icon
التغطية الحية

الغلاء وتدني الأجور.. أهم المعوقات التي تقف أمام طموح الشباب السوريين في مصر

2024.02.07 | 06:58 دمشق

الغلاء وتدني الأجور.. أهم المعوقات التي تقف أمام طموح الشباب السوريين في مصر
شباب سوريون ومصريون في أحد شوارع القاهرة، شباط/فبراير 2024 (تلفزيون سوريا)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

يواجه الشباب السوريون صعوبات تقف عائقا أمام طموحاتهم المستقبلية، سواء في الزواج وبناء أسرة، أو في الاستقلال المادي، أو حتى بداية مشروع صغير ومتابعة ما كانوا يخططون له، فضلاً عن صعوبات في إكمال المسيرة التعليمية، أو حتى المشاكل الأسرية للمتزوجين حديثا.

ارتفاع أسعار الذهب والإيجار المرتفع للبيوت، بالإضافة إلى الغربة التي يعيشها الشباب السوري، كلها أسباب تضافرت لتقف عائقاً أمام طموحات الشباب.

وأجمع على ذلك عدد من الشباب السوريين الذين وقفوا مكتوفي الأيدي في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وتدني الأجور، وطول مدة ساعات العمل التي تمنعهم من إيجاد عمل آخر لتحسين الدخل المادي.

وتختلف المجالات التي يعمل بها السوريون في مصر، ولكن يعمل العدد الأكبر منهم في محيط سوري، سواء بمحال سورية لبيع وتركيب العطور، أو المطاعم السورية، أو المصانع والمعامل السورية سواء للنسيج أو غيره، أو حتى من قرر فتح مشروع صغير يعتاش منه.

العزوف عن الزواج بسبب الغلاء

يقيم في مصر نحو المليون ونصف المليون سوري، الذين يعيشون حياة مستقرة نوعا ما، منهم نسبة كبيرة من الشباب الذين تربوا في مصر، سواء من أتى مع أسرته، أو من اختار أن يسافر إليها للعمل في ظل الظروف الصعبة داخل سوريا.

ولا يزال الشاب السوري، بشكل عام محافظا على التقاليد التي تربى عليها، فمن أراد منهم أن يتزوج فسوف يتحمل كلفة الزواج كاملة من مهر، وشقة مجهزة، والذهب بالإضافة إلى ملابس العروس وحفل الزفاف، خلافاً للعادات المصرية التي تتضمن تشارك بين الزوجين في المصاريف.

تكاليف الزواج تحولت في الآونة الأخيرة، إلى عبء ثقيل الحمل، مما جعل العديد من الشباب يعزفون عن فكرة الزواج بسبب الغلاء المستمر والمتصاعد في الأسعار وتدني الأجور مقارنة بساعات العمل الطويلة.

ولا يستطيع الشاب تحمل تكاليف الزواج الكبيرة وحمل مسؤولية نفسه وأسرته، بل بالكاد يستطيع أن يكمل الشهر ويؤمن احتياجاته الخاصة.

سامر علي(27عاما)، سوري مقيم في مصر يعمل في مجال العطور، يقول كنت أحاول تجهيز نفسي من أجل أن أتزوج، خصوصا أنى أعيش بدون أسرتي، ولكن كلما جمعت مبلغا لشراء إحدى الأدوات الكهربائية زاد سعرها، وعندما تقدمت لخطبة إحدى الفتيات، طلب والدها مهرا غاليا وصل إلى 5000 دولار.

يضيف سامر، من المستحيل أن أستطيع تأمين كل هذا وحدي.

وفقاً لسامر، المشكلة أن الأسعار ترتفع، ولكن أرباب العمل لا يزيدون الأجور، ويستهلكوننا في العمل، كما أن أولياء الأمور لا يقدرون الظروف الصعبة التي يمر بها الشباب، بل يزيدون من أعبائنا.

ويتساءل سامر، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، كيف يمكن لشاب يعمل براتب ثابت ويبني مستقبله وحده أن يؤمن كل هذه المتطلبات؟

بدوره، رشيد عبد الله (30 عاما)، سوري مقيم في مصر ويعمل في مطعم سوري، يقول إن إيجارات المنازل ارتفعت كثيرا في المنطقة التي أعيش فيها، وأنا أسكن مع شباب في منزل واحد مما يجعلنا نوفر ثمن الإيجار، ولكن لكي أتزوج يجب أن أستأجر منزلا وأجهزه بالكامل، والراتب من المستحيل أن يكفي لإيجار ومصروف ومواصلات وباقي أمور الحياة.

يضيف رشيد، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا، كل هذه الأعباء ولم ندخل في موضوع الذهب، والأدوات الكهربائية التي تضاعفت أسعارها، حتى الأثاث المستعمل أصبح سعره يوازي الجديد تقريبا، مما جعلني أفكر جديا بإلغاء فكرة الزواج في الفترة الحالية.

لم يتوقف الأمر على بناء أسرة والزواج، بل حتى المتزوجون حديثا أو من فترة ليست بعيدة، طالتهم يد الغلاء وزادت من مشكلاتهم التي وصلت في بعض الحالات إلى الطلاق.

فأصبح من الصعب على الشباب تأمين كل متطلبات الحياة، مما يعزز من المشكلات الأسرية التي يكون سببها ضيق الحال والدخل المنخفض.

سيدرا حسن (34 عاما)، مختصة اجتماعية سورية، تقول إن حالات الطلاق بين الشباب ازدادت في الآونة الأخيرة بسبب عدم قدرة الرجل على تأمين متطلبات الأسرة، بالإضافة إلى تحمل المرأة كثيرا من الأعباء مما يجعل الحياة صعبة ويزيد من المشكلات التي تؤدي إلى الطلاق.

تضيف سيدرا، أنه على الرغم من الحب بين الطرفين إلا أن المشكلات المادية في معظم الأحيان تقف عائقا أمام تأسيس أسرة مستقرة وبناء زواج ناجح.

بين حياته الخاصة وبين إعالة الأهل

بعد ارتفاع الأسعار، أصبح من الصعب على الشاب السوري التوفيق بين إرسال المال إلى أهله في سوريا وعيش حياة كريمة في مصر، خاصة أن كثيرا منهم مسؤولون عن عائلاتهم في الداخل.

خالد راجح (25 عاما) سوري يقول، أعمل في واحد من المعامل السورية، كنت أرسل المال لعائلتي شهريا، وأعيش حياة مستقرة في مصر، وأحاول جمع المال من أجل فتح مشروع صغير خاص بي، الآن بالكاد أستطيع إرسال نصف المبلغ لعائلتي وإكمال الشهر من دون الحاجة لأحد، ولم أعد أجمع المال، بل صرفت كل المبلغ الذي كنت أضعه جانبا.

يضيف خالد، في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، أحاول العثور على فرصة عمل في أي مكان سواء الخليج أو أي دولة أخرى على الرغم من حبي الشديد للحياة في مصر.

بدوره، رامي مختار(29 عاما) سوري، يقول مع ارتفاع الأسعار المستمر، لم أعد أستطيع تأمين سوى المواد الأساسية لعائلتي، لدي زوجة وطفل صغير وبالكاد أؤمن متطلبات الحياة، ولم أعد أستطيع إرسال المال لعائلتي مما جعلني أشعر بالإحباط الدائم.

يضيف رامي، حاولت أن أجد عملا آخر ولكن وقت الدوام طويل جدا والمردود المادي قليل مقارنة بالمجهود ووقت العمل الطويل.