icon
التغطية الحية

الكاتب "إل تشينو": الأفلام التي قدمت عن بابلو إسكوبار مليئة بالأخطاء

2022.02.19 | 10:07 دمشق

askwbarrr.jpg
بابلو إسكوبار (إنترنت)
إسطنبول ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

كشف الكاتب إدغار خيمينيز ميندوزا المعروف بـ "إل تشينو" صديق الطفولة والمصور الشخصي لبابلو إسكوبار، أن الكتب والأفلام التي أُلفت عن إسكوبار "مليئة بالأخطاء".

وتحدث "إل تشينو" لوكالة "الأناضول" عن ذكرياته مع إسكوبار والجانب المجهول من حياته، قائلاً إنه التقاه في سن الثالثة عشرة في المدرسة الثانوية ولازمه حتى أيامه الأخيرة.

مسلسل "ناركوس" مليء بالأخطاء

وقال "إل تشينو" إن هناك "أخطاء كثيرة في مسلسل ناركوس أو الجريمة الذي عرض على منصة نتفلكس"، مثلاً هناك معلومات منقوصة في مشهد واقعة الاستيلاء على القصر العدلي وعلاقته بحركة تمرد 19 نيسان والتي يُرمز إليها بـ "M19".

وأضاف أن أفلام هوليود التي تحدثت عن حياة بابلو إسكوبار "بعيدة جداً عن الواقع والحقائق التاريخية"، لافتاً إلى أن العديد من رجال الأعمال والسياسيين في فترة الثمانينيات كانوا "يرغبون في العمل مع إسكوبار بسبب ثروته الطائلة إلا أن كل شيء قد تبدل عندما كشف غييرمو كانو رئيس تحرير صحيفة "إل اسبكتادور" أن بابلو إسكوبار يعمل في تهريب المخدرات".

إسكوبار طالب متوسط الذكاء

وأفاد "إل تشينو" أن إسكوبار كان طالباً متوسط الذكاء وليس متميزاً، حيث درس معه في الصف ذاته لمدة ثلاث سنوات، ثم انقطعت علاقتهما ولم يقابله بعدئذ طوال 15 عاماً.

وأوضح أنه رأى إسكوبار مرة أخرى عام 1980 عندما كان خامس أغنى رجل في العالم، بحسب تقرير لمجلة "فوربس"، في متنزه هاسيندا نابوليز الذي امتلكه إسكوبار، مشيراً إلى أنه استقبله بسعادة وحفاوة وسأله عن عمله، فأخبره أنه يعمل مصوراً، ليوظفه في التقاط الصور للحيوانات الموجودة في حديقة الحيوانات التي أنشأها وأصبح بعد ذلك مصوره الشخصي.

ولفت إلى أن معظم الصور التي التقطها لإسكوبار كانت صوراً لحملته السياسية ولعائلته، إلى جانب صور أعياد الميلاد وحفلات الزفاف والحفلات العائلية، كما أنه التقط صوره الأخيرة مع عائلته في عيد ميلاد ابنه.

وأوضح أن حكومة بلاده والولايات المتحدة الأميركية وإدارة مكافحة المخدرات الأميركية "حاربت بابلو إسكوبار لمدة 10 سنوات".

إسكوبار زعيم العصابة الوحيد الذي أعلن الحرب على الدولة

وذكر "إل تشينو" أن الاختلاف الرئيسي الذي يميز إسكوبار عن تجار المخدرات الآخرين، هو أنه "أقوى رجل في تهريب المخدرات، وزعيم العصابة الوحيد على مدار التاريخ الذي أعلن الحرب على الدولة".

وتابع أن إسكوبار كان له "جانبان متضادان، أحدهما طيب والآخر سيئ"، فبعض الناس في حبه مرتبطون به جداً وصوره منتشرة في كل مكان، حيث بنى عشرات المنازل خلال حملته السياسية لمن يعيشون في ظروف معيشية صعبة، وأنه وثق بالصور كل ذلك، أما بالنسبة لضحايا الحرب التي يخوضها فلم يكن إسكوبار يختلف عن "الشيطان".

وأكد أن مئات الأبرياء فقدوا حياتهم في "حروب الدولة ضد إسكوبار والمنظمات الإجرامية الأخرى وفي الصراعات بين المنظمات الإجرامية"، مشيراً إلى أنه كان يتم اختطاف الشخصيات المهمة واحتجازهم كرهائن، وأن الشوارع لم تكن آمنة، حيث كانت القنابل تنفجر باستمرار.

وتابع "إل تشينو" أن إسكوبار كان قد أعلن حرباً ضد الحكومة الكولومبية ونفذ العديد من الاعتداءات المسلحة والتفجيرات استهدفت قوات الأمن وموظفي القطاع العام والمدنيين، وهو المسؤول عن مقتل نحو 4 آلاف شخص.

وأمر بابلو إسكوبار بقتل سيزار غابيريا الذي كان المرشح الأوفر حظاً في الانتخابات الرئاسية التي كانت ستجرى عام 1990، إذ فجر طائرة ركاب كان سيستقلها للسفر من بوغوتا إلى كالي، الأمر الذي أسفر عن مقتل 110 أشخاص كانوا على متن الطائرة ولم يكن غابيريا بينهم إذ قرر تغيير موعد رحلته في آخر لحظة.

تجارة المخدرات ما زالت منتشرة في كولومبيا

وأكد أن "موت إسكوبار لن ينهي تجارة المخدرات والعنف في البلاد"، مشيراً إلى أن "هذه التجارة ما زالت منتشرة في كولومبيا رغم مرور 29 عاماً على وفاته".

وبيّن أن هناك عدة أقاويل حول موت إسكوبار، حيث قال عقيد الشرطة أغيلار إنه قتل إسكوبار بنفسه، في حين صرحت إدارة مكافحة المخدرات أنها هي التي قتلته، إلا أن عائلة إسكوبار تقول إنه انتحر، مشيراً إلى أنه يجد ذلك أقرب إلى الحقيقة لأن إسكوبار كان يصرح دائماً في أحاديثه أنه لن يسمح للشرطة بأن يقبضوا عليه حياً.

وتابع أنه بعد وفاته صادرت الدولة بعض ممتلكاته وبعضها الآخر استولت عليه عصابة "كالي" للمخدرات من زوجة إسكوبار.

بابلو إسكوبار

وُلد بابلو إميليو إسكوبار غابيريا في الأول من كانون الأول عام 1949 في ريونيغرو بكولومبيا، وبعد العديد من الأنشطة غير القانونية جمع أقوى تجار المخدرات في المنطقة بسبعينيات القرن الماضي، واحتكر تجارة "الكوكايين" حتى لُقب بـ "بارون الكوكاكيين".

ورغم فوز إسكوبار بعضوية البرلمان عام 1982 بفضل المشروعات الاجتماعية التي كان يقدمها للمواطنين في الأماكن الفقيرة فقد اضطر إلى الاستقالة بسبب "مزاعم" وزير العدل وقتئذ.

وأدرجت مجلة "فوربس" بابلو إسكوبار ضمن قائمة أغنى 10 أشخاص في العالم وتوفي عن عمر  ناهز 44 عاماً فوق سطح أحد المنازل في ميديلين في الثاني من كانون الأول عام 1993 في أثناء مواجهة مع قوات الأمن بعد مطاردة دامت 16 شهراً.