العرب والأسد فشل مضاعف

2023.10.12 | 05:53 دمشق

العرب والأسد فشل مضاعف
+A
حجم الخط
-A

اجتمع عدد من وزراء الخارجية العرب وعلى رأسهم بالطبع وزيرا الخارجية السعودي والأردني في أيار/مايو الماضي في عمان الأردن مع وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، وذلك بهدف مناقشة سبل إعادة العلاقات مع النظام، لقد كانت تلك أولى محادثات تجمع الحكومة السورية ومجموعة من الدول العربية منذ قرار تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في 2011 مع بدء الثورة السورية ضد الرئيس السوري بشار الأسد.

حينها بدت الأردن والسعودية كأنهما تقودان عربيا الجهود الإقليمية لإعادة تأهيل الأسد، حيث زار وزير الخارجية السعودي العاصمة السورية دمشق والتقى الأسد لأول مرة هناك، كما دعت السعودية الرئيس السوري للمشاركة في القمة العربية التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض من الشهر ذاته.

أطلق على هذه السياسة حينها مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، وتضمنت خريطة طريق للتعامل مع عدة ملفات، في مقدمتها محاربة صناعة وتجارة المخدرات

كانت دعوة الأردن لإعادة تأهيل الأسد تقوم على ضرورة وضع خريطة طريق لإنهاء الصراع ومعالجة قضايا اللاجئين والمعتقلين وتهريب المخدرات والميليشيات المدعومة من إيران، وكلها قضايا تؤثر على الدول المجاورة وخاصة الأردن. وأطلق على هذه السياسة حينها مبدأ "خطوة مقابل خطوة"، وتضمنت خريطة طريق للتعامل مع عدة ملفات، في مقدمتها محاربة صناعة وتجارة المخدرات.

وأضاف وزير الخارجية الأردني بعد نهاية الاجتماع أن العرب اتفقوا على سياسة تقوم على بحث قضايا اللاجئين والمياه ومسألة الأمن على الحدود التي تشمل مكافحة تهريب المخدرات، وهي القضية التي تحرك الرأي العام الأردني والسياسة الأردنية على مدى الأعوام الخمسة الماضية حيث يعمد نظام الأسد إلى إغراق الأردن بحبوب الكبتاغون المصنعة في سوريا وبدعم من شخصيات مقربة من النظام السوري حيث تقدم هذه الصناعة عائدا ضخما للنظام من العملة الصعبة.

لكن الوزير الأردني ذاته فاجأ الرأي العام في نهاية الشهر الماضي بالقول إنّ الأردن والدول العربية تنتظر رداً من دمشق بعدما قدّمت أوراقاً ومقترحات للتقدم باتجاه حل الأزمة السورية، مشيراً في مقابلة مع تلفزيون "المملكة"، إلى أنّ بلاده تريد حلاً يلبّي طموحات الشعب السوري في وطن آمن مستقر، وتتحرك لحل الأزمة السورية بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

وأضاف "أبلغنا الحكومة السورية بما هو مطلوب، وثمة حوار قائم، لكن في الوقت ذاته لن نتوقف عن القيام بكل ما يلزم لحماية أمننا واستقرارنا"، مشيراً إلى أنّ الأزمة في سوريا، وتهريب المخدرات يشكلان عبئاً كبيراً على بلاده.

تصريحات وزير الخارجية الأردني أعلنت عمليا فشل المبادرة العربية في التطبيع مع نظام الأسد مقابل الحصول على تنازلات سياسية من النظام تضمن تطبيق القرار 2254 وتوقف تصنيع المخدرات وتهريبها

وأضاف الصفدي: "سنقوم بما يلزم، لن نسمح بتهديد أمننا الوطني، ولن نسمح بإدخال المخدرات وكل ما تسببه من كوارث إلى الأردن"، مشيراً إلى أن "تهريب المخدرات عملية منظمة والمهربون يمتلكون قدرات كبيرة". وأضاف في مقابلة أخرى أن "  عمليات تهريب المخدرات من سوريا إلى الأردن زادت بعد محادثات التطبيع العربي التي حدثت في جدة وعمان".

تصريحات وزير الخارجية الأردني أعلنت عمليا فشل المبادرة العربية في التطبيع مع نظام الأسد مقابل الحصول على تنازلات سياسية من النظام تضمن تطبيق القرار 2254 وتوقف تصنيع المخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية الأردنية وهو ما يفسر من جهة أخرى البرود السعودي في التعامل مع التطبيع مع الأسد.