icon
التغطية الحية

"السيران وطلعات البحر".. خيارات متنوعة أمام السوريين بمصر لقضاء الإجازة الصيفية

2024.05.24 | 06:28 دمشق

آخر تحديث: 24.05.2024 | 06:28 دمشق

44
مائدة الإفطار في إحدى المزارع السياحية بمصر (الإنترنت)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

في كل عام ومع بداية الصيف الحارق في مصر، تستعد هنادي الحسن لقضاء يوم ترفيهي بصحبة عدد من صديقاتها والأقارب للترويح عن النفس والابتعاد عن ضغوط الحياة عبر تنظيم رحلات على الطريقة السورية.

وتقول هنادي (40 عاماً)، سورية مقيمة في القاهرة تعمل على تنظيم رحلات الترفيه، وجد السوريون بدائل وطرق جديدة للتنزه خلال العطلة الصيفية في ظل تشتت العائلة وتغيّر الأوضاع اجتماعيا واقتصادياً.

تتنوع الخيارات في مصر ما بين رحلة في أحضان الطبيعة أو استئجار مزرعة لقضاء يوم صيفي على عادة "السيران" في سوريا، أو الخروج بإجازة إلى شواطئ البحر.

في منطقة العبور، والتي تبعد مسافة ساعة ونصف عن العاصمة القاهرة، ينتشر عدد من المزارع (الاستراحات) يمكن استئجارها، وفي كثير من الأحيان يكون عدد من المسؤولين عن هذه الأماكن سوريين.
ويزداد الطلب على المزارع في الصيف نتيجة ارتفاع درجة الحرارة في مصر، في حين يزداد العرض أيضاً على مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الخاصة بالسوريين.

بدأت فكرة استئجار المزارع لدى السوريين في مصر منذ أكثر من 4 سنوات، تقريباً، كنوع من أساليب الترفيه عن النفس بأجور بسيطة مقارنة بباقي الأنشطة السياحية المكلفة في ظل الارتفاع المستمر بدرجات الحرارة والأسعار.

رحلات اليوم الواحد "للنساء"

تقول هنادي الحسن، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، كان "السيران" جزءا من عاداتنا في سوريا حيث تجتمع العائلة ونقوم بإعداد الطعام سويا، ولكن بعد أن تفرقت العائلة وجدت في رحلات النساء نوعا من التعويض في الغربة.

تضيف هنادي، أبدأ بنشر إعلان عبر حسابي على "الفيسبوك" مع رقم هاتف للتواصل، وبعد اكتمال مجموعة "كروب" أنسق لاستئجار مزرعة لقضاء يوم ممتع.

في مكان واسع تحيط به الأشجار وحمامات السباحة المتنوعة وأماكن لألعاب الأطفال وبوابات كبيرة للحماية، بالإضافة إلى غرف واسعة ومطبخ ومجهز بكافة الأدوات الكهربائية، تجتمع مجموعات "كروبات" مختلفة من النساء على مدار الصيف، لقضاء يوم ترفيهي بعيدا عن ضغوط الحياة، يستمتعن فيه بجمال الطبيعة.

تتراوح رسوم الإيجار اليومي للمزرعة بين 2500 و7000 جنيه (150 دولار أميركي) على حسب مساحة المزرعة وجودتها والخدمات المقدمة، وتتقاسم المجموعة الكلفة.

توضح هنادي، بالنسبة للطعام أحيانا تقوم كل مشتركة بإحضار طعامها (سفرتها) وأحياناً يتم الطلب مسبقاً من المطاعم.

"السيران" في مصر

في بعض الأوقات، لا تحتاج النساء السوريات إلى الذهاب برحلات مع منظمي الرحلات، بل يقمن بجمع المعارف والأصدقاء للذهاب سويا، لأن بعضهن يفضلن الخصوصية وأن يكونوا على معرفة سابقة ببعض.

رنا أحمد (36 عاما) سورية تقيم في القاهرة تقول، أذهب إلى المزرعة مع جاراتي وصديقاتي السوريات، نحضر بعض الأكلات في المنزل كالتبولة وورق العنب والحلويات، ونأخذ معنا اللحم المتبل جيدا لنشويه في المكان.

وتضيف، الهدف أن نحظى بقسط من الراحة والابتعاد عن هموم الحياة وفي الوقت ذاته لا يمكن أن يمر الصيف من دون السيران الذي ينتظره الأطفال بعد عام دراسي.

بالإضافة إلى رحلات النساء، تفضل بعض العائلات الذهاب إلى المزارع للترفيه، فتذهب أكثر من عائلة سواء أقارب أو جيران أو أصدقاء، ليقضوا يوما أو بضعة أيام في الطبيعة، رجالا ونساء وأطفالا.

"طلعات البحر"

تتنوع الوجهات البحرية في مصر، مما يجعلها مناسبة لكل الشرائح الاجتماعية التي تقصدها، في شرم الشيخ ودهب والإسكندرية والعين السخنة، للسباحة وقضاء إجازة ترفيهية والابتعاد عن لهيب الصيف.

تختلف الأسعار باختلاف نوع الإقامة، فالفنادق التي تقدم خدمات بجودة عالية ووجبات على مدار اليوم ورحلات مميزة في الشواطئ، يتراوح متوسط أسعارها بين 3000 و7000 جنيه للفرد في رحلة الثلاثة أيام.

بينما تكون أسعار الشاليهات في السخنة والاسكندرية أقل من هذا السعر، وتسمح لعدد أكبر بالبقاء في الشاليه، مما يجعلها مفضلة أكثر للراغبين بالسفر إلى البحر من ذوي الدخل المحدود.

ويتراوح سعر الشاليه في بعض قرى العين السخنة، المطلة على البحر الأحمر، ما بين 1500 و3000 (70 دولار أميركي) لليلة الواحدة، ويمكن استضافة عائلة كاملة في الشاليه، بالإضافة إلى وجود شواطئ نظيفة ومنظمة.

أما في الإسكندرية التي تبعد مسافة ساعتين ونصف ساعة من القاهرة "وهي إحدى الوجهات المفضلة للسوريين" يتراوح إيجار الشقة الفندقية في الصيف بين 1500 و 4000 في اليوم، وتكون مواجهة للبحر، وفي داخل الأسواق التي تؤمن كل مايحتاجه المسافر.

همام سليمان (46 عاما) سوري مقيم في القاهرة يقول، في كل عام أسافر مع عائلتي إلى الإسكندرية، لقضاء أسبوع أو أقل، أجدها مناسبة لأنها نظيفة والبحر قريب من كل الأماكن الأثرية، بالإضافة إلى وجود كثير من المطاعم والمحلات السورية التي نستطيع الشراء منها، وأهلها طيبون جدا فلا تشعر بالغربة أبدا معهم.

بدوره ربيع محمد (37 عاما) يقول، أفضل الذهاب للسخنة كونها أكثر هدوئا من الإسكندرية وأقرب للقاهرة، وبذات الوقت أسعارها مناسبة، والقرى السياحية مؤمنة ويوجد فيها كل ما نحتاجه.

وجهات سياحية متعددة

تتعدد الوجهات السياحية في مصر، وتتوع بين البحار والجبال والأماكن الأثرية وضفاف النيل، بالإضافة إلى الواحات، مما يجعل الخيارات كبيرة أمام من يرغب بقضاء إجازة من السوريين، والتي يعامل فيها السوري كنظيره المصري.

في القاهرة، هناك العديد من الأماكن الأثرية برسوم دخول رمزية، مثل الأهرامات والمتاحف الكبيرة والقصور المشهورة (قصر عابدين وقصر محمد علي باشا وقصر البارون وغيرهم).

بالإضافة إلى المطاعم والمقاهي الموجودة على كورنيش النيل، والممشى الجديد"ممشى أهل مصر" الذي يختاره العديد من السوريين لقضاء نزهة ممتعة، ولا يتجاوز رسم الدخول إليه 20 جنيه (نصف دولار).

ويوجد أيضا العديد من الحدائق العامة التي يمكن الدخول إليها مجانا أو برسوم بسيطة، كالحديقة الدولية وحديقة الأزهر وغيرها من الحدائق المشهورة في القاهرة.