icon
التغطية الحية

العراق يعتقل قياديين لتنظيم "الدولة" بينهم "صدّام الجمل" (فيديو)

2018.05.10 | 13:05 دمشق

صدّام الجمل، أبرز قياديي تنظيم "الدولة" (إنترنت)
تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أعلنت المخابرات العراقية، إلقاء القبض على خمسة قياديين بارزين مِن تنظيم "الدولة" ومقرّبين مِن زعيم التنظيم "أبو بكر البغدادي"، وذلك عقب عملية استدراجهم مِن الأراضي السورية إلى داخل العراق.

وكشفت مصادر أمنية عراقية - حسب وسائل إعلام عراقية - عن هوية القياديين الذي أُلقي القبض عليهم، وكان منهم القيادي البارز "صدّام الجمل" المسؤول الأمني لـ ما يُسمّى "ولاية الفرات" (تضم مدينة البوكمال السورية ومدينة القائم العراقية) في تنظيم "الدولة"، و"عامر الرفدان" (والي دير الزور سابقاً، أو "ولاية الخير" حسب ما أطلق عليها التنظيم).

وبثّت الجهات الأمنية اعترافات مرئية لـ القياديين بينهم "الجمل" الذي كشف فيها عن تخبط القرارات التي تصدر عن "البغدادي" وعن اللجنة المفوضة نتيجة الظروف التي يعيش فيها التنظيم بعد تلقيه العديد من الضربات، وخسارته معظم مناطق سيطرته والكثير مِن موارده، لافتاً إلى أن "هناك انقسامات كثيرة داخل التنظيم، وانشقاقات وصراعات داخلية، حتى إن كثيراً من العناصر فقدوا إرادة القتال".

وذكرت المصادر أسماء القياديين الآخريين وهم "أبو زيد العراقي (نائب زعيم تنظيم "الدولة")، و"عصام عبد القادر الزوبعي الملقّب "أبو عبد الحق الهمام" (أمير القوة الضاربة التابعة لفرقة الفتح في "ولاية الفرات" وأمير قاطع الميادين)، إضافة إلى "إسماعيل علوان العيثاوي" و"أبو سيف الشعيطي".

وأشارت المصادر، إلى أن الضربة التي نفَّذتها الطائرات الحربية العراقية داخل الأراضي السورية قبل أيام، جاءت بناء على معلومات حصلت عليها من القادة المعتقلين واستهدفت فيها اجتماعاً لـ "هيئة الحرب" في تنظيم "الدولة"، ما أدى إلى مقتل أربعين قيادياً، على حدِّ قولها.

وحسب وسائل الإعلام العراقية، تُمثل العملية التي استمرت ثلاثة أشهر، والتي تتبعت مجموعة من كبار قادة تنظيم "الدولة" الذين كانوا يختبئون في سوريا وتركيا، نصرا استخباريا مهما لـ التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ضد "التنظيم" في سوريا والعراق، في حين ذكرت وكالة "فرانس برس" عن ضابط في الاستخبارات العراقية، أن الأجهزة الأمنية قبضت على خمسة قياديين في تنظيم "الدولة"، بينهم السوري "صدّام الجمل".

وقال الموقع السوري "فرات بوست" (المختص بأخبار المنطقة الشرقية في سوريا) إن "صدّام الجمل" (صدّام الرخيته)، من أكثر القيادات التي لها الدور الكبير في صفوف تنظيم "الدولة" وسياساته الأمنية ونهجه العسكري، ويتوقع أن يكون لـ اعتقاله التأثير الأكبر على عناصر "التنظيم" وما تبقى من مناطق ما زال يسيطر عليها في سوريا.

 

مِن هو "صدّام الجمل"؟

صدّام الجمل والملقّب "أبو عدي الجمل" وفي صفوف تنظيم "الدولة" بـ"أبو رقية الأنصاري"، (40 عاماً)، مِن أبناء مدينة البوكمال شرق دير الزور، عمِل قبل اندلاع الثورة السورية في آذار عام 2011، كـ مهرّب "أسلحة وتبغ" على الحدود السورية - العراقية.

مع انطلاق الثورة السورية، انخرط "الجمل" ضمن صفوف الجيش السوري الحر، وكان من مؤسسي سرية "زيد بن حارثة" وثم "لواء الله أكبر" في مدينة البوكمال، وانضم إلى تجمّع "ألوية أحفاد الرسول" بقيادة الرائد "ماهر النعيمي"، وأصبح القائد العام لـ التجمع في المنطقة الشرقية.

وشارك - حسب مصادر محلية - مع تجمع "أحفاد الرسول" في معارك عدّة شرق دير الزور، قبل الانتقال للقتال في محافظة الحسكة ومناطق أخرى، كما لعب دوراً بارزاً في السيطرة على مدينته (البوكمال) وطرد قوات "نظام الأسد" منها عام 2012، ثم نشبت خلافات بينه وبين "جبهة النصرة"، قتل خلالها ثلاثة من إخوته بمعارك خاضها ضد "النصرة".

وجاءت تلك الخلافات، نهاية العام 2012، في أعقاب مؤتمر "أنطاليا" في تركيا، الهادف لـ توحيد عدد من الفصائل العسكرية، واختير "صدّام الجمل" كـ مساعد نائب رئيس "هيئة الأركان" في الجيش السوري الحر عن المنطقة الشرقية، شهد خلالها "الجمل" دعماً عسكرياً كبيراً مِن الخارج، ما دفع "النصرة" إلى اعتباره عدّواً لها، وفجّرت منزله، واغتالت أحد أشقائه.

بعد تلك الأحداث مع "جبهة النصرة"، ذهب "الجمل" إلى ريف الحسكة، وبايع سراً تنظيم "الدولة"، وأجبر العديد من القادة التابعين له بمبايعة "التنظيم" أيضاً، ثم عاد إلى مدينة البوكمال، وهرب منها - قبيل سيطرة "التنظيم" على المدينة - إلى حقل الكم النفطي "T2" شرق دير الزور، وأعلن مع عدد من عناصره المبايعة العلنية.

وحسب "فرات بوست"، اقتحم "صدّام الجمل" مدينة البوكمال لاحقاً برفقة تنظيم "الدولة"، وقتل عدداً كبيراً من عناصر "جبهة النصرة" ومقاتلي الجيش الحر، كما نفذ إعدامات "ميدانية" لقسم كبيرٍ من الذين أسرهم خلال المعارك، علاوةً على إخراج مساجين مِن أبناء مدينة البوكمال في سجون "النصرة"، ثم خطف عدداً منهم مجدداً وأعدمهم في وقت لاحق.

وعندما فرض تنظيم "الدولة" سيطرته بشكلٍ نهائيٍ على مدينة البوكمال، عُيِّن "الجمل" أميراً لـ استخبارات "ولاية الفرات"، ثم استقر في المدينة وبدأ عمليات انتقام واعتقال بحق كل من يعاديه أو عاداه سابقاً، وأصبح مقرّباً مِن كبار قادة "التنظيم"، حتى إنه لم يُشارك في معارك "التنظيم" الأخيرة ضد قوات النظام وحلفائه، نظراً لـ منصبه الأمني والاستخباري في دير الزور، نتيجة حرص تنظيم "الدولة" على قادتهِ "الأمنيين" مِن التعرض للخطر أو الاعتقال خلال المعارك.

قي ظل هذه المعارك بمدينة البوكمال التي لم يشارك فيها "الجمل"، هرب إلى منطقة "السوسة" شرق دير الزور، وقاتل هناك ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في الضفة الشرقية لـ نهر الفرات قرب بلدة "الشعفة"، وأعدم خلال ذلك عدداً مِن عناصر "قسد"، وذلك قبل أن يظهر، أمس الأربعاء، معتقلاً لدى المخابرات العراقية.

ولفتت "فرات بوست" إلى أن القيادي الآخر الذي ألقي القبض عليه والمعروف باسم "أبو سيف الشعيطي"، هو (محمد حسين خضر القدير) مِن أبناء قرية الكشكية في دير الزور، وشارك تحت قيادة "صدّام الجمل" باقتحام منطقة "الشعيطات" عام 2014، وكان يقتصر دوره على التوجيه كونه من أبناء المنطقة ولمعرفته المسبقة بجميع منازل "الشعيطات"، ونُصّب كـ مكافأة على ما قدمه خلال "مذبحة الشعيطات"، أميراً لـ تنظيم "الدولة" في منطقته.

يشار إلى أن وسائل إعلام كثيرة بينها "فرات بوست" (المتخصصة بتوثيق انتهاكات تنظيم "الدولة" والمجموعات العسكرية الأخرى في المنطقة الشرقية)، أكّدت في وقت سابق، هروب "صدّام الجمل" برفقة عدد من القياديين في "التنظيم" إلى جهة مجهولة، وكان بحوزتهم مئات الآلاف من الدولارات.