icon
التغطية الحية

المشاركة في ليلة العمر.. السوريون في مصر يضعون لمستهم على فساتين الزفاف

2023.06.22 | 06:35 دمشق

آخر تحديث: 22.06.2023 | 10:18 دمشق

المشاركة في ليلة العمر.. السوريون في مصر يضعون لمستهم على فساتين الزفاف
محال وورشات تجهيز فساتين الزفاف يملكها سوريون في شارع عباس العقاد، القاهرة مصر (تعديل: تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

يعد شارع عباس العقاد في مدينة نصر بالعاصمة المصرية القاهرة مقصداً للفتيات المقبلات على الزواج، حيث تنتشر المحال التجارية المتخصصة في بيع فساتين الزفاف والسهرات.

ومع وصول مئات آلاف من اللاجئين السوريين إلى القاهرة ومحيطها لم يعد شارع عباس العقاد مثلما كان قبل 2011، وبات من السهل تمييز اللمسة السورية على "سوق العرايس".

كان الشارع ممتلئاً بالمحال المصرية فقط قبل عقد من الزمان واليوم يحتوي على محال يديرها أو يعمل بها سوريون أيضاً.

يعد شارع عباس العقاد واحداً من العديد من الشوارع والمهن التي دخل إليها السوريون وأضافوا إليها من خبراتهم وذوقهم الخاص.

وتنتشر لافتات أسماء محال سورية، وتسمع لهجة أهل الشام و"الحكي السوري" يتردد في الأجواء بمجرد المرور بالشارع الشهير.

دخول السوريين إلى مجال الفساتين

قبل 2011 كان وجود السلع السورية في مصر مقتصراً على مفروشات العرائس والعباءات المطرزة، إلا أن السوريين استطاعوا الدخول إلى مجال فساتين الزفاف والسهرات أيضاً.

يشتهر السوريون بإتقانهم لعملهم، ولمستهم الخاصة التي تنال إعجاب المصريين الذين رحبوا بوجود أشقائهم السوريين في بلادهم.

وأثبت السوريون وجودهم في سوق تجهيز العرائس من خلال التنويع في الخامات (القماش) المستوردة، وصنع الفساتين يدوياً (الهاند ميد)، ومحاولتهم ابتكار تصاميم تواكب الموضة عالمياً ومحلياً.

محال وورشات تجهيز فساتين الزفاف يملكها سوريون في شارع عباس العقاد، القاهرة مصر (تعديل: تلفزيون سوريا)

عمار حسن، احترف المهنة منذ صغره من عائلته التي تتوارثها منذ عشرات السنين، ويملك خبرة طويلة في مجال خياطة الفساتين وتطريزها صناعياً ويدوياً.

كانت عائلته تملك مصنعاً في سوريا، ولكن الحرب دمرته واضطر للخروج إلى مصر التي قرر فيها الانطلاق من جديد في عمله.

يقول عمار لموقع "تلفزيون سوريا"، تعود شهرة السوريين في مجال الفساتين لأسباب كثيرة منها خبرة الصنّاع الطويلة وإتقانهم لجميع أنواع الأعمال، مفتخراً بقوله "نحن نعمل في الفساتين أباً عن جد".

ويضيف أن السوريين يختارون أجود أنواع القماش واستيراده من تركيا أو الصين فالتاجر السوري لا يهمه سوى أن تكون جودة المنتج عالية.

ويتابع قوله، إن انتظام السوريين في مواعيد التسليم، وقبولهم للأجور المنخفضة، واهتمامهم بأدق التفاصيل في التصميم، واحترامهم رغبة الزبون وعدم خروجهم عنها مهما كانت جعلهم متميزين ولامعين في هذا المجال.

بدوره، أنس متاع، سوري صاحب محل بيع لفساتين الزفاف يقول، لم يكن هذا مجال عملي في سوريا، ولكن منذ قدومي إلى مصر من 10 سنوات، بدأت العمل في مصنع خاص برجل مصري، وأتقنت فن خياطة الفساتين، من ثم انتقلت للعمل في محله مما وسع خبرتي في هذه المهنة، قبل أن أفتتح مشروعي الخاص.

بحسب أنس، فإن المصريين يقدرون المنتج السوري "يحبون التعامل معنا، بل إن النسبة الكبرى من زبائني مصريون".

قبول وإقبال في الشارع المصري

تلقى المنتجات السورية بشكل عام قبولاً وإقبالاً من المجتمع المصري، لدرجة أن المنتجات التي يكتب عليها ما يشير إلى أنها سورية الصنع تتحول إلى "كريدت" يلقى استحسان الزبائن.

زينب علي، عروس مصرية تقول، بعد أن ذهبت إلى محال كثيرة من أجل اختيار فستان زفافي، لم أجد بجمال الفساتين السورية ولا بجودة خاماتها، الحقيقة أن أسعارهم مرتفعة قليلاً مقارنة بالمصريين، ولكنها تستحق وبشدة.

تضيف زينب، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، أنا شخصياً أثق بالمنتج السوري، وهذه ليست المرة الأولى التي أتعامل مع المحال السورية.

أما بسنت شريف فتقول، أحب أن أدخل المحال السورية بسبب معاملتهم الحسنة وكلامهم اللطيف، كما أني أحب لهجتهم جداً.

وتضيف بسنت، أن أصحاب المحال السورية هم تجار أصيلون، ويستطيعون إقناعك بالشراء حتى وإن لم تكن ترغب في ذلك بأسلوبهم الرقيق.

توفير فرص عمل وتنوع العمالة

وفرت المصانع والمحال السورية الموجودة على الأراضي المصرية فرص عمل كبيرة، ولم يقتصر الأمر على السوريين فقط، بل عدد كبير من المصريين يعمل في مصانع يملكها سوريون.

ووفرت المصانع فرص عمل للاجئين السوريين الذين لا يملكون القدرة على بدء مشروعهم الخاص.

سامي المنجد، سوري يعمل في مصنع لفساتين الزفاف يقول، أنهيت دراستي ولم أجد عملاً يسد احتياجاتي، فعرض عليّ أحد أصدقائي أن أعمل في مشغل لفساتين العرس.

يضيف سامي، كانت خطوة إيجابية بالنسبة لي استطعت تحسين الدخل وكسب مهنة أقتات منها.

ويتابع سامي، تعلمت الصات والبترون وتطريز الفساتين، وبعد فترة استطعت أن أفتح محلاً صغيراً لي، ولكن ما زلت أعمل في المصنع بالإضافة إلى المحل.

سماح الفهد، سورية تعمل في مصنع فساتين تقول، كنت أعمل في تطريز الفساتين منذ أن كنت في سوريا، وعندما أتيت إلى هنا من ست سنوات وجدت عملاً في أحد المصانع، وكنت أطرز قماش التول على يدي حيث إن المنتج المشغول يدوياً هو الأكثر طلباً وسعره أعلى.

تضيف سماح، أن العمل لا يوفر مردوداً مادياً عالياً، ولكنني مضطرة للعمل لمساعدة زوجي في مصروف البيت.

وتخطط سماح في المستقبل لافتتاح محلها الخاص بها فبعد تراكم خبراتها في هذه المهنة.

بدوره أحمد خليل، مصري يعمل في مصنع سوري يقول، تعلمت ما أجهله في صناعة الفساتين من السوريين، وأشعر معهم أننا عائلة واحدة.

عباءات مطرزة وملابس عرائس

لا تقتصر محال السوريين في شارع عباس العقاد على فساتين الزفاف فساتين السهرة، والعباءات المطرزة يدوياً.

تعد الأسعار في شارع العقاد مرتفعة نسبياً حيث إنها مشغولة يدوياً، ومصنعة بحرفية عالية، بالإضافة إلى الكلفة العالية لاستيراد الأقمشة.

محمد الحاج، سوري صاحب محل عباءات مطرزة وقفطان مغربي، استدل على مشروعه التجاري من كثرة الطلب على العباءات.

يقول محمد، تتردد كثير من الفتيات إلى السوق بحثاً عن العباءات التي يستخدمونها في الأعراس، من هنا بدأت فكرة افتتاح محل بالشراكة مع أحد أصدقائي، هو يصمم وأنا أبيع العباءات، وبعد فترة أضفنا إليها القفطان المغربي، فازداد عدد زبائننا.

يضيف محمد، المنتج السوري مرغوب بسبب جودته، ونحن نحاول الحفاظ على هذا المستوى، فمعظم منتجاتنا مصنوعة يدوياً، أو على المكنة ولكن مصنوع بعناية فائقة.