قال مدير منظمة الدفاع المدني في سوريا والمعروفة بـ(الخوذ البيضاء)، إنهم مستعدون لـ مساعدة المدنيين في مخيم الركبان (القريب مِن الحدود الأردنية) شرق حمص، والذي يعاني نازحوه مِن ظروف إنسانية صعبة نتيجة محاصرته من قوات "نظام الأسد" ومنع وصول المساعدات إليه.
وأضاف مدير الدفاع المدني (رائد الصالح) في تغريدات على حسابه في "تويتر"، أنهم "مستعدون لـ إرسال كوادرهم مِن أجل مساعدة المدنيين المنكوبيين في مخيم الركبان، مطالباً الأمم المتحدة بتسهيل مرور كوادره إلى المخيم لـ تقديم الخدمات لـ آلاف النازحين المحاصرين".
وأشار "الصالح"، إلى أن "الدفاع المدني يحتاج إلى التعاون أيضاً مع الدول المجاورة لـ تسهيل مرور المساعدات الإغاثية لـ مخيم الركبان، وأنهم يحاولون أن يتواصلوا مع جهات دولية عدّة للعمل على الأمر".
وتوفيت فتاة نازحة في مخيم الركبان، مساء أمس الإثنين، نتيجة فقر الدم وسوء التغذية، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية ووفاتها، وامتناع النقطة الطبية التابعة لـ منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" عن نقلها إلى المشفى.
وأحصى مستوصف "شام" في مخيم الركبان قبل أسبوع، 14 حالة وفاة (أربعة أطفال وامرأتان وثلاثة رجال والباقي كبار بالسن) خلال الأسبوعين الماضيين بسبب نقص الرعاية الطبية، وذلك خلال إعادة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" فتح النقطة الطبية "الرسمية" الوحيدة في المخيم، بعد إغلاقها لـ أكثر مِن أسبوع، ما تسبّب بوفاة طفل رفض الأردن إدخاله إلى مشافيه حينها.
وحذرت الإدارة المدنية في مخيم الركبان مؤخّراً، مِن نفاد المواد الغذائية بعد أسبوع، في ظل الحصار الذي يفرضه "نظام الأسد" على المخيم ويمنع وصول الغذاء إليه، مناشدةً جميع المنظمات رفع المعاناة عن المخيم الذي "يقع في أرض صحراوية قاحلة لا تحوي أي أشجار ليأكل النازحون أوراقها"، وفق تعبيرها.
وأصدر أهالي مخيم الركبان، أمس الإثنين، بياناً ناشدوا فيه الأمين العام لـ الأمم المتحدة (أنطونيو غوتيريش)، من أجل إنقاذ حياة عشرات آلاف المحاصرين في المخيم دون غذاء ودواء، خاصة بعد إغلاق "يونيسيف" نقطتها الطبية وتوقفها عن استقبال المرضى.
ويقطن أكثر مِن 15 ألف عائلة نازحة في مخيم الركبان الواقع ضمن منطقة صحراوية جافة وقاحلة قرب الحدود مع الأردن، يعاني فيها النازحون انعدام مقومات الحياة وتردي الوضع الصحي والتعليمي وفقدان المساعدات، رغم مناشدات عدة للجهات الدولية مِن أجل الاستجابة الطارئة للوضع الإنساني المتردي هناك.
وبدأت منظمة (الدفاع المدني السوري) العمل عام 2013، بعد تصاعد حدة الأحداث في سوريا التي اندلعت فيها ثورة سلمية شهر آذار عام 2011 ضد استبداد "نظام الأسد" الذي سعى - وما زال - إلى قمعها بالقوة. وتسبّب قصفه باستخدام مختلف أنواع الأسلحة (بما فيها "المحرّم دولياً"/ الكيماوي)، إلى مقتل جرح مئات آلاف المدنيين، ونزوح وتشريد أكثر مِن نصف سكّان سوريا داخل البلاد وخارجها.