icon
التغطية الحية

الغارديان: روسيا اعتمدت تكتيكها في سوريا لتدمير مدن أوكرانيّة

2022.03.05 | 11:54 دمشق

bna_dmrh_alqsf_alrwsy.jpg
بناء دمره القصف الروسي بأوكرانيا (غارديان)
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أوردت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريراً سلطت فيه الضوء على الدمار الذي لحق بمدنٍ وبلدات أوكرانية، في مقارنة مع الأسلوب الوحشي الذي اتبعته القوات الروسية في تدميرها المدن السورية، وخصوصاً في حلب.

وركّز التقرير على بلدتي شاستيا وفولنوفاكيا شرقي أوكرانيا، اللتين تعرضتا لقصف عنيف منذ الساعات الأولى للغزو الروسي كونها تجاور منطقتي لوغانسك ودونيستك الانفصاليتين المواليتين لروسيا.

وبالرغم من أن الضربات استهدفت المنازل والمدارس والمستشفيات في جميع أنحاء أوكرانيا، إلا أن سكان بلدة شاستيا الصغيرة وفولنوفاكيا المجاورة يقولون إن القصف والهجمات الصاروخية والغارات الجوية منذ بداية الحرب دمرت كل المباني تدميراً شاملاً لم يسبق له مثيل في أي مكان آخر.

وفي حين رفع الروس علمهم فوق أنقاض شاستيا، يقول النائب المحلي في البلدة دميترو لوبينيتس إن الهجوم في فولنوفاكيا لا يزال شديدا لدرجة أن الجثث لم تُجمع بعد. ويضيف في اتصال هاتفي مع الصحيفة: "لا يزال الأوكرانيون شجعانا بما يكفي للقيام بمهام الإنقاذ، ويعودون فقط من أجل الأحياء".

ويتعرض الآلاف من سكان فولنوفاكيا للحصار داخل الملاجئ، مع تناقص إمدادات الغذاء والماء، وهم يحتمون من هجوم "لا معنى له"، حيث إنه لا يوجد في وسط بلدتهم مدافعون عسكريون، كما أن خط التماس يبعد 20 كيلومتراً.

ظلّت بلدة شاستيا الصغيرة نسبياً خارج عناوين الأخبار منذ أن شنّت موسكو حربها الوحشية ضد المدنيين إلى أكبر مدن البلاد. ولكن في فولنوفاكا المجاورة، وصلت التكتيكات المنتهِكة للقانون الدولي لإرهاب المدنيين كأهداف عسكرية، والتي تم صقلها في سوريا، وفق الغارديان.

وبحسب النائب لوبينيتس، فإن "القصف لا يتوقف أبدا، كل خمس دقائق هناك قصف بقذائف الهاون أو قذائف مدفعية، وبعض المباني تعرضت للقصف بواسطة أنظمة صواريخ متعددة".

ويضيف: "لا يوجد في المدينة أي مبنى لم يتعرض لأضرار مباشرة أو جانبية. لذلك تعرضت بعض المباني لدمار كبير، وبعضها دمر بالكامل وسوّي بالأرض".

قبل الحرب، كان عدد سكان البلدة 25 ألف نسمة، يقول لوبينيتس، ويشير إلى أن 3 آلاف شخص على الأقل قد بقوا فيها وهم محاصرون الآن، وبينهم المئات من الأطفال.

ونقلت الصحيفة عن أحد المواطنين الذين أجلوا عائلاتهم من شاستيا أن 80- 90 في المئة من المدينة تضررت في قصف مكثف استمر أياما، وكما هو الحال في فولنوفاكيا، بالكاد لم تمس أي مبانٍ بالكامل.

وقال: "بدأ الناس في الإخلاء بعد ثلاثة أيام، عندما توقفت القوات الروسية عن قصف المدينة وتمكن الناس من مغادرة الملاجئ". لم يكن لدى الناس ماء ولا غاز ولا كهرباء لمدة ثلاثة أو أربعة أيام بسبب القصف. لقد استخدموا جميع أنواع أسلحتهم وصواريخ غراد والمدفعية والألغام".

ويصف التقرير الدمار الذي لحق بالمدن الكبرى مثل تشيرنيهيف وخاركيف بأنه "قاتل ومروع"، لكنه لا يزال يؤثر على جزء صغير نسبيا من البلدات، حتى لو كان الرعب الذي يغرسه يلقي بظلاله على كل مدني ما زال محاصرا هناك.

لكن ما تظهره القوات الروسية على ما يبدو في هذه البلدات الصغيرة هو أنها مستعدة لترك وراءها أرضا قاحلة على نطاق واسع، كما فعلوا في غروزني في الشيشان، أو - جنبًا إلى جنب مع قوات النظام السوري- في مدينة حلب القديمة. حيث لم تمنعهم الإنسانية ولا التراث.