icon
التغطية الحية

الشبكة السورية: النظام وروسيا وقسد يدعون محاربة الإرهاب لقصف المدنيين

2022.02.15 | 20:37 دمشق

1000_4_0_0.jpeg
منزل زعيم تنظيم "الدولة" المستهدف في الإنزال الجوي الأميركي بمنطقة أطمة (تلفزيون سوريا)
إسطنبول - الشبكة السورية لحقوق الإنسان
+A
حجم الخط
-A

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن العملية التي قامت بها قوات التحالف في الثالث من شباط الماضي والتي استهدفت زعيم تنظيم "الدولة" في منطقة أطمة بريف إدلب، أظهرت أن قيادات وعناصر من التنظيم قد تكون منتشرة في مناطق متعددة، بما فيها مناطق لم يسيطر عليها التنظيم مطلقاً.

وأكدت الشبكة السورية في بيان، أنها وثقت عشرات المرات اتخاذ التنظيم المدنيين دروعاً بشرية، والاحتماء بهم في المناطق التي كان يسيطر عليها، وكان من أبرزها مدينة الرقة.

وكان التنظيم قد صادر العديد من منازل المدنيين في مدينة الرقة تحت ذريعة "كُفْرِ أهلها، واستباحة أموالهم"، وحولها إلى مقار إقامة لقياداته الأمنية والعسكرية، وأقام بين صفوف المدنيين بمن فيهم من نساء وأطفال واتخذهم دروعاً بشرية، وفقاً للبيان.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ما لا يقل عن 3048 مدنياً على يد قوات التحالف الدولي بينهم 925 طفلاً، وذلك منذ أيلول 2014 حتى الهجوم الأخير على المنزل الذي كان يقيم فيه زعيم تنظيم "الدولة" عبد الله قرداش.

وبحسب البيان، فإن العديد من المدنين قتلوا بسبب عدم مراعاة قوات التحالف الدولي مبدأ التناسب في القانون الدولي، والذي يستند إلى قيام الطرف المهاجم بتقدير السياق قبل تحديد مشروعية الهجوم أو عدم مشروعيته، فالهجوم الذي سوف يتسبب في خسائر وأضرار تتجاوز الميزة العسكرية يكون محظوراً، فإذن يجب أن يكون هناك توازن دائماً بين الوسيلة، الهدف، نتائج الفعل.

وحملت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تنظيم "الدولة" مسؤولية الإقامة في الأحياء المدنية؛ مما يشكل خطراً على هذه الأحياء بكاملها، إضافة إلى الخطر على عوائل المجندين لديه.

وأشار البيان إلى أن نظام الأسد، وروسيا، و"قوات سوريا الديمقراطية" تستغل اختباء التنظيم في الأحياء المدنية لوصم مناطق كاملة بأنها حاضنة للتنظيمات المتطرفة، في محاولة للظهور بمظهر مكافحة الإرهاب، وتبرير عمليات القصف العشوائي أو المتعمد على مناطق سكنية، علماً أن أكثر المناطق تضرراً من التنظيمات المتطرفة كانت هي المناطق التي خضعت لسيطرتها.

ولطالمـا استخدمت شماعة الحرب على الإرهاب فـي ارتكاب انتهاكات مماثلة مـن قبل الجهات التـي تزعم مكافحة الإرهاب، فقد استندت روسيا فـي أحد جوانب تدخلها العسكري فـي سوريا علـى محاربة تنظيـم "الدولة"، لكن قواتهـا قتلت من المدنيين السوريين أكثر مما قتـل التنظيم، وفقاً للبيان.

وأكد البيان أن النظام وصم المعارضين له بالإرهاب، وأقام محكمة أمنية لمحاكمتهم، وبـررت "قوات سوريا الديمقراطية" المئات من الاعتقالات التعسفية والاستيلاء على المنازل وتشريد أهلهـا تحت ذريعة الانتماء لتنظيم "الدولة"، كما فشلت فصائـل المعارضة المسلحة فـي احترام حقـوق الإنسان فـي المناطق التـي تسيطر عليهـا، وأصبـح الأهالي يعقدون مقارنات بيـن مناطق السيطرة مـن حيث درجـة سـوء الخدمات والحريات والأمان.

273623363_4849809488441821_4697133477788918273_n.png

وختم البيان أن محاربـة التنظيمات المتطرفة يجب أن ترتكز فـي جوهرها علـى احترام القانون الدولي، ويجب أن تراعـي الهجمـات ضد القوات والمعدات العسـكرية مبادئ القانون الدولي الإنساني، ويجب عدم تبرير انتهاكات حقـوق الإنسان تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، كمـا يفتـرض بالأطراف التي تحارب التنظيمات الإرهابية أن تبتعد عـن الاستبداد والدكتاتورية والطائفية والعرقية، وأن تقدم نموذجاً ديمقراطياً، وأن تتوقـف عـن انتهاكات حقـوق الإنسان في المناطق التي تسيطر عليها، وهذه العوامل جميعها مـن أهم أساليب مكافحة التنظيمات المتطرفة.