الحرب الإسرائيلية على "غزة" أم "فلسطين"

2023.10.24 | 06:07 دمشق

آخر تحديث: 24.10.2023 | 06:07 دمشق

الحرب الإسرائيلية على "غزة" أم "فلسطين"
+A
حجم الخط
-A

يمكن القول من النهاية إن الحرب الإسرائيلية على غزة لن تحقق أهدافها السياسية التي أعلنتها إسرائيل ودعمتها فيها الولايات المتحدة، إذ تكرر إسرائيل أن هدفها من الحملة التي تقوم بها بقصف الأخضر واليابس في غزة هو القضاء على حماس، ربما تعرف إسرائيل تماما أنها لن تستطيع تحقيق هذا الهدف مهما سقط من المدنيين الأبرياء في غزة.

فحماس تزيد شعبيتها مع زيادة الحملة العسكرية، ومع الاعتراف بالأخطاء التي ارتكبتها حماس عبر خطف مدنيين وقتلهم فإن ذلك لا يبرر لإسرائيل ما تقوم به اليوم من قصف للمراكز المدنية والمشافي وتحويل غزة إلى أرض يباب دون أي تمييز بين مدني وعسكري في خرق لقانون الحرب وللقانون الإنساني الدولي.

يبدو موقف المسؤولين الأميركيين وخاصة الرئيس بايدن يقوم فقط على البعد الانتخابي عبر الدعم التقليدي لإسرائيل، وأن لا جدوى انتخابية من دعم الفلسطينيين

لقد دعمت الولايات المتحدة إسرائيل في هذه الحرب حتى النهاية عبر ترديدها أنها لا تضع شروط على إسرائيل في حربها ضد حماس في غزة وعبر إعطائها إسرائيل الوقت الكافي للقيام بما تقوم به دون المطالبة بوقف إطلاق النار، وهو ما يفهم إسرائيليا أنها تستطيع الاستمرار بحملتها العسكرية حتى النهاية رغم أن كثيرا من المحليين وحتى المسؤولين الأميركيين سرا يشككون في نجاح هذه الحملة التي ستجلب كثيرا من الانتقادات لإسرائيل على المستوى الدولي.

لكن يبدو موقف المسؤولين الأميركيين وخاصة الرئيس بايدن يقوم فقط على البعد الانتخابي عبر الدعم التقليدي لإسرائيل، وأن لا جدوى انتخابية من دعم الفلسطينيين أو وضع شروط على الإسرائيليين، فاللوبي الإسرائيلي ودعم الإنجيليين لإسرائيل يعطي بعدا دينيا وشعبيا لتأييد إسرائيل فوق تأييد الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم.

لقد طلب الرئيس بايدن من الكونغرس 100 مليار دولار دعما لأكرانيا وإسرائيل في مبادرة من شأنها أن تزيد الانقسام الأميركي حول فكرة الدعم المالي للحلفاء في ظل اضطراب الحزب الجمهوري، على طريقة الصرف وفشله في انتخاب رئيس لمجلس النواب يقوم بشكل رئيسي على الحد من الصرف كما يرغب الديمقراطيون.

ربما تستمر إسرائيل في معركتها العمياء هذه لأيام لكنها تدرك أنها لن تحقق أيا من أهدافها السياسية في هذه الحملة

لذلك يمكن القول إن الرئيس بايدن يدرك أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي هو موضوع إشكالي داخل حزبه الديمقراطي لكن عبر دعم إسرائيل فإنه يعتمد على دعم الحزب الجمهوري، وهو ما يزيد من الغطرسة الإسرائيلية ويمنحها الضوء الأخضر للاستمرار في هذه الحملة دون عواقب من الإدانة أو خشية من النتائج المخيبة، إذ تشعر إسرائيل أنها تريد أن ترد بأي طريقة ممكنة تستعيد بها كرامتها المجروحة بعد نجاح حماس في اختراق الحواجز الإسرائيلية داخل الأراضي الإسرائيلية المحصنة وهو ما تفهمه إسرائيل بأن يكون هناك رد قوي مهما كان الثمن على المدنيين في غزة.

ربما تستمر إسرائيل في معركتها العمياء هذه لأيام لكنها تدرك أنها لن تحقق أيا من أهدافها السياسية في هذه الحملة فهي لن تستطيع القضاء على حماس ولن تستطيع احتلال غزة بريا لأنها تدرك أن ثمن ذلك عسكريا كبير للغاية.

الغائب الوحيد في هذه المعركة هو موقف عربي موحد من الحرب الإسرائيلية، ربما كانت مواقف علنية من مصر أو الأردن لكن ليس هناك مواقف سياسية تشعر إسرائيل أن ثمن الاستمرار بالحملة سيكون كبيرا سياسيا عليها بعد أن استثمرت كثيرا في ما يسمى اتفاقيات التطبيع. حيث لم تعقد قمة عربية على الأقل في دعم للفلسطينيين على الأقل وهو ما يشعر أننا نصل إلى درك عربي جديد في فشل التنسيق السياسي على الأقل بالنسبة للقضية الفلسطينية.