icon
التغطية الحية

الشبكة السورية: 5 آليات للأمم المتحدة لم تستجب لضحايا الزلزال شمال غربي سوريا

2023.02.15 | 14:36 دمشق

1
متطوع من الخوذ البيضاء ينتشل عائلة من تحت ركام منزلهم في بلدة أرمناز بريف إدلب (الدفاع المدني السوري)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء إن الأمم المتحدة فشلت عبر آلياتها الخمسة في الاستجابة لضحايا الزلزال المدمر بمناطق شمال غربي سوريا.

واستعرض التقرير الذي أصدرته الشبكة، آليات الإنقاذ الرئيسة التابعة للأمم المتحدة، التي كان يفترض بها أن تستجيب مباشرة للزلزال في شمال غربي سوريا، وهي الآليات الخمسة الآتية:

1- فرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق (UNDAC)

تُعد فرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق (UNDAC)، جزءاً من نظام الاستجابة لحالات الطوارئ الدولية المفاجئة؛ وقد صممَ لمساعدة الدول المتضررة من الكوارث خلال المرحلة الأولى من حالة الطوارئ المفاجئة.

ويساعد فريق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق في تنسيق الإغاثة الدولية الواردة على المستوى الوطني في موقع الأماكن المنكوبة؛ وبإمكانه طلب حشد ودعم فرق البحث والإنقاذ للاستجابة لحالات الطوارئ من جميع دول العالم، وهذا ما فعله في تركيا، وهو ما يجب أن يتم.

ووفقاً لما لدى الشبكة السورية لحقوق الإنسان من معلومات فإنه لم يطلب الحشد والدعم لشمال غربي سوريا، كما أنه لم يجر حتى الآن إرسال أي فرقٍ للإنقاذ تابعة لفرق الأمم المتحدة لتقييم الكوارث والتنسيق لشمال غربي سوريا، وهذا فاقم من عدد القتلى.

2- المجموعة الاستشارية للبحث والإنقاذ (INSARAG)

ترى الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه كان يجب منذ الساعات الأولى للزلزال تحريك المجموعة الدولية الاستشارية لفرق البحث والإنقاذ (INSARAG) باعتبارها شبكة من البلدان المستجيبين للكوارث والمنظمات المخصصة للبحث والإنقاذ في المناطق الحضرية والتنسيق الميداني، لتتوجه عبر الحدود التركية إلى شمال غربي سوريا.

وتعتقد الشبكة أنه كان يجب إعطاء الأولوية لهذه المنطقة المنكوبة على اعتبار أن معظم سكانها تحت خط الفقر، لأن من مبادئ المجموعة إعطاء الأولوية للبلدان النامية.

وبحسب فريق المراقبة الميداني لدى الشبكة، "لم نشهد تواجداً حتى الآن للمجموعة الدولية الاستشارية لفرق البحث والإنقاذ في شمال غربي سوريا، ونؤكد أن استجابتها كانت سوف تحدث فرقاً كبيراً في إنقاذ عدد من الضحايا الذين ماتوا تحت الأنقاض".

3- صندوق الأمم المتحدة المركزي لحالات الطوارئ لحاجيات شمال غربي سوريا

إن صندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ (CERF) مخصص للاستجابة الإنسانية السريعة للأشخاص المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، كأحد أسرع الطرق وأكثرها فعالية لضمان وصول المساعدة الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل إلى الأشخاص المحاصرين في الأزمات.

وتعتقد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه كان يجب تكييف مهمته في هذا الظرف تجاه الاستجابة المركبة للسكان في شمال غربي سوريا الذين يعانون من النزاع المسلح في سوريا ومن تداعيات الزلزال الذي ضرب منطقتهم.

وقد أصدر صندوق الأمم المتحدة المركزي لمواجهة الطوارئ منحة بقيمة 25 مليون دولار في 7 شباط للمساعدة في "بدء" الاستجابة للزلزال، وتوصي الشبكة أن يتم توزيعها وفق المناطق الأكثر احتياجاً، وعبر منظمات مشهود لها بالحيادية والنزاهة، وأن يتم الأخذ بعين الاعتبار هيمنة النظام السوري على المنظمات العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرته، وتاريخه الطويل في نهب وسرقة المساعدات الأممية والإنسانية منذ عام 2014، مما يجعل المتضررين في المناطق الخاضعة لسيطرته بمنزلة رهائن.

4- منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة (ERC)

تأخر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة السيد مارتن غريفيثس في زيارته لتركيا ولمعبر باب الهوى الحدودي مع سوريا ووصل بتاريخ 12 شباط، أي بعد مضي 6 أيام على الزلزال وكتب على صفحته على تويتر اعتذاراً للسوريين في شمال غربي سوريا، لكنه لم يقدم إجابات عن سبب تأخر المساعدات الإنسانية، مما يجعل اعتذاره على تويتر عديم الفعالية.

وتعتقد الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن الاعتذار يجب أن يكون عبر بيان رسمي وليس مجرد تغريدة على تويتر، وأن يتضمن تعهداً بتعويض الضحايا الذين تسبب تأخير المساعدات بوفاتهم تحت الأنقاض، كما يجب أن يتم تعويض الخلل الصارخ في الأيام الماضية بتكثيف جهوده في التنسيق بين الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية، وأن تطلق الأمم المتحدة نداء إنسانيا للاستجابة للزلزال في شمال غربي سوريا.

وتطالب الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن يعقد اجتماع طارئ بصفته رئيس اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكالات، من أجل تنسيق الجهود في المناطق الثلاثة تركيا وشمال غربي سوريا ومناطق سيطرة النظام السوري.

5- المنظمة الدولية للهجرة (IOM)

وترى الشبكة أن استجابة المنظمة الدولية للهجرة كانت أفضل مقارنةً مع سابقاتها، وإن جاءت متأخرة، فقد أرسلت بعد ثلاثة أيام أي بتاريخ 9 شباط، 21 شاحنة من مستودع المنظمة الدولية للهجرة إلى شمال غربي سوريا، لتليها بعد ذلك 35 شاحنة إلى حدود 14 شباط لدعم المتضررين، والتخفيفِ من معاناة الأشخاص الأكثر ضرراً من آثار الدمار.

إهمال الأمم المتحدة تسبب في زيادة عدد الضحايا

وقالت الشبكة في تقريرها إن تأخر وصول المساعدات الأممية إلى شمال غربي سوريا، وترك المنظمات المدنية المحلية تواجه بمفردها أهوال الزلزال ومخلفاته، تسبب في زيادة عدد الضحايا الذين ماتوا تحت الأنقاض.

وأضافت أن استجابة الأمم المتحدة لم تكن بشكل يتناسب مع هول الزلزال في شمال غربي سوريا؛ حيث تم تأخير تفعيل بعض آليات الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث في حين لم تفعل آليات أخرى مثل إطلاق نداءات لحشد الجهود والفرق من جميع دول العالم.

وأشارت إلى أن اعتماد الدول المانحة على آليات الأمم المتحدة بشكل شبه كامل مع علمها ببطء وبيروقراطية الأمم المتحدة يجعل هذه الدول تتحمل مسؤولية في تأخير المساعدات الإنسانية، ويجب العمل على تأسيس منصة تنظم وتنسق عمليات الدعم الدولية.

وتطالب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، جميع منظمات الأمم المتحدة المذكورة آنفاً، بمعرفة وكشف الأسباب التي منعتها وأخرتها عن الدخول لأيام؛ ما تسبب في إزهاق مزيد من الأرواح.

ويعتقد التقرير أن هناك عوامل لم يتم الكشف عنها وبحاجة إلى مزيد من التحقيق للكشف عن السبب في هذا التأخير القاتل، لافتاً إلى أن الساعات الـ 12 إلى 24 الأولى في الاستجابة للزلازل هي ساعات مصيرية، ووصول المساعدات بعد أربعة أيام يعبر عن استهانة بحياة العالقين تحت الأنقاض، ويرسل رسالة سلبية إلى أقرباء هؤلاء مفادها التخلي عنهم.