icon
التغطية الحية

المستوطنون الإسرائيليون يواصلون اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة

2021.12.20 | 13:53 دمشق

untitled_3.jpg
مستوطنون يهاجمون فلسطينيين بالقرب من نابلس في أعقاب حادثة مقتل المستوطن، 17 كانون الأول/ديسمبر 2021 (منظمة ييش دين الإسرائيلية)
تلفزيون سوريا - خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

يواصل المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم على الفلسطينيين لليوم الرابع على التوالي، عبر اقتحام القرى والبلدات في الضفة الغربية، وسط عجز شرطة الاحتلال وقواته الأمنية المنتشرة في المنطقة، ولم تسلم هي أيضاً من اعتداءات المستوطنين.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، أمس الأحد، إن المستوطنين رشقوا فلسطينيين بالحجارة، ما أدى إلى إصابة مواطن يبلغ من العمر 50 سنة في رأسه، مشيرة إلى أن حالته مستقرة بعد تلقيه العلاج.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أمنية أن ثلاث سيارات للمستوطنين توغلت في قرية "رامين" القريبة من طولكرم، الليلة الماضية، وقاموا برشق منزل فلسطيني بالحجارة وألحقوا أضراراً بنوافذه.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن سيارة فلسطينية احترقت بالقرب من ساحة اللواء في مدينة السامرة، الليلة الماضية، بعد أن اشتعلت فيها النيران من جراء اعتداءات المستوطنين.

3604362909.jpeg
مستوطنون أضرموا النار في سيارة فلسطينية في مدينة السامرة بالضفة الغربية، الأحد 19 كانون الأول/ديسمبر (هآرتس)

 

وتشهد المناطق الشمالية من الضفة الغربية توترات أمنية منذ الخميس الماضي، إثر مقتل مستوطن بالقرب من مستوطنة "حومش" القريبة من نابلس، ما أدى إلى انتشار أمني إسرائيلي واسع وشن حملة مداهمات للبحث عن المسؤولين عن حادثة القتل، رافقها قيام المستوطنين بقيام أعمال انتقامية بحق الفلسطينيين في المنطقة.

وكانت مجموعة من المستوطنين اقتحمت فجر الجمعة منزلاً فلسطينياً في قرية "قريوت" القريبة من نابلس، واعتدوا على رب الأسرة، وائل مقبل (61 سنة) وحطموا أثاث منزله، ولم تذكر التقارير الإسرائيلية أي نبأ عن اعتقال المجموعة المهاجمة التي لاذت بالفرار رغم وجود تسجيلات فيديو توثق الحادثة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن 15 مستوطناً اقتحموا منزل وائل مقبل في الساعة الثالثة من فجر الجمعة، وأعتدوا عليه بالضرب المبرح، ما أسفر عن تكسير أربعة من أضلعه. وأظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي آثار اللكمات على وجه المسن الفلسطيني وانتفاخ عينيه.

شرطة الاحتلال تقف مكتوفة الأيدي

من جهة ثانية، لم تسلم قوات الاحتلال من اعتداءات المستوطنين الذين اقتحموا قرى وبلدات فلسطينية.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن المستوطنين الذين وصلوا إلى بؤرة "حومش" الاستيطانية التي وقعت فيها حادثة مقتل المستوطن يوم الخميس الماضي، هاجموا قوات الأمن بشكل عنيف واخترقوا نقاط التفتيش.

وأضاف بيان جيش الاحتلال، أن المستوطنين استخدموا العنف الجسدي واللفظي ضد القوات الأمنية وسدوا طريقهم، وخربوا ممتلكات عسكرية واخترقوا الحواجز.

وتابع البيان، صدمت سيارة للمستوطنين المقتحمين جندياً إسرائيلياً ما أدى لإصابته بجروح طفيفة، صباح الأحد.

استغلال التوترات لبناء المستوطنات

وجرت العادة أن يستغل المستوطنون التوترات الأمنية، بتواطؤ من قوات الاحتلال، ويصعدون إلى تلال الضفة الغربية المحتلة لإقامة بؤر استيطانية، مستغلين الفوضى وحالة الغضب وذلك بالتنسيق مع جهاز الأمن لبضعة أيام.

 ولكن في بعض الحالات تبقى هذه المستوطنات كما حدث في مستوطنة "إفيتار" في أيار/مايو الماضي.

وفي أعقاب مقتل المستوطن الخميس الماضي، شرع المستوطنون في بناء بؤرة استيطانية، أطلقوا عليها اسم "نوفي يهودا"، وأقاموا فيها ثلاثة مبانٍ مؤقت، إلا أن قوات حرس الحدود قامت بإخلائها بعد ساعات، بحسب صحيفة "هآرتس".

HJlGU4Q55K_0_134_1280_720_0_x-large_1.jpg
بؤرة استيطانية حاولت "حركة نحالا" إقامتها في أعقاب مقتل مستوطن، شمالي الضفة، 16 كانون الأول/ديسمبر 2021 (وسائل إعلام إسرائيلية)

 

وأفادت "هآرتس"، على الرغم من عمليات الإخلاء بقي عشرات المستوطنين في الموقع خلال نهاية الأسبوع، كما أطلقوا حملة لجمع التبرعات لإعادة بناء بؤرة "حومش" التي تم تفكيكها خلال عملية "فك الارتباط" في 2005.

ورغم إخلاء بؤرة "حومش"، منذ 16 عاماً، إلا أن المستوطنين أقاموا مدرسة دينية وحولوها إلى مستوطنة غير شرعية، تقع وسط القرى الفلسطينية وليست قريبة من المستوطنات الأخرى.

 

يشار إلى أن حادثة مقتل المستوطن الخميس الماضي، حدثت بالقرب من هذه المدرسة الدينية، إثر تعرض سيارة كانت تقله واثنين من رفاقه لإطلاق رصاص ما أدى إلى مقتله وإصابة الآخرين.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن، فجر أمس، الأحد، اعتقال 6 فلسطينيين بدعوى تورطهم في الهجوم الذي أسفر عن مقتل المستوطن.

وتشهد اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين زيادة ملحوظة، سجلت العام الحالي أعلى مستويات للعنف وحوادث أكثر خطورة، في اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على السكان الفلسطينيين الذين غالباً ما يقطنون في قرى وبلدات محاذية للمستوطنات في الضفة الغربية، بحسب تقرير للأمم المتحدة.

وأشار تقرير لخبراء في مجال حقوق الإنسان تابعين للأمم المتحدة، صدر الشهر الماضي، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلية تقف مكتوفة الأيدي إزاء "عنف المستوطنين"، واتهم التقرير الحكومة الإسرائيلية بتشجيع هذه الظاهرة الخطيرة وتوفير حماية للمستوطنين.