icon
التغطية الحية

المغرب يمنح المهاجرين الأفارقة إقامات ويمنعها عن السوريين

2019.02.28 | 15:02 دمشق

محمد السادس ملك المغرب في مخيم الزعتري (إنترنت)
المغرب - زهرة محمد - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

قطع السوريون مسافات طويلة في رحلة البحث عن الأمان خلال رحلة لجوئهم التي وصلت لأبعد الدول، لم يدع السوريون أرضا قد تقضي على خوفهم ورعبهم جراء الحرب إلا وسلكوها.

لم تكن التوقعات توافق الواقع في كثير من الأحوال خاصة في الدول العربية، ولم يكن الأمر مختلفا كثيرا في المغرب العربي، حيث كانت القوانين دائما ما تقف عائقا في استمرار حياة اللاجئ السوري بشكل عادي كباقي أفراد المجتمع الذي يحاول الانخراط فيه.

خلال السنوات الأخيرة ومنذ بداية الثورة في سوريا لجأ الكثير من السوريين إلى المملكة المغربية، التي تعتبر الأقل تعنتا بين الدول العربية في التعامل مع اللاجئ السوري، وحيث يستطيع لحد ما ممارسة حياته بشكل طبيعي، إلا أن المنغصات ورغم كل التسهيلات المزعومة كانت موجودة وتعرقل كل تفاصيل حياة اللاجئ، كما يرى اللاجئون في المملكة.

الإقامات حلم

يتحدث السوريون الموجودون في المغرب، عن عدم منحهم خلال السنوات الماضية تسوية لوضعهم، بل وعدم الاعتراف بهم كلاجئين، فالمملكة المغربية تعتبر اللاجئ مهاجرا غير شرعي، حيث يشمل ذلك الأفريقيين من الدول المجاورة والسوريين واليمنيين، وليس هناك استثناء للسوري فهو أسوأ حالا من اللاجئين الآخرين من الجنسيات المختلفة، حيث منحت المغرب كل المهاجرين من الدول المجاورة من الأفريقيين بطاقة الإقامة، لمدة ثلاث سنوات، و قررت منذ فترة تسوية أوضاع اليمنيين ولم يكن السوريون ضمن تلك القرارات رغم تقديم بعضهم منذ عام 2017 طلبا للحصول على إقامة.

ورغم توالي الوعود من قبل السلطات بمنح السوريين الإقامة الرسمية على الأراضي المغربية، إلا أن ذلك لم يحدث خلال السنوات الأخيرة فمنذ 2014 لم يحصل أي سوري على "كارت ناسيونال" البطاقة الرسمية.

سنوات طويلة أمضاها جمال في المغرب-ست سنوات عجاف حسب وصفه- وليس هناك أمل في تحسن وضعه كلاجئ في المملكة المغربية، حيث لم يتم منحه حتى الآن أوراق الإقامة لتسوية وضعه، ويضيف في حديثه لموقع تلفزيون سوريا "مصيرنا مجهول مع كل القرارات التي تسمح لجميع المهاجرين من كل الجنسيات الحصول على الإقامة باستثناء السوري الذي لم يطاله هذا الترف".

ويضيف جمال أنه يعاني وضعاً صحياً صعباً، بسبب آلام في ظهره، وهو لا يستطيع العمل بشكل طبيعي، ولم تمنحه الدولة أي مساعدة من أي نوع، كما لم تساعد ابنته المصابة بالضمور الدماغي، والتي تحتاج الكثير من العلاج والرعاية الصحية.

ويقول جمال إن مفوضية اللاجئين لم تخصص أي مساعدة إضافة لابنته والتي تحتاج المساعدة بشكل ضروري نظرا لعدم استطاعته توفير كل المتطلبات مع عدم توفر العمل وسوء الوضع المعيشي بشكل عام.

نمط عيش مختلف

يبلغ متوسط راتب المغربي الشهري حوالي 250 دولار، وقد يتمكن المغاربة من العيش بهذا المبلغ بشكل صعب نوعا ما، لكن كثيرا من الفوارق تحكم اللاجئ بنمط العيش والأكل والعمل، ولا يكفي هذا المبلغ للسوريين حتى منتصف الشهر نظرا لارتفاع سعر المواد الغذائية السورية والمصدرة من الدول الأخرى حيث تقل وفرتها ويرتفع سعرها، وهناك الكثير من العائلات السورية الميسورة والتي قدمت قبل عقود إلى المغرب وكونت ثروة كبيرة، إلا أن ذلك لا يساعد في محنة اللاجئ حيث لا تمد يد العون من أي نوع من قبل تلك العائلات المشهورة جدا في المغرب.

ويحتاج السوري وسطياً إلى مبلغ ما بين 4000- 5000 درهم، كي يتدبر أمر الاحتياجات المتعددة من الطعام واللباس وغيره من المصاريف الكثيرة التي تثقل كاهل الجميع. أما بالنسبة للعمل فلا يستطيع السوريون العمل إلا بشكل حر إن لم يحصلوا على الإقامات، وهذا ما يجعل الحياة أشبه بدائرة مفرغة.

لا تعليم بلا إقامة

لا تفرض المملكة المغربية الكثير من الطلبات والشروط حول تسجيل الأطفال في المدراس، حيث يكفي إخراج القيد، وصور عن جواز السفر، لتسجيل الطفل في المدرسة، إلا أن ذلك لا يشمل الجامعيين، حيث يشترط دخول أي طالب الحصول على الإقامة، وهذا ما تعرضت له بنات "أم محمد" (اسم مستعار) في طنجة، حيث  درست غفران وفاطمة الثانوية في المملكة ولكنهما لم تستطيعا دخول الجامعة، بسبب الإجراءات البيروقراطية، وطلب الكثير من الأوراق وأولها الحصول على الإقامة، مما قضى على أملهما بالتحصيل الجامعي المفضل لديهما، ثم لجأتا للتسجيل في معهد خاص تابع للدولة مقابل حوالي 100 دولار شهرياً، رغم وضع العائلة السيء وذلك فقط من أجل الحصول على الشهادة والعمل فيما بعد.

وتضيف أم محمد "الوضع كارثي، مع كل تلك القوانين الصارمة، تصبح حياتك مقيدة وكأنك غير موجود ولا كيان لديك، فأن ينته حلم أولادك بدراسة الطب أو الصيدلة أو غيرها بسبب التعنت والإجراءات الروتينية الظالمة، ذلك يجعلك تشعر بأنك مهما حاولت لن تصبح مقبولا في أي مكان مالم يكن معترفا بك بشكل رسمي".

مساعدات المفوضية

يشتكي كل السوريين من قلة المساعدات وعدم كفايتها لحاجيات السوريين، فلا تستطيع المنح والمساعدات انتشال السوري من وضعه الصعب، ولا تشمل مساعدات المفوضية كل شيء، مثل الأوضاع الاستثنائية على غرار عائلة جمال، والذي يعول على إعادة التوطين التي ينتظرها منذ سنوات لحل مشكلته، ولكن حتى الآن، "لا جديد" وحسب قوله. حيث لم يتم البت في ملفه. بينما سافرت عائلة سورية تعيش منذ عشرين سنة في المغرب ووضعها جيدا جدا!.

يعتبر اللاجئون السوريون في المغرب، مصيرهم مجهولاً في حال تم تجاهل مطالبهم البسيطة في الحصول على أوراق التسوية خاصة مع انتهاء صلاحيات أغلب جوازات السفر، وهنا قد يزاد الوضع، بسبب توقف التعاملات، مثل تحويل الأموال وتأجير البيوت، التي لا تتم إلى على جواز سفر صالح، ويعلق الكثير من السوريين الأمل رغم تضاؤله على موافقة الحكومة منحهم تلك الورقة التي ستكون بمثابة طوق النجاة لهم.

كلمات مفتاحية