icon
التغطية الحية

"الشبيبة الثورية" من عصا ضرب معارضي النظام إلى ترهيب معارضي "العمال الكردستاني"

2021.10.27 | 10:36 دمشق

1632635940.jpg
"الشبيبة الثورية" تعتدي على اعتصام نظمه "المجلس الوطني الكردي" - إنترنت
 الحسكة ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

اعتمد حزب الاتحاد الديمقراطي منذ بداية الثورة السورية على تنظيم "الشبيبة الثورية" لقمع وترهيب المعارضين لنظام الأسد واستهداف الناشطين وأعضاء التنسيقيات في المناطق ذات الغالبية الكردية بسوريا واستخدامهم لاحقاً لملاحقة وترهيب المعارضين للإدارة الذاتية والعمال الكردستاني في شمال شرقي سوريا.

و"الشبيبة الثورية" أو ما يُعرف كردياً بـ "جوانن شورشكر- Ciwanên Şoreşger"، هي مجموعة تتألف من شبّان وشابات - معظمهم قاصرون - لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ولا سلطة للمؤسسات الأمنية عليها كونهم يُقادون من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون لـ"حزب العمال الكردستاني  - PKK"، وتتركز مهمتهم في عمليات قمع وخطف وقتل المعارضين للأخير والإدارة الذاتية بالإضافة إلى تجنيد الأطفال والقاصرين ضمن قوات سوريا الديمقراطية.

وقال صحفي كردي من مدينة القامشلي مقيم في أوروبا حاليا لموقع تلفزيون سوريا إن "حزب الاتحاد الديمقراطي لجأ إلى تجنيد مراهقين وشبان ضمن صفوف تنظيم الشبيبة الثورية ودرّبهم على عمليات الخطف والقتل والتعذيب واستخدمهم لقمع المظاهرات المناهضة لنظام الأسد في العام 2011/2012 في مناطق الحسكة وعين العرب وعفرين".

وأشار الصحفي إلى أن "الشبيبة الثورية تغلغلت ببطء في المظاهرات المناهضة للأسد ولاحقاً بدأت بخلق المشكلات لتمهيد عمليات الاعتداء على المتظاهرين وأعضاء التنسيقيات وترهيبهم خاصة بعد حصولهم على الدعم والسلاح من النظام".  

وأوضح الصحفي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خوفاً على أمن عائلته الموجودة في شمال شرقي سوريا أن "عشرات الناشطين والصحفيين المعارضين لنظام الأسد تعرضوا لعمليات خطف وتعذيب وتهديد وحتى القتل على أيدي أعضاء هذا التنظيم منذ بداية الثورة السورية لغاية اليوم".

صفحة الشبيبة الثورية بدأت تحت اسم "غير بشار الأسد ما بنقبل"

أكبر صفحة متحدثة باسم الشبيبة الثورية على فيس بوك أنشئت بداية باسم "غير  بشار الأسد ما بنقبل" والتي يبلغ عدد متابعيها أكثر من 16 ألف شخص.

ويعود تاريخ إنشاء الصفحة لشهر تشرين الثاني عام 2011 قبل أن يغير القائمون على الصفحة اسمها عدة مرات وصولا للاسم الحالي "حركة الشبيبة الثورية السورية " وهو الاسم الذي اعتمدته "الإدارة الذاتية" في تعريف هذا التنظيم بعد إلحاقه بهيئة الشباب والرياضة في الإدارة الذاتية.

الشبيبة الثورية.png
خيار "شفافية الصفحة" يظهر تغير اسم الحساب التابع للشبيبة الثورية عدة مرات

 

ويتخذ الموقع الرسمي "للشبيبة الثورية السورية" اللغة التركية لغة رئيسية له إلى جانب العربية والكردية والألمانية ما يوضح العلاقة بين التنظيم وحزب العمال الكردستاني التركي.

"الشبيبة الثورية خط أحمر"

قال مصدر أمني في الإدارة الذاتية لموقع تلفزيون سوريا إن "قوات الأمن الداخلي (الأسايش) لا يمكن لها التدخل ضد عناصر الشبيبة الثورية في حال قيامهم بأي أمر مخالف للقوانين مثل حرق المقار الحزبية أو خطف المعارضين والاعتداء عليهم حتى لو وُجدت قواتنا في مكان الحدث".

وكشف المصدر أن "السياسة الأمنية في الإدارة الذاتية قائمة على أساس أن لكل جهة أمنية قيادة عليا (كوادر) تُصدر الأوامر وتوجه عناصرها، وعليه لا يحق لأي جهاز أمني آخر التدخل قبل إتمام المهمة أو العملية".

وأضاف المصدر أن "الشبيبة الثورية تعتبر إحدى الجهات ذات النفوذ الواسع في الإدارة الذاتية كونها تدار من قبل كوادر يملكون سلطة ونفوذ أقوى من الأجهزة الأمنية وحتى القوات العسكرية التابعة للإدارة الذاتية".

فالشبيبة الثورية بمثابة عصا حزب العمال الكردستاني لضرب وترهيب المعارضين وحماية مصالحها في المنطقة بحسب ما وصفه المصدر.

"انتهاكات بالجملة" 

هاجمت مجموعة من "الشبيبة الثورية" في  الـ 24 من أيلول اعتصاماً نظمه "المجلس الوطني الكردي" أمام مقر الأمم المتحدة في القامشلي، واعتدَوا على المتظاهرين والصحفيين بالعِصيّ والحجارة.

وبعد ثلاثة أيام من الحادثة أقدمت الشبيبة الثورية على حرق الطابق الأول من مقر شبكة "رووداو" الإعلامية، كما استهدفت بقنابل المولوتوف ثلاثة مقارّ لحزبين تابعين للمجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي.

وتعرض شابان من أعضاء المجلس الوطني الكردي بمدينة الحسكة إلى الخطف من قبل الشبيبة الثورية إثر مشاركتهما في الاعتصام وتعرّضا للضرب المبرح والتعذيب قبل إطلاق سراحهما وتهديدهما بالقتل في حال ظهورهم على الإعلام وفضح ما تعرّضوا إليه من اعتداء، وذلك بعد يومين من مشاركتهم في مظاهرة مندّدة برفع الأسعار والانتهاكات وفرض الإتاوات على المواطنين من قبل الإدارة الذاتية.

وسبق أن تعرّضت مكاتب عدّة تابعة لأحزاب المجلس الوطني الكردي في عموم مناطق سيطرة "قسد" للاستهداف أكثر من مرّة، منها هجمات نفّذتها مجموعة "الشبيبة الثورية" فضلاً عن اعتقال واختطاف العديد من الأعضاء في المجلس.