الديمقراطيون وترامب في البيت الأبيض

2020.08.26 | 00:00 دمشق

gettyimages-1251044223-2000.jpg
+A
حجم الخط
-A

نجح الحزب الديمقراطي في تنظيم مؤتمره الذي يعقد كل أربع سنوات وفيه يقبل المرشح اختيار حزبه له لخوض الانتخابات الرئاسية، ويأتي تتويجا للانتخابات التمهيدية داخل الحزب والتي تسفر عن اختيار المرشح لخوض انتخابات نوفمبر القادم.

عقد المؤتمر على مدى أربعة أيام وعلى منصات الحزب الإلكترونية فقط بسبب فيروس كورونا، ولقد ظهر التنوع داخل الحزب والأصوات القادمة من خلفيات مختلفة لكنها كلها تدعم ترشيح بايدن للانتخابات الرئاسية وهزيمة الرئيس الحالي ترامب.

وكرر بايدن أكثر من مرة أن هذه الانتخابات هي نضال من أجل استعادة روح أميركا بعدما دمرتها أربع سنوات من حكم ترامب، وبالرغم من أن استطلاعات الرأي تعطي أفضلية واضحة لبايدن أمام منافسه ترامب بأكثر من عشر نقاط إلا أننا ما زلنا أمام أكثر من سبعين يوما على الانتخابات وربما يحقق حينها مفاجأة أخرى بفوزه على منافسه رغم استطلاعات الرأي هذه.

فقد شكل فوز دونالد ترامب مفاجأة صاعقة للكثير من الأميركيين في انتخابات عام 2016 ومتابعي الانتخابات الأميركية حول العالم، فقد كان فوزه ضربة لكل استطلاعات الرأي وشركات الإعلان التي توقعت فوز كلينتون حينها بنسبة مريحة تقريبا في كل استطلاعات الرأي الوطنية (على مستوى الولايات المتحدة) أو تلك المحلية التي جرت في ما يسمى الولايات المتأرجحة كولايات فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا وغيرها.

فقد شكل فوز دونالد ترامب مفاجأة صاعقة للكثير من الأميركيين في انتخابات عام 2016 ومتابعي الانتخابات الأميركية حول العالم، فقد كان فوزه ضربة لكل استطلاعات الرأي

يلعب ترامب الآن على التخويف بقضية تزوير الانتخابات وهو ما لم يفعله رئيس سابق من قبل، فالرئيس يجب أن يدافع عن نزاهة الانتخابات في أقدم ديمقراطية في العالم، كما أن النظام الانتخابي وفق أصوات المجمع الانتخابي وفق كل ولاية، فقد تفوقت كلينتون على ترامب بأكثر من 3 مليون صوت في الانتخابات العامة، لكنها خسرت الانتخابات لأنها تتم وفق نظام المجمع الانتخابي.

لقد فاز ترامب بأكثر من 200 مقاطعة انتخابية فاز بهم أوباما في السابق في عام 2010، تظهر أن معظم هذه المقاطعات الانتخابية تتركز في المناطق الريفية، وبالتالي يمكن القول أن ترامب حصل على أصوات 306  من المجمع الانتخابي في عام 2016 ، فيما حصلت كلينتون على 232 صوتا من المجمع الانتخابي، في حين فازت كلينتون بالأصوات الشعبية بأكثر من مليوني صوت (بالضبط 2 مليون و800 ألف صوت) وهو ما يعكس ما يمكن القول "الشرعية الانتخابية" للرئيس ترامب.

تظهر الخريطة الانتخابية أن ترامب في عام 2016 حصل على أصوات أقل بكثير من المرشح الجمهوري رومني الذي خسر أمام أوباما في عام 2012 ورغم ذلك فاز بالانتخابات، مما يعني أنه كان هناك تصويت عالي لترامب في المقاطعات الريفية ولم يكن هناك كثافة بالتصويت مقابلة للمقاطعات المدينية التي صوتت لكلينتون مما رجح فوز الولايات المتأرجحة لترامب على حساب كلينتون .

وإذا دققنا في التفاصيل أكثر لوجدنا أن 53٪ من الرجال صوتوا لصالح ترامب، مع 41٪ صوتوا لكلينتون – ومع عكس هذه النسب تقريبا نكون قد فهمنا أن ورقة "المرأة المرشحة" لم تجلب لكلينتون الكثير من الأصوات التي من شأنها أن تقلب التصويت لصالحها.

هل يستطيع ترامب أن يفوز اليوم بنفس الأصوات التي صوتت له في عام 2016 في الحقيقة هذا يعتمد على مدى النجاح الديمقراطي في ولايات مثل بنسلفانيا ووسكونسين وفلوريدا

أما بالنسبة للناخبين البيض (الذين يشكلون 70٪ من الناخبين)، فق فاز ترامب 58٪ إلى كلينتون 37٪، في حين فاز المرشح الديمقراطي بتأييد أغلبية كبيرة من الناخبين السود - 88٪ مقابل 8% فقط لترامب – وكذلك الأمر بالنسبة الناخبين من أصل اسباني - 65٪ إلى 29٪ له.

أما النساء البيض، فقد فضلوا ترامب بنسبة 53٪ مقارنة مع 43٪ لهيلاري كلينتون.

هل يستطيع ترامب أن يفوز اليوم بنفس الأصوات التي صوتت له في عام 2016 في الحقيقة هذا يعتمد على مدى النجاح الديمقراطي في ولايات مثل بنسلفانيا ووسكونسين وفلوريدا التي تظهر استطلاعات الرأي تأرجحا كبيرا وتفوقا صغيرا لبايدن.

خسر ترامب كثيرا بسبب سوء إدارته للتعامل مع جائحة الكورونا وما أعقبه من انهيار اقتصادي تاريخي، الآن يحاول ترامب القول أنه يستطيع العودة بالاقتصاد إلى ما كان، ولذلك تركز أجندة ترامب على إعادة فتح الاقتصاد لكنها تحديات من الصعب أن تقنع الناخب الأميركي اليوم بعد أربع سنوات من حكمه في البيت الأبيض.