البث المباشر
كشف مصدر محلي، يوم الأربعاء، عن اختطاف تنظيم "الشبيبة الثورية" ناشطاً مدنياً في مدينة عين العرب (كوباني) شرقي حلب، وذلك بعد دعوته أبناء المدينة للمشاركة في مظاهرة تندد برفع أسعار المحروقات.
وقال مصدر مقرّب من عائلة الشاب لموقع تلفزيون سوريا إن "مجموعة مسلحة من تنظيم الشبيبة الثورية خطفوا ريبر حسين حج مصطفى محمد، أمس الثلاثاء، وأهانوه وضربوه وأرغموه على تسجيل فيديو وهو مقيد للاعتذار من أهالي كوباني".
وأضاف أن ريبر شارك في المظاهرات التي خرجت بعين العرب قبل يومين رفضاً لقرار "الإدارة الذاتية" رفع أسعار المازوت بنسبة تجاوزت 300 في المئة، ووصف في مقطع فيديو كل من لم يشارك في المظاهرة والإضراب بـ "قليلي الشرف والكرامة".
ونشر "التنظيم" مقطع فيديو وصوراً على صفحة ريبر وهو مقيد اليدين مع تعليق لافتة على صدره كتب عليها "إلى شعبنا الكريم: هذه نهاية كل من يقوم بسب وشتم وتحريض أهلنا في كوباني".
كذلك نشر الخاطفون مقطع فيديو آخر أظهر ريبر يقول: "لقد قلت كل من لم يشارك في المظاهرات بلا شرف ولكن أنا بلا شرف وحذاء كل أهالي كوباني فوق رأسي".
وحذف الفيديو بعد ساعتين من نشره إثر موجة احتجاجات واسعة بين سكان المدينة على مواقع التواصل الاجتماعي جراء خطف الشاب وتصويره بطريقة مهينة.
وأكد المصدر أن "تنظيم الشبيبة أطلق سراح ريبر بعد خطفة بثلاث ساعات وهدده بخطفه وتعذيبه واعتقاله لفترة طويلة في حال ظهوره على الإعلام أو التحدث عن الحادثة أو المشاركة في أي نشاط أو حراك معارض للإدارة الذاتية وقراراتها".
وشارك بولات جان، المستشار السابق لقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي والذي انشق عن الأخير ولجأ إلى فرنسا منذ نحو عامين، منشوراً على صفحته في فيسبوك ندد فيه بزيادة الانتهاكات في مدينة عين العرب وأرفقه بصور للفيديو الذي نشره التنظيم على صفحة ريبر، إلى جانب آخر يظهر مواطناً يتعرض للضرب من قبل مجموعة مسلحة تابعة للإدارة الذاتية.
وهددت استخبارات "قسد"، أمس الأربعاء، باعتقال وملاحقة أي ناشط يدعو إلى التظاهر ضد قرار رفع أسعار المحروقات في شمال شرقي سوريا.
وقال مصدر مطلع لموقع تلفزيون سوريا إن "استخبارات قسد استعدت وحققت مع عدد من الناشطين المشاركين منذ أيام في الاحتجاجات المناهضة لرفع أسعار المحروقات في مدن وبلدات محافظة الحسكة".
وأوضح أن "قسد أمرت الناشطين بالتوقف عن المشاركة في المظاهرات والدعوة إليها وهددت باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين واعتقال كل شخص يشارك في المظاهرات".
وتشهد العديد من البلدات والمدن الواقعة في مناطق سيطرة "قسد"، منذ الأحد، مظاهرات وإغلاقاً للأسواق احتجاجاً على رفع الأخيرة السبت لأسعار المحروقات بنسبة تجاوزت 300 في المئة.
أزمة المحروقات تفاقم معاناة الأهالي
والأحد، أعلنت "الإدارة الذاتية" رسمياً رفع سعر لتر المازوت المخصص للمنشآت الصناعية والسيارات والآليات الثقيلة وشركات النقل من 525 ليرة للتر إلى 15 سنتاً أميركياً (2050 ليرة).
وحددت "الإدارة" سعر لتر المازوت الحر بـ 30 سنتاً أميركياً ما يعادل (4100 ليرة) بعد أن كان سعره 1750 ليرة.
ومنذ أشهر، تشهد عموم مناطق "الإدارة الذاتية" أزمة محروقات خاصة في مادة المازوت، حيث نشر العديد من الناشطين صوراً ومشاهد لطوابير تضم عشرات السيارات أمام محطات الوقود في محافظة الحسكة.
ويعاني السوريون في مناطق شمال شرقي سوريا من نقص في المحروقات، خاصة مادة المازوت سواء المخصّص للسيارات والآليات أو للمشاريع الزراعية والصناعية والتدفئة.
من هي "الشبيبة الثورية"؟
"الشبيبة الثورية" أو ما يعرف كردياً بـ "جوانن شورشكر- Ciwanên Şoreşger"، هي مجموعة تتألف من شبان وشابات - معظمهم قاصرون - لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ويُقادون من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون إلى "حزب العمال الكردستاني - PKK".
وتُتهم "الشبيبة الثورية" بالوقوف خلف عمليات تجنيد الأطفال والقاصرين وحرق مقار الأحزاب المعارضة لـ "الإدارة الذاتية" إلى جانب تهديد وخطف الناشطين السياسيين والمعارضين في المنطقة.
