icon
التغطية الحية

فرصة لاكتساب مهارات جديدة.. كيف يقضي الأطفال السوريون في مصر العطلة الصيفية؟

2024.05.19 | 06:09 دمشق

3
جانب من الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تستقطب الأطفال السوريين في مصر خلال العطلة الصيفية (مواقع التواصل الاجتماعي)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

يستعد الأطفال السوريون في مصر لإجازة الصيف بعد الامتحانات النهائية، والمقرر أن تبدأ يوم 8 حزيران/يونيو المقبل، وتتعدد الأنشطة والمجالات المتاحة أمامهم لقضاء أوقات فراغ صحية.

تنشط المراكز السورية والمنظمات الأهلية والخيرية خلال العطلة الصيفية، من خلال تقديم دورات تقوية متعددة تشمل المناهج الدراسية واللغات والبرمجة، بالإضافة إلى تحفيظ القرآن وأنشطة رياضية.

تتفاوت رسوم الأنشطة الصيفية، وفي الغالب تكون مجانية أو بأسعار رمزية تتناسب مع الدخل المتوسط للسوريين، وتصل الرسوم إلى 800 جنيه مصري (17 دولاراً) في بعض المراكز الخاصة.

نواد صيفية لقضاء أوقات الفراغ

تتوزع المراكز في أماكن تجمعات السوريين وتنشط بشكل أكبر في محافظتي القاهرة والإسكندرية، حيث يحاول الأهالي الحصول على أماكن آمنة لأطفالهم لقضاء وقت الفراغ بعيدا عن الشارع، وخصوصا الأمهات العاملات اللواتي لا يملكن مكانا لوضع الأطفال فيه.

في الإسكندرية، تعمل الأكاديمية الذكية، وهي مؤسسة تعليمية سورية خاصة، في فترة الصيف على تأهيل مدربين ومدرسين أكفاء لدورات التقوية والأنشطة المختلفة.

يقول مدير الأكاديمية طارق السويدان، إن أولياء الأمور في الإسكندرية يسارعون إلى تسجيل أطفالهم بعد انتهاء الامتحانات، مشيراً إلى أن هناك إقبالا على المراكز الصيفية.

وتعمل الأكاديمية على توفير وسائل ترفيه متعددة طوال الأسبوع مما يضمن قضاء العطلة الصيفية بطريقة مفيدة للأطفال، وتنقسم بين الإناث والذكور، ومنها السباحة والمسرح و"الزومبا" (أحد أنواع الرقص) و"الكروشيه" (شكل من أشكال الحياكة) للإناث، وكرة القدم للذكور والرسم والبرمجة وإضافة لتحفيظ القرآن الكريم.

يبلغ رسم الاشتراك الشهري 800 جنيه مصري (17دولاراً)، بالإضافة لوجود خصم لأبناء الأسرة الواحدة والأيتام والمتقدمين لحفظ القرآن الكريم، لتناسب جميع الطبقات.

جانب من الأنشطة التعليمية والترفيهية التي تستقطب الأطفال السوريين في مصر خلال العطلة الصيفية (مواقع التواصل الاجتماعي)

لمى محمد (38 عاما)، أم سورية تعمل في شركة أدوية، تقول أرسل أولادي إلى النادي الصيفي سنويا، لأضمن وجودهم في مكان آمن وبيئة صحية، فضلا عن أنهم يكتسبون مهارات جديدة خارج النطاق المدرسي.

تضيف لمى، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، سجلت ابنتي في "الزومبا " و"الكروشيه"، لأنها تحب هذا النوع من الأنشطة، أما ابني فكان يفضل البرمجة ويبدع في هذا المجال، لذلك أحاول أن أطوره فيه.

يقول الطفل يزن الشامي (10 أعوام) أنتظر إجازة الصيف كل عام بفارغ الصبر من أجل ممارسة رياضة السباحة، كما أني أحب كرة القدم مما جعل والدي يسجلني بدورات صيفية للرياضتين.

المدارس الصيفية في القاهرة

 تقدم المدارس السورية، في القاهرة، أنشطة صيفية داخل مقارها في "ستة أكتوبر" و"العبور" و"العاشر من رمضان"، ولا تختلف الأجواء على الأطفال حيث يكونون في مدارسهم التي اعتادوا على ارتيادها.

كما تعد المدارس رحلات ترفيهية للحدائق والأماكن التاريخية لتعريف الطلاب على تاريخ مصر التي يعيشون على أرضها، بالإضافة إلى دورات تقوية تتضمن المناهج الدراسية للسنوات القادمة للأطفال، يعدها مدرسو المدرسة ذاتهم.

تمام عبد الله (43 عاما) أب سوري لديه ثلاثة أطفال، يقول لا أفضل فكرة أن يقضي أطفالي فترة الصيف من دون هدف، حيث إن وجودهم ضمن دورات وأنشطة يجعلهم مشغولين بأشياء مهمة بعيدا عن ألعاب الكومبيوتر والإنترنت.

أنشطة المفوضية

بدورها، تعلن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وشركاؤها سنويا عن دورات صيفية وأنشطة على صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، وتتنوع بين دورات تقوية وتعليم اللغات وغيرها.

وأعلنت هيئة الإغاثة الكاثوليكية، وهي هيئة دولية أحد وشريكة للمفوضية، تقدم خدمات للاجئين، في نيسان/أبريل الماضي عن دورات تقوية للطلاب في المرحلة الابتدائية، المسجلين في المدارس الحكومية وتنمية مهاراتهم في القراءة والكتابة والحساب، ضمن مشروع دعم التعليم اللاجئين وطالبي اللجوء، التي ستنفذ في الفترة ما بين أيار/مايو وأيلول/سبتمبر في محافظة القاهرة.

مدة التدريب 3 ساعات يوميا، بواقع 3 أيام في الأسبوع على أن يكون الطالب يحمل بطاقة لجوء، وقادرا على الالتزام بالمواعيد المعلنة.

كما أعلنت هيئة الإغاثة عن برنامج تعليمي لدعم الطلاب الللاجئين الراغبين بالالتحاق بالمدارس الحكومية، من أجل تأهيلهم أكاديمياً ومساعدتهم في التعرف على المناهج المصرية، واجتياز امتحان تحديد المستوى التابع لوزارة التربية والتعليم المصرية.

دور المؤسسات الخيرية 

تدعم المؤسسات الخيرية السورية في مصر الأطفال من خلال تقديم الدورات المختلفة وتنظيم أنشطة متعددة، بالإضافة إلى رحلات ترفيهية وحفلات خاصة باللاجئين السوريين، ومؤخرا أصبحت تدعم أيضا اللاجئين الفلسطينيين القادمين بعد الحرب.

"سوريا الغد"، مؤسسة غير ربحية، تقسم دوراتها وأنشطتها بين المدرسة والمؤسسة، حيث تقوم المدارس التابعة لها بإعداد دورات تقوية، بينما تعمل المؤسسة على تنفيذ خطط ترفيهية ودورات "كروشيه" وأعمال يدوية أخرى.

تقول هبة الأحمد، مديرة المؤسسة في فرع منطقة العبور، نقدم دورات للأعمال اليدوية للإناث، كما نعمل دائما على إعداد يوم ترفيهي يتضمن سباحة، وألعابا للأطفال، ورسما على الوجه، وأغاني للأطفال السوريين والفلسطينيين.

تضيف هبة، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، بدأت الفكرة مع بداية تأسيس المنظمة لإيجاد مكان آمن للأطفال اللاجئين ليكتسبوا المزيد من المهارات.

بالإضافة إلى المراكز السورية والمنظمات، هناك العديد من النشاطات الصيفية في مصر، والتي تكون أسعارها مناسبة ومتوسطة.

وتسمح النوادي والمسابح ومراكز تحفيظ القرآن المصرية للأطفال من الجنسيات المختلفة بالتسجيل فيها، وخصوصا السوريين الذين يعاملون معاملة المصري في هذه الأماكن.

هناء الخالد (39 عاما) سورية تقول، أقيم في منطقة لا يوجد فيها منظمات سورية، سجلت ابنتي في مركز لتعليم الموسيقا قريب من بيتي، حيث يمكنني الاطمئنان عليها، ولتعزيز هواياتها في الموسيقا.

وتشير الأم إلى أن الرسوم هي ذاتها التي يدفعها المصريون، ولا تتجاوز الـ500 جنيه في الشهر.

تحفيظ القرآن مصدر دخل

يعمل عدد من النساء السوريات دروس تحفيظ القرآن للبنات في منازلهن، مما يساعدهن بتأمين مصدر دخل.

هدى محفوظ (48 عاما) سورية تقيم في القاهرة تقول، ترفض الكثير من الأمهات أن تذهب بناتهن إلى المسجد لتعلم القرآن، وعندما أعلنت عبر منشور على موقع "الفيسبوك" بأنني أستطيع تحفيظ البنات في منزلي تفاجأت بحجم الإقبال.

تضيف هدى، سعر الجلسة الواحدة 70 جنيه، وهو سعر بسيط مقارنة بباقي الأنشطة، أعطي الطالبات جلستين في الأسبوع مرة للحفظ ومرة للتسميع، من جهة أكسب ثوابا ومن جهة أخرى أستطيع العمل من منزلي.

تعد دروس حفظ القرآن في الإجازة عادة قديمة عند السوريين، لملء أوقات فراغ الأطفال وتعليمهم أصول الدين، في المساجد وفي بيوت المعلمات أيضاً.

دينا صادق (12 عاما) سورية تقول، كان عمري 7 أعوام عندما بدأت بحفظ القرآن، في البداية كان في الإجازة فقط، ولكن الآن أحفظ في جميع أوقاتي المتاحة كي لا أنسى.