icon
التغطية الحية

الفيزا إلى تركيا.. معاملات مرهقة لجيوب السوريين

2021.07.01 | 06:32 دمشق

fyza-trkya-llymnyyn.jpg
إسطنبول ـ يامن مغربي
+A
حجم الخط
-A

تشكل الفيزا إلى تركيا بوابة أمل للم شمل آلاف السوريين المشتتين بين سوريا وتركيا، خاصة مع وجود جالية سورية ضخمة في إسطنبول والمدن التركية، وصعوبة طرق التهريب غير الشرعي ومخاطرها الأمنية العالية وارتفاع تكلفتها.

طريق الفيزا.. كثير من الأوراق

لكن طريق الفيزا إلى تركيا بدوره ليس معبداً بالورود، ويملك من التفاصيل والتكاليف والتعقيدات الكثيرة، ما يدفع العشرات من الراغبين باستخراج الفيزا لأقاربهم من الدرجة الأولى للجوء إلى مكاتب تعقيب المعاملات في تركيا ولبنان (سماسرة) على حد سواء مع نتيجة غير مضمونة بالحصول على الفيزا، التي تحتاج إلى أوراق من العاصمة السورية دمشق ومن تركيا، فضلاً عن مصاريف التنقل بين سوريا ولبنان والاضطرار إلى المبيت في بيروت ليلة واحدة على الأقل لضمان عدم تفويت موعد السفارة التركية.

تتعلق الأوراق المستخرجة في تركيا بقدرة مقدم الطلب على إعالة الأفراد الجدد القادمين إليه، وصلة القرابة معهم بالإضافة إلى أوراق أخرى.

وقال عثمان محمد (اسم مستعار) لموقع تلفزيون سوريا، وهو حاصل على الجنسية التركية، إنه قدم طلب دعوة لزوجته في سوريا وجاءت بالرفض لأن بياناته مسجلة باعتباره أعزب، ولم يستطع تغييرها لدى السلطات التركية، ما دفعه إلى إرفاق ورقة بين فيها وضعه الحالي وعدم قدرته على تغيير الحالة إلى متزوج، ليأتيه قبول الفيزا في المرة الثانية.

ووفقاً للمحامي أسامة عبد الرحمن، تطلب السفارة التركية بياناً عائلياً يثبت صلة القرابة بين الطرفين، بالإضافة إلى ورقة لا حكم عليه لكل شخص على أن تكون هذه الأوراق مترجمة إلى اللغة التركية ومصدقة من وزارة الخارجية في حكومة النظام، بالإضافة إلى أربع صور شخصية وصورة عن جواز السفر يملك مدة صلاحية أكثر من ستة أشهر، وفحص فيروس كورونا لكل شخص.

ويضاف إلى ما سبق رسم الفيزا، 120 دولاراً أميركياً تدفع في مكتب السفارة التركية في بيروت.

أما بالنسبة للأوراق المطلوبة من قبل مقدم الطلب في تركيا فتشمل وفقاً لعبد الرحمن كشف حساب بنكي لآخر ثلاثة أشهر، مع صورة عن بطاقة الحماية المؤقتة (كيمليك)، وطلب الدعوة من قبل "النوتر"، وتأميناً صحياً لكل شخص مع حجوزات طيران وهمية، كما عليه استخراج سند إقامة وورقة لا حكم عليه وكلاهما يمكن استخراجهما من "E- Devlet".

شراء الفيزا.. أحد الطرق التي يلجأ إليها بعضهم

"لم يكن أمامي طريق سوى شراء الفيزا"، لخص أيمن حكايته مع محاولته الحصول على فيزا لزوجته للقدوم إلى تركيا، مشيراً إلى محاولته التقديم على موعد لثلاثة أشهر من دون أن ينجح في هذا الأمر، مشيراً إلى أن الموعد وحده يكلف ما يقارب مئة دولار أميركي (870 ليرة تركية بحسب سعر الصرف اليوم).

وفضلاً عن تكاليف الموعد والأوراق في تركيا، فإن الأوراق المستخرجة من دمشق بالإضافة إلى مصاريف التنقل وغيرها تصل إلى 700 دولار أميركي (أي ما يعادل مليونين و236 ألف و500 ليرة سورية تقريباً).

وأضاف أيمن أنه وبعدما رفض طلبه الأول لاستقدام زوجته ومع كل التكاليف التي دفعها سابقاً قرر شراء فيزا "V.I.P" وصلت تكلفتها إلى أربعة آلاف دولار أميركي، (أي ما يوازي 34 ألف و800 ليرة تركية)، واصفاً الخطوة بأنها الحل الأخير، ومشيراً في الوقت نفسه إلى أنه وقبل سنة تقريباً كانت تكلفة الفيزا تصل إلى ألفين و400 دولار أميركي، (عشرين ألف و880 ليرة تركية حاليًا بحسب أسعار الصرف)، وكل ما تغير القنصل التركي في بيروت ازدادت عمليات التدقيق على منح الفيزا بحسب رأيه.

ووفقاً لمديرية الهجرة التركية، يصل عدد السوريين المقيمين في تركيا إلى ثلاثة ملايين و645 ألفاً و140 سورياً.

"الموعد والانتظار" تفاصيل متعبة للسوريين

لدى سمير تجربة أيضاً في الحصول على فيزا لزوجته في سوريا، ولم تكن تجربته سهلة بطبيعة الحال، إذ قال لموقع تلفزيون سوريا: إن أكثر ما يتعب في التجربة هو الحصول على موعد، إذ إن المتقدم للحصول عليه يشعر بالقلق ويتجه إلى التعامل مع السماسرة بسبب كثرة الأوراق التي تشعر من يطلع عليها أن الموضوع معقد جداً، بحسب تعبيره.

بالإضافة إلى أن التكاليف الأخرى التي تتبع الموعد تحول الأمر إلى عبء مادي كبير، إذ من الضروري على سبيل المثال أن يتجه صاحب الموعد إلى بيروت والإقامة فيها لليلة واحدة قبل الموعد حرصاً على عدم مواجهة أي مفاجآت على الحدود السورية اللبنانية.

ويجب على السوريين الراغبين بالدخول إلى لبنان، حمل مبلغ مالي يقدر بألف يورو إذا لم يكن هناك موعد مثبت في إحدى السفارات أو لم يكن بغرض العبور إلى دولة أخرى (ترانزيت).

ويشكل الدخول إلى لبنان عبئاً إضافياً على السوريين ممن يملكون مواعيد مع السفارات الأجنبية، إذ في حال التأخر عن الموعد سيتأجل لشهر وربما شهرين.

وأضاف سمير لموقع تلفزيون سوريا أن مدة الانتظار الأساسية من المفترض ألا تزيد على أربعين يوماً ولكن الأمر يصل إلى شهرين بالأساس، مشيراً إلى أن زوجته ولدى تقديم الأوراق طلبت السفارة تثبيت الزواج في تركيا على اعتبار أنه زواج بالوكالة، وخلال عشرة أيام وهو ما يصفه بالطلب "التعجيزي".

ولحل هذه المشكلة لجأ سمير إلى الحصول على بيان زواج من سوريا والحصول على موعد من القنصلية السورية بلغت رسوم تصديقه 300 دولار أميركي (ما يقارب ألفين و600 ليرة تركية)، ثم ترجمته وتصديقه من "النوتر، قرابة 50 دولاراً (435 ليرة تركية) ثم عرضها على إدارة الهجرة للموافقة.

بعد إتمام هذه الخطوة ترسل الأوراق إلى المكتب القنصلي لتدخل في "السيستم" مرة أخرى مع انتظار لأربعة شهور، وفي النهاية يقبل أو يرفض الطلب.

ووفقاً للمحامي أسامة عبد الرحمن فإن الدعوة العادية "قد ترفض من قبل إدارة الهجرة التركية"، ويمكن حينذاك تقديم طلب جديد بأوراق داعمة أكثر، كما تلعب صلة القرابة بين الطرفين إن كانوا من الدرجة الأولى أو الثانية دوراً مهماً في عملية القبول.

ما بعد الوصول.. هل يحق للسوري الحصول على الإقامة "السياحية"؟

يرغب الواصلون إلى تركيا للاستقرار فيها بالحصول على إقامة قصيرة الأمد أو كما تعرف بالإقامة السياحية بين السوريين.

وأوضح المحامي أسامة عبد الرحمن لموقع تلفزيون سوريا أنه قانونياً لا يحق لمن يأتي بفيزا الزيارة الحصول على الإقامة السياحية، لكن السلطات التركية تمنحها للراغبين في الوقت الحالي في حال التقدم للحصول عليها.

ويرغب السوريون بالحصول على الإقامة السياحية لسهولة تنقلاتهم فيما بعد، إذ تسمح لهم بالخروج من تركيا والعودة إليها من دون شروط، طالما أن الإقامة سارية المفعول.