icon
التغطية الحية

الحكم على أميركية بتهمة تمويل "بلاك ووتر الجهادية" في سوريا عبر العملات الرقمية

2024.02.02 | 16:19 دمشق

البتكوين وتمويل الإرهاب - صورة تعبيرية - المصدر: الإنترنت
صورة تعبيرية - المصدر: الإنترنت
The New York Times- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

أصدرت هيئة المحلفين بمانهاتن يوم الخميس حكمها على مواطنة أميركية بجرم تمويل "الإرهاب" عبر الاستعانة بالعملات المشفرة لإرسال الدعم المالي لعدد من الجماعات المسلحة العاملة في سوريا.

فقد وجه مكتب النائب العام بمنطقة مانهاتن إلى فيكتوريا جاكوبس، 44 عاماً، تهمة مد متعهد عسكري اسمه الملحمة التكتيكية بمبلغ يزيد عن خمسة آلاف دولار، ووصف تلك الجماعة بأنها شركة "بلاك ووتر الجهادية"، فقد حاربت إلى جانب جماعة هيئة تحرير الشام الجهادية التي صنفتها وزارة الخارجية الأميركية كتنظيم إرهابي.

العملات المشفرة بين مؤيد ومشكك

وأتت الإدانة وسط جدل بين أنصار العملات المشفرة الذين يعتبرون هذه التقنية بديلاً عن الأموال العادية، وبين مشككين استشهدوا بالاستعانة بها غير مرة في عمليات الاحتيال وغيرها من الجرائم. ولهذا يدرس قضاة فيدراليون قضايا رفعتها أعلى جهة ناظمة للأوراق المالية في البلد ضد بعض الشركات الكبرى التي تعمل في مجال العملات الرقمية، الأمر الذي قد يحد من الاستعانة بهذه التقنية في الولايات المتحدة.

افتتحت محاكمة جاكوبس في 16 من كانون الثاني وامتدت لنحو أسبوعين، وقد تبين لهيئة المحلفين بأنها مذنبة ومدانة بثلاث تهم جنائية تتعلق بتقديم الدعم لعمل إرهابي، بالإضافة إلى تهمة التآمر وغسل الأموال وحيازة سلاح لأغراض إجرامية. ولذلك قد تصل عقوبة الجانية إلى 25 عاماً، ومن المقرر أن يصدر الحكم عليها في الثالث من نيسان المقبل.

انتصار في أول قضية من نوعها

أعلن النائب العام بمنطقة مانهاتن بأن القضية تعتبر الأولى من نوعها في مجال تمويل الإرهاب بالنسبة للمحكمة العليا بولاية نيويورك، وتعتبر الإدانة فيها مكسباً مهماً للنائب العام، وذلك قبل شهر على موعد بدئه لأكبر محاكمة في تاريخه المهني وذلك في قضية الرئيس السابق دونالد ترامب، ولهذا يعلق بالقول: "لن نسمح لمانهاتن بأن تتحول إلى قاعدة للإرهاب سواء في الداخل أو الخارج"، وأثنى على النيابة العامة لانتصارها في أول قضية من نوعها.

فيما لم يرد محامو السيدة جاكوبس عندما طلب منهم التعليق على الموضوع يوم الخميس الماضي.

يذكر أن جاكوبس غسلت أكثر من 10.600 دولار لصالح الملحمة التكتيكية، إذ كانت تحصل على المال من الداعمين في مختلف بقاع العالم وترسله إلى محفظات بيتكوين تعود لتلك الجماعة، ولهذا رأت النيابة العامة بأنها فضحت نفسها في منتديات عبر الإنترنت عام 2021 عندما عرفت عن نفسها بأنها تقف خلف خطوط العدو.

مهمة جهادية في مانهاتن

وقبل يوم من صدور الحكم بالإدانة، كان تصرف جاكوبس غريباً في المحكمة، وبدا أنه أثار غضب القاضي، وذلك لأن جاكوبس رفضت الإجابة عن الأسئلة الموجهة إليها وبينها سؤال إجابته نعم أو لا حول رغبتها بالإدلاء بشهادتها، وهذا ما دفع القاضي لضرب المطرقة على المنضدة بقوة تعبر عن مدى إحباطه، وقال: "لن أسايرك في هذا يا سيدة جاكوبس"، وهذا ما دفع جاكوبس مباشرة للرد بأنها لا تريد أن تدلي بشهادتها.

أعقب ذلك مرافعات نهائية، ذكر خلالها مدير وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للنيابة في المقاطعة بأن السيدة جاكوبس تصرفت كعميل مزدوج، وقال إنها اشترت سكاكين للقتال وغيرها من الأسلحة وطلبت أن يجري توجيهها من خارج البلد وهي تنفذ مهمتها الجهادية.

وأضاف: "من هنا، من مدينة نيويورك، استعانت المتهمة بهيئة تحرير الشام والملحمة التكتيكية لتحقق أحلامها الجهادية ولتشاركهم بنواياهم الإرهابية، وبالمقابل استعان هؤلاء بالمتهمة ليصلوا إلى أسواق المال بنيويورك ما سمح لهم بتنفيذ أعمال إرهابية في سوريا".

الإرهابي جورج واشنطن!

وقد طالب أحد محامي جاكوبس هيئة المحلفين بتبرئة موكلته وزعم بأن الإرهابي بنظر رجل هو محارب من أجل الحرية بنظر رجل آخر، أي أن المسألة مسألة وجهات نظر، واستشهد بجورج واشنطن الذي يعتبره البريطانيون إرهابياً، كما أكد بأن الجماعات التي زعمت المحكمة بأن جاكوبس أرسلت المال إليها غير معروفة لدى هيئة المحلفين بخلاف تنظيم الدولة والقاعدة.

بيد أن هيئة المحلفين لم تصغ لكلا المرافعتين على الرغم من أن موقعها أقيم على مسافة بضعة كيلومترات من موقع هجمات 11 أيلول، كما علق في الرواق المفضي إلى قاعة المحكمة لوحة جدارية غطت حائطاً بكامله لتذكر الزوار بعدم نسيان ذلك التاريخ. ولكن عندما ترك أعضاء هيئة المحلفين لتداول القضية يوم الخميس الماضي، لم يستغرق الأمر منهم سوى ثلاث ساعات ونيف حتى يخرجوا بإدانة المتهمة بكل تلك التهم.

 

المصدر: The New York Times