة فارقة"

يعدّ العائق المادي، واحداً من أبرز العقبات التي تواجه الأندية المحلية في شمالي غربي سوريا، إذ يغيب الدعم الدائم عنها، باستثناء بعض الأندية التي تستفيد من موارد ثابتة، مثل إيجارات منشآت وعقارات تابعة لها كما هو الحال في نادي "معرة مصرين".

فراس حجو، مسؤول الألعاب الجماعية ومساعد مدرّب فئة "الرجال" في نادي "معرة مصرين"، يشير لموقع تلفزيون سوريا، إلى أنّ "تأمين الدعم هي نقطة فارقة لدى جميع الأندية ـ ومنهم نادينا ـ على اعتبار أنّ المصاريف اللوجستية والإدارية، هي ضرورة لا يمكن التخلّي عنها".

وحول سؤاله عن كيفية تدبير هذه التكاليف، يقول "حجّو": "نادينا يعتمد بشكل رئيس على مردود بعض العقارات المملوكة له (ملعب كرة قدم صغير ومحال تجارية وصالة رياضية)، لكن لوحدها لا تكفي لتسديد المصاريف، ولذلك نلجأ إلى تأمين الدعم من قبل بعض التجّار في المدينة".

وفي هذا السياق، يوضح أنّ "المديرية تلعب دوراً في وضع هذه المنشآت تحت تصرف النادي، حتى يستفيد منها مادياً، بما يساهم في استمرار عجلة النادي وتأمين المستلزمات اللوجستية والمادية، كما وفّرت المديرية في حلّتها الجديدة البنية التحتية ومصاريف

ويعتبر نادي "معرة مصرين" المُؤسس في العام 1975 من أقدم الأندية في محافظة إدلب، وحصد المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى السابق لكرة القدم، ولديه عدة ألعاب جماعية.