icon
التغطية الحية

"الدعارة الإلكترونية" في سوريا.. "خطر رهيب" يهدد المراهقين وعائدات بالملايين

2023.11.22 | 12:14 دمشق

آخر تحديث: 26.11.2023 | 11:25 دمشق

تتراوح عائدات هذه تطبيقات الشهرية بين 200 إلى 1000 دولار شهرياً - إنترنت
تتراوح عائدات هذه تطبيقات الشهرية بين 200 إلى 1000 دولار شهرياً - إنترنت
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

انتشرت خلال الآونة الأخيرة في مناطق سيطرة النظام السوري ظاهرة "تجارة التشات" عبر تطبيقات الدردشة مثل (بيغو لايف- ميكو لايف- party star- لايكي- الآيمو.. وغيرها)، والتي تمكن المستخدمين من مشاركة لحظاتهم الحيّة مع المتابعين، الذين بإمكانهم دعم المستخدمين المفضلين "بهدايا" داخل التطبيق، محققةً أرباحاً كبيرة شهرياً، مثيرةً جدلاً واسعاً حول طبيعة العمل الذي يخفي وجهاً غير أخلاقي أبداً.

وقالت صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن امتهان العمل في هذه التطبيقات يتطلب وجود وكيل يرسل له المستخدم الراغب بالعمل كصانع/ة محتوى أو مذيع/ة طلباً يتضمن بياناته الشخصية، وبعد موافقة الوكيل يحدد له ساعات العمل (ساعات بث يومية)، يعتمد خلالها على جمع نقاط الربح "Target"، التي يتم منحها منذ لحظة دخول التطبيق وتتجمع مع الوقت لتتحول إلى هدايا.

وعلى سبيل المثال، كل 150 نقطة تتحوّل إلى هدية، وكل 500 تتحوّل لرموز بعدّة مسميات مثل "ماسة" و"دراغون"، وكل رمز يصرف مالياً وفق ثمنه، عدا "التحديات" و"الهدايا المدفوعة" التي يشحنها المتابعون لحسابات المستخدمين بعدة رموز لكل منها سعره، فتكون مهمة الوكيل تحويل النقاط إلى أموال مقابل عمولة 20 في المئة، ويجري إرسال الأموال عبر شركات الحوالات المحلية، حيث تتراوح معظم الأرباح بين 200 إلى 1000 دولار شهرياً، بحسب الوطن.

ما سلبيات هذه التطبيقات على المجتمع؟

الأستاذة في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق، ولاء يوسف، رأت أن تطبيقات البث المباشر لاقت رواجاً واسعاً في البلاد مؤخراً، ولاسيما في ظل الأزمات الاقتصادية والحروب، وتطور هذه التطبيقات لاستخدامها كجزء من الحياة اليومية، حيث يستخدمها أفراد للتسلية والترفيه أو للتجارة وتحقيق الربح، وآخرون للنصب والاحتيال أيضاً.

وأبدت يوسف تخوفها من تأثير هذه التطبيقات في قيم وتقاليد المجتمعات من خلال كيفية الاستجابة الإدراكية للأفراد في أرض الواقع، وخاصة أنها تقوم على التلاعب العاطفي بعقول البشر عبر استخدام تقنيات الإيحاء ورسم صور ذهنية وهمية وربطها بالأشخاص المستخدمين والمتابعين معاً، الأمر الذي قد يؤثر سلباً في المجتمع ويؤدي إلى انهيار العلاقات الاجتماعية وضعف التماسك والقيم الأخلاقية وتدمير ثقافة وهوية الأفراد.

وتمنت يوسف أن تقوم جميع الجهات المعنية بفرض رقابة صارمة تضبط عمل هذه التطبيقات والمنصات محلياً، مشيرةً إلى أن العديد من البلدان العربية حظرت هذه التطبيقات.

"الدعارة الإلكترونية" في زمن الأزمة

بدورها، رأت الاختصاصية النفسية، روان قطيفاني، أن اتجاه الشبان والمراهقين كفئة خاصة نحو هذه التطبيقات هروب إلى عالم افتراضي يختلف عن واقعهم، إضافة للدافع المادي بشكل أساسي لأنها تحقق الكسب السريع الذي لا توفره الوظائف العادية.

ولفتت إلى استخدام بعض الشباب والفتيات بشكل خاص لهذه التطبيقات كنوع من "الدعارة الإلكترونية" بصورة جديدة من صور الدعارة الحقيقة المعروفة منذ زمن طويل، وذلك عبر ظهور بعض الفتيات عاريات أحياناً في أثناء البث المباشر أو دعوة شاب لممارسة العلاقة الجنسية عبر الكاميرا أو الكتابة عبر مواقع الانترنت.

ولم تستبعد قطيفاني إمكانية تحول الأمر في بعض الأحيان من "الدعارة الإلكترونية" إلى الواقع بشكل فعلي، لأسباب تتعلق بالدافع المادي وغياب التربية السليمة والرقابة، ما قد يشكل خطراً رهيباً على المجتمع والجيل بأكمله ما لم يتم التصدي له من جميع الجوانب قانونياً ونفسياً.

يشكل الواقع السائد في مناطق سيطرة النظام، من انهيار اقتصادي وأزمة مالية تعصف بالسكان، وسط انتشار كبير للبطالة وارتفاع عدد السوريين الذين يعيشون تحت خطف الفقر 90 في المئة، أكثر البيئات خصوبة لنمو جرائم الاتجار بالبشر وانتشار عصاباتها.