icon
التغطية الحية

"المسيح الأندلسي".. حضور التاريخ في رواية جديدة لـ تيسير خلف

2024.02.22 | 11:31 دمشق

آخر تحديث: 22.02.2024 | 11:31 دمشق

قفلغا
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

"المسيح الأندلسي" رواية صدرت حديثاً للكاتب والباحث السوري- الفلسطيني تيسير خلف، عن منشورات دار "المتوسط" في إيطاليا. وهي رواية لا تنفصل عن الأعمال الأدبية التي اعتاد الكاتب أن يسلّط من خلالها الضوء على مرحلة حساسة ومغيّبة من مراحل التاريخ العربي والإسلامي عموماً.   

تغطي الرواية الجديدة، وفق الناشر، جانباً من أقسى المراحل المتعلقة بتاريخ المسلمين في الأندلس بعد سقوط مدينة غرناطة، آخر معاقل المسلمين في إسبانيا، وهي حقبة "الموريسكيين" وما تخللها من انتهاكات تلازمت مع حملة إجبار من تبقّى من المسلمين على اعتناق المسيحية، ومن ثم مراقبتهم لمعرفة "صدق مسيحيتهم"، ضمن ما يسمّى بـ "محاكم التفتيش" سيئة السمعة.

أجواء الرواية

تبدأ الرواية مع إعدام سيدة موريسكية بعد إخضاعها للمحاكمة، بتاريخ 1592م. وبينما كانت تلك السيدة تودّع الحياة، بعثت برسالة شفهية إلى ابنها "خيسوس غونثالث" تقول له فيها: "أنت عربي مسلم.. واسمك عيسى بن محمد".

من تلك العبارة، تتبرز تفاصيل الرواية اللاحقة مع رحلة الأندلسي (عيسى/ خيسوس) للبحث عن قاتل والدته؛ من طليطلة إلى مذريل إلى البندقية إلى إسطنبول.

ومما جاء في صفحاتها: "هي الأقدار؛ تقود خُطانا حيث تشاء. نسير حيث تريد لنا أن نسير، ونَقفُ حيث تريد لنا أن نتوقّف. لا فرق إن كنّا عمياناً أم مبصرين، حمقى أم حصيفين، شجعاناً أم مرتعدين، فما سيحدث سوف يحدث... الآن، وقد عبرت بي السنون إلى الكهولة، أقولها وأنا على يقين: لم تكن حياتي الماضية كلّها إلّا سلسلة متشابكة من المصادفات، لستُ متيقّناً حتّى اللحظة إن كانت مصادفات حمقاء، أم من تدبير عقل حاذق ينظر إليَّ باسماً من خلف سدم السموات البعيدة.

كان يمكنني أن أعيش حياتي كلّها كرجل إشباني كاثوليكي صالح، بلسان قشتالي، يُدعى خيسوس غونثالث، لولا بضع كلمات أوصت أمّي، وهي تودِّع الحياة، بأن يخبرني خالي بابلو باييخو بها حين يرى أنني بتُّ أهلاً لذلك. تلك الكلمات هي: أنتَ عربي مسلم، واسمكَ عيسى بن محمّد".

يا لقوّة الكلمات! كيف يمكنها أن تنقلكَ من أمّة إلى أمّة أخرى.. من لغة كنتَ تستمتع بوقع حروفها وهي تداعب رأس لسانكَ، إلى لغة أخرى تصدر من جوف حلقكَ، فتغدو بين ليلة وضحاها لغة أحلامكَ.. من دِيْن نشأتُ وترعرتُ على حبِّ كُتُبه وقِدّيسيه وشهدائه، إلى دِيْن آخر، يرى في تلك الكُتُب والقِدِّيسِين والشهداء محض أوهام، وضلالات زائفة؟".

تيسير خلف

روائي وباحث فلسطيني سوري، مواليد 1967، صدرت له العديد من الأعمال الأدبية والبحثية.

أصدر في العام 1993 مجموعة قصصية بعنوان (قطط أخرى)، ثم رواية (دفاتر الكتف المائلة) 1996، لتتوالى بعد ذلك كتاباته التي تجاوزت الخمسين كتاباً بين الأدب والدراسات التاريخية والرحلة والتحقيق. أهمُّها: (الجولان في مصادر التاريخ العربي)، (استكشاف الجولان: مغامرون وجواسيس وقساوسة)، (موسوعة رحلات العرب والمسلمين إلى فلسطين).

من رواياته: موفيولا 2013، مذبحة الفلاسفة 2016 (وصلت القائمة الطويلة في الجائزة العالمية للرواية العربية – بوكر)، عصافير داروين 2018، ملك اللصوص: لفائف أيونوس السوري- 2022.