icon
التغطية الحية

الذكرى السنوية الثامنة لهجوم الغوطتين الكيماوي.. 1144 شخصاً ماتوا خنقاً

2021.08.21 | 06:50 دمشق

child-mother-father-body-chemical-weapons-attack-suburbs-august-21-2013.jpg
أم وأب يبكيان فوق جثة طفلهما الذي قُتل في هجوم بالأسلحة الكيماوية بريف دمشق في 21 آب 2013 (AP)
تلفزيون سوريا - الشبكة السورية لحقوق الإنسان
+A
حجم الخط
-A

نشرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً في الذكرى السنوية الثامنة لأضخم هجوم للنظام السوري بالأسلحة الكيماوية على المواطنين السوريين في غوطتي دمشق، وعرضت تفاصيل الهجوم، وإحصائية الضحايا المدنيين الذي بلغ عددهم 1119 شخصاً بينهم 99 طفلاً.

أضخم هجوم كيماوي بعد اعتماد اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية

يُصادف اليوم الذكرى السنوية الثامنة لواحدة من أفظع وأبشع المآسي التي تعرض لها الشعب السوري في تاريخه الحديث، وبشكل خاص أهالي غوطتي دمشق الشرقية والغربية، اللتين استخدم النظام السوري ضدَّهما السلاح الكيماوي في 21/ آب/ 2013،  بهجوم وصفته الشبكة السورية بأنه أضخم هجوم عرفه العالم بالأسلحة الكيماوية بعد اعتماد اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، التي دخلت حيِّز النفاذ في 29/ نيسان/ 1997.

وقالت الشبكة السورية إن هذا الهجوم "شكّل صدمة للإنسانية والحضارة، وما زالت أسر الضحايا التي فقدت أبناءها وأحبّتها تنتظر أن يفي المجتمع الدولي بوعوده وخطه الأحمر القاضي بمعاقبة النظام السوري الذي ثبت استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد المواطنين السوريين، ولكن للأسف الشديد لم يتحقق أيُّ شكل فعال من أشكال المحاسبة حتى الآن، بل ما زال النظام ذاته يحكم سوريا والشعب السوري ويترشح الرئيس ذاته، الذي أمر باستخدام الأسلحة الكيماوية للانتخابات الرئاسية".

تفاصيل الهجوم.. التوقيت والأسلوب يؤكدان تقصد ارتكاب إبادة جماعية

شنَّ النظام السوري ليلة الأربعاء 21/ آب/ 2013 قرابة 4 هجمات بأسلحة كيماوية على مناطق مأهولة بالسكان في الغوطة الشرقية والغوطة الغربية (بلدة معضمية الشام) بمحافظة ريف دمشق، استخدم فيها ما لا يقل عن 10 صواريخ محملة بغازات سامة.

وتقدر سعة الصاروخ الواحد بـ 20 ليتراً، أي أن المجموع الكلي 200 ليتر، حيث تم إطلاق الصواريخ عبر منصات إطلاق مُخصصة بعد منتصف الليل، واستخدمت كميات كبيرة من غاز السارين؛ فيما يبدو أنه نية مبيّتة ومقصودة لإبادة أكبر عدد ممكن من الأهالي حين تباغتهم الغازات وهم نيام؛ الأمر الذي يُـخفّض من فرص النجاة.

كما أن مؤشرات درجات الحرارة تلك الليلة كانت تشير إلى انخفاضها بين الساعة الثانية والخامسة فجراً؛ ما يؤدي إلى سكون الهواء، وبالتالي عدم تطاير الغازات السامة الثقيلة، وبقائها قريبة من الأرض؛ ما سيتسبب بوقوع أكبر قدر ممكن من الضحايا بين قتلى ومصابين، الأمر الذي يسهم لاحقاً في إرهاب الناجين من الهجوم ويرسل لهم ولبقية الشعب السوري رسالة تحذير من مغبة الاستمرار في مناهضة حكم الأسد.

وأكدت الشبكة السورية في تقريرها أن ما سبق ذكره يجعلها تعتقد بوجود نية وتخطيط دقيق لدى النظام السوري يهدف إلى إبادة أكبر قدر ممكن من الشعب السوري الذي طالب بتغيير حكم العائلة وخرج عن سيطرته ورغبات الأجهزة الأمنية.

إضافة إلى ما سبق، فقد ساهم الحصار المفروض على الغوطتين الشرقية والغربية من قبل النظام منذ نهاية عام 2012، ومنع إدخال الوقود والمحروقات، وعدم توافر الأدوية والمعدات اللازمة لعلاج المصابين؛ في ارتفاع حصيلة الضحايا أيضاً.

جميع الأسباب المذكورة آنفاً ساهمت في سقوط هذا الكمِّ الهائل من الضحايا بين قتلى ومصابين، سجَّلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بالاسم والتَّفاصيل مقتل 1144 شخصاً اختناقاً، يتوزعون إلى:

  • 1119 مدنياً بينهم 99 طفلاً و194 امرأة (أنثى بالغة)
  • 25 من مقاتلي المعارضة المسلحة

كما سجلت الشبكة السورية إصابة 5935 شخصاً بأعراض تنفسية وحالات اختناق.

تشكل هذه الحصيلة قرابة 76 في المئة من إجمالي الضحايا الذين قتلوا بسبب الهجمات الكيماوية التي شنها النظام السوري منذ كانون الأول/ 2012 حتى آخر هجوم موثق لدى الشبكة السورية لحقوق الإنسان في الكبينة بريف اللاذقية في أيار/ 2019 بحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

وأصدرت الشبكة السورية تقارير عديدة توثق الهجوم، وتستمر في عملية جمع البيانات في هجوم الغوطتين عام 2013 وفي كافة الهجمات الكيماوية والهجمات الأخرى.

امتناع الولايات المتحدة عن معاقبة النظام الذي تجاوز خطوطها الحمر

وأشارت الشبكة الحقوقية إلى أن الهجوم الكيماوي على الغوطتين في آب 2013 "مثّل صدمة للعالم أجمع، وقد أملنا بأن يكون هناك رد فعل حاسم وحقيقي على خرق النظام السوري للخطوط الحمر التي رسمتها له عدة دول كبرى في العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية بخطها الأحمر الشهير، والجمهورية الفرنسية؛ مما يساهم بالتالي في إحقاق حقوق الضحايا الذين قتلوا أو أصيبوا، ويحقق نوعاً من العقاب الذي يستحقه النظام السوري على ممارساته العديدة المتوحشة ضد المواطنين السوريين، والتي بلغت حد الجرأة على استخدام أسلحة كيماوية ضد أحياء سكنية بما فيها من نساء وأطفال. لكن الأسوأ من الهجوم ذاته كان التخلي عن معاقبة النظام السوري الذي قام بالهجوم؛ مما شجعه على تكرار الهجمات الكيماوية عشرات المرات بعد ذلك، وساهم في فقدان غالبية السوريين الأمل بالعدالة والقانون الدولي".

وفي الـ 18 من تشرين الثاني عام 2020 أقر الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، بأن إدارته أخفقت بشأن سوريا خلال فترة رئاسته، وأن المأساة السوريّة ما زالت "تؤلمه" حتّى الآن.

وقال "أوباما"  في مقابلة أجراها مع قناة  "NTV" الألمانية: "ما زالت المأساة في سوريا تؤلمني، وخلال السياسة الخارجية خلال الربيع العربي كانت مصر في دائرة الضوء، ثم ليبيا وسوريا بدأت في الانهيار أيضاً".

وأشار "أوباما" إلى أنّه "لا يستطيع التوقف عن التفكير بالمعاناة الإنسانية في سوريا، التي تلت فشله في إقناع ولفت نظر المجتمع الدولي إلى ضرورة منع انهيار البلاد".

واعترف "أوباما" بتعرّضه لـ انتقادات حادّة في الولايات المتحدة وخارجها بعد رفضه إرسال قوات برية إلى سوريا، مضيفاً "الكثيرون رأوا في ذلك موقفاً سلبياً".