icon
التغطية الحية

"الجبهة الشامية إرهابية".. تكذيب "تحقيق" أوقف الدعم الهولندي للمعارضة السورية

2022.12.09 | 11:57 دمشق

الجبهة الشامية
هل تعيد الحكومة الهولندية دعم المعارضة السورية؟
إسطنبول - رينا نيتجيس/ يان ياب دي ريوتر *
+A
حجم الخط
-A

في 10 أيلول 2018، هزت هولندا أخبار نقلتها للعالم صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur مفادها أن الحكومة الهولندية دعمت "حركة جهادية إرهابية" في سوريا تعرف باسم الجبهة الشامية . إذ في وقت مبكر من ذلك اليوم، خرجت صحيفة Trouw بالعنوان الرئيسي التالي: هولندا تقدم الدعم لحركة إرهابية في سوريا. ثم لفق الإعلام تقريري صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur عن دعم هولندا لحركة إرهابية أو جهادية دون أن يقوم بأي تحقق من الأمر، ما تسبب بمزيد من الفوضى على مستوى الصحافة والسياسة وفي النقاشات التي دارت في البرلمان.

استعان برنامج Nieuwsuur بمقطع الفيديو الذي يظهر موظفاً في النيابة العامة الهولندية وهو يزعم بأن فصيل الجبهة الشامية التابع للجيش السوري الحر "حركة ذات نوايا إرهابية ترغب بإقامة دولة خلافة". ولدى سؤال النيابة العامة حول ذلك الموضوع، صرح المسؤولون فيها بأن الحكم مقيد بالفترة التي تمتد ما بين منتصف عام 2014 وحتى منتصف عام 2015، وهي محصورة بدعوى قضائية تتصل بدريس إم. كما زعمت النيابة العامة بأنه لم يصلها أي حكم بخصوص تلك الفترة قبل أو بعد المدة التي حددتها. كما أعلن برنامج Nieuwsuur بأن المساعدات التي قدمت للجبهة الشامية بدأت منذ نهاية عام 2017.

يبدو التقرير المثير للجدل الذي نشرته صحيفة Trouw الهولندية والبرنامج التلفزيوني Nieuwsuur المعني بالأوضاع الراهنة مليئاً بالأخطاء والأخبار المنقوصة.

وأعلنت أنا  رينا نيتجيس و Jan Jaap de Ruiter منذ البداية بأن الأخبار تجافي الحقيقة، لاسيما في الجزئية التي تتعلق بالنزعة الجهادية لدى الجبهة الشامية. ولا نرى القضية كذلك، كما أنه من غير الصحيح القول بإن هولندا كانت تدعم حركة جهادية في سوريا. إذ من خلال مقابلات موسعة أجريتها مع قائد الجبهة الشامية والمدير/المقاتل الإعلامي للجبهة الكردي التابعة للجبهة الشامية التي تعتبر فصيلاً تابعاً للجيش السوري الحر، وذلك خلال شهر آذار وآب وأيلول من العام 2016 في جنوبي تركيا، أدركت بأن تلك المزاعم كانت مجرد هراء، ولكن بما أن الصورة التي رسمتها صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur ترسخت في العقول والأذهان، لذا علينا أن نتعمق في تلك الأيديولوجية.

بيد أن ذلك ليس الشيء الوحيد الخاطئ الذي ظهر في الأخبار، ولهذا، علينا أن نقوم بتحليل الأخبار التي نشرت في صحيفة Trouw وفي برنامج Nieuwsuur في أيلول 2018، وذلك لشدة تعقيد تلك المادة، ولأننا نريد أن نقدم أكبر قدر من المعلومات للقراء.

عبر الأخبار الميدانية وأمور أخرى غيرها، اكتشفنا بأن جميع الفصائل الخمسة التي تحدثت عنها صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur وذكرت بأنها تتلقى الدعم من قبل هولندا، قد حصلت على الأسلحة من قبل (الموم) أي مركز العمليات المشتركة الذي تسهم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وغيرها من الدول، وعلى رأسها تركيا، بتمويله. ثم إن برنامج المساعدات غير الفتاكة الذي شاركت هولندا فيه هو أحد برامج الدعم المخصصة للمعارضة السورية. أي أن هنالك حالة تداخل تتمثل بحصول تلك الفصائل الخمسة المدعومة من قبل هولندا على أسلحة ورواتب من قبل (الموم). والهدف الأساسي من كل ذلك هو محاربة تنظيم الدولة مع عدم الرضوخ للأسد، وهذا ما حدث حتى اليوم.

وإضافة لذلك، لم تقدم هولندا السلاح لفصائل الجيش الحر، على الرغم من أن Martijn van Helvert العضو في البرلمان الهولندي من الحزب الديمقراطي المسيحي نشر تغريدة عبر حسابه على تويتر بأن ذلك حدث أول الأمر في عام 2018، ثم قام بتصحيح ما ورد في تغريدته.

في مناطق المعارضة الواقعة شمال غربي سوريا، حيث تجاوز عدد النازحين في عام 2018 1.2 مليون نسمة، بعد قدومهم من مناطق أخرى في سوريا. وحالياً، أي في عام 2022، ارتفع عدد النازحين ليصل إلى 2.2 مليون نسمة. وهكذا أقيمت أكبر مخيمات للنازحين في مناطق المعارضة وليس في مناطق النظام. ما يعني بأن السوريين باتوا يصوتون بأقدامهم، أي عند فرارهم من مناطق النظام إلى مناطق المعارضة التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري المدعوم تركياً في إدلب الواقعة في الشمال، وليس العكس (كما أن السوريين لا يقصدون شمال شرقي سوريا أيضاً).

إن الفكرة الكامنة خلف برامج الدعم الهولندية، تهدف من بين الأسباب التي دفعت لقيامها إلى منع نزوح أكثر من مليون نازح في تلك المنطقة إلى تركيا وأوروبا. وإن كتب لمنطقة المعارضة أن تسقط، فإن ذلك العدد سيرتفع بنسبة مهولة. إلا أن تلك الأمور برمتها بقيت بلا نقاش ضمن ذلك التقرير المثير للجدل.

إضافة لكل ذلك، علقنا على اقتباسات ورد في تقرير Trouw / Nieuwsuur وذكرنا بأنها خاطئة أو تشتمل على إيحاءات. للاستزادة من الأمثلة حول الأخبار الخاطئة أو الناقصة في ذلك التقرير الجدلي، اقرأ ملفنا الكامل عبر الرابط: https://www.dossierjihadisten.nl

وصفت النيابة العامة الهولندية جماعة الثوار السورية التي تعرف باسم الجبهة الشامية بأنها حركة جهادية إرهابية تسعى لإقامة دولة خلافة عالمية، ولصقت تلك الصفة بتلك الجبهة طوال الفترة الممتدة ما بين منتصف عام 2014 وحتى منتصف عام 2015.

تتمثل المشكلة الأولى بعد وجود جماعة تعرف باسم الجبهة الشامية في منتصف عام 2014، وذلك لأن الجبهة الشامية تأسست في 25 كانون الأول عام 2014. ثم استمرت الجبهة الشامية، بعد تقلص عدد أفرادها بعد مرور عدة أشهر وعودتهم للانضمام لصفوف فصائل الجيش السوري الحر.

قدمت هولندا مساعدات غير فتاكة للجبهة الشامية بنهاية عام 2017 ضمن برنامج المساعدات غير الفتاكة، لذا، إن كان ما قيل صحيحاً، فإن تلك الجماعة لم تكن مصنفة على أنها جهادية وقتها، وتلك حقيقة قد تم تجاهلها هي أيضاً. ولكن هل كانت النيابة العامة محقة في توصيفها للجبهة؟ إن الأخبار التي وردت في صحيفة  Trouw وبرنامج Nieuwsuur تخلف انطباعاً يوحي بأنها النيابة كانت محقة. ومنذ ذلك الحين صار الشعب الهولندي بمختلف مشاربه يعتقد بأن أموال دافعي الضرائب أصبحت تنفق على الجهاديين في سوريا، وبأن المسؤولين الهولنديين قد ساهموا في إقامة دولة خلافة عالمية. لدرجة أن مواطناً هولندياً من أصول سورية يعيش في هولندا رفع دعوى أمام المحكمة ضد السفير الهولندي السابق نيكولاوس فان دام.

قضية إدريس 

  وبعد يوم على نشر تلك التقارير، وتحديداً في العاشر من أيلول عام 2018، أبلغت النيابة العامة الكاتب عبر رسالة نصية بأن التوصيف مختلف عن ما ورد في صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur، وذلك لأن التوصيف كان صحيحاً خلال الفترة الممتدة ما بين منتصف 2014 ومنتصف 2015، ويتصل بدعوى قضائية محددة بشكل حصري، ويتعلق بقضية دريس م. الذي ذهب إلى سوريا، والذي تمت تبرئته من ذلك فيما بعد على يد القاضي، ثم تقدمت النيابة العام بطعن بالحكم الصادر بحقه، كما أشبع الخبراء الدوليون المختصون بالشأن السوري ذلك التصنيف المقيد الذي تقدمت به النيابة العامة تحليلاً وتمحيصاً.

نخال بأن الأخبار الواردة في صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur لم تتطرق للكشف عن جوانب أساسية من هذا الملف الجهادي، على الرغم من الفضائح التي كشفها الخبراء في الشأن السوري، والاكتشافات التي تتصل بالإطار الزمني التي قدمتها النيابة العامة على الأقل والتي تسببت بفوضى لم يكن لها أي داع ضمن الأوساط السياسة والعامة.

وبناء على طلبنا الذي يتصل بتوضيح أين تقف الجبهة الشامية على المستوى الأيديولوجي، أصدرت تلك الجبهة بياناً حول هذا الموضوع نشر 29 كانون الثاني 2019، حيث أوضحت بأن تلك الجبهة تحارب من أجل سوريا ديمقراطية تعددية وليس من أجل عقيدة سلفية جهادية.

دعم الأسد من صحفيين هولنديين

تجدر الإشارة هنا إلى أنه في 30 آذار 2018، نشرت صحيفة Trouw مقالة طويلة للكاتب Melvyn Ingleby الذي أورد فيها بأنه أجرى مقابلة مع شخص برتبة عقيد في الجبهة الشامية طردته النصرة من قريته. وفي الوقت ذاته، ذكر هذا الشخص بأن الجبهة حاربت تنظيم الدولة والنصرة، دون أن يظهر مصطلح جهادي أو سلفي في تلك المقالة.

والأهم من ذلك هو أن المراسل الحربي التابع لبرنامج Nieuwsuur زار مدينة اعزاز مهد فصيل عاصفة الشمال التابع للجيش السوري الحر، والذي تحول فيما بعد إلى جزء من الجبهة الشامية، وكان هذا الفصيل هو الوحيد من الجبهة الذي تلقى مساعدات هولندية غير فتاكة. كما زار هذا المراسل أيضاً مارع، مهد كتيبة لواء التوحيد التابعة للجيش السوري الحر، والذي تحول فيما بعد إلى صلب مجموعة الجبهة الشامية.

كتب أحد هذين الصحفيين، واسمه غسان دهان مقالة بعنوان: "لماذا يجب على الأسد أن ينتصر" بتاريخ 12 كانون الثاني 2017، خلص فيها إلى الآتي: "أعط الشعب السوري السلام وأعط الأسد فرصة، بما أنه صار خالداً". وثمة مثال آخر على أفكاره المؤيدة للأسد في مقالته: "منطق الحصار البارد" التي كتب فيها دهان مع Marno de Boer ما يلي: "إن تحالف الجهاديين الذين يحاربهم الجيش في حلب متين وراسخ".

أما المراسل الحربي الألماني كريستوف رويتر الذي سافر إلى حلب الشرقية عدة مرات خلال تلك الفترة، فقد كتب قائلاً: "كانت الجبهة الشامية أحد فصيلين التقيت بهما في حلب، إذ يقوم ذلك الفصيل بتوظيف رجال لحمايتنا أثناء قيادتنا للسيارة للتجوال في تلك المدينة، وغني عن القول بإن الأمور ستختلف كثيراً لو كنا مع فصيل جهادي. فقد كانت النصرة في حلب الشرقية، لكنها تحلت بالهدوء ونأت بنفسها عن المشهد. تم اعتقال خلايا تحت الأرض حيث كانت، لأن المدينة كانت تخضع لثوار منظمين كما وصفتهم في هذه المقالة".

العوقب الحقيقية التي خلفتها هولندا على الأرض في سوريا

في أحد الأيام قبل ظهور ذلك التقرير الإخباري، قامت وزارة الخارجية الهولندية بقطع المساعدات عن منظمات مثل الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) ليكون ذلك نقطة بداية لمشكلة أكبر، كما قطعت المساعدات عن مشاريع التنمية المحلية والمشاريع الصغيرة، وعن منظمة غير حكومية سورية يقع مقرها في غازي عنتاب، لكنها تعمل ضمن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وقد أضر ذلك بتلك المنظمات أيما ضرر، بل كان على منظمة مشاريع التنمية المحلية والمشاريع الصغيرة أن تعيد مبلغاً كبيراً من أموال المساعدات. كما تضررت منظمة  Adopt a Revolution الألمانية غير الحكومية بسبب التغطية الإعلامية الهولندية، ما دفع الحكومة الألمانية لوقف تمويلها.

حصل برنامج Nieuwsuur وصحيفة Trouw على جوائز صحفية عديدة في هولندا وفي بلجيكا على تلك القصة الخبرية، كان أولها في آذار 2019، وهي جائزة  De Loep، كما حصلتا على جائزة Anne Vondeling Prijs في عام 2018، وعلى أهم جائزة صحفية بهولندا وهي جائزة De Tegel.

على الرغم من أننا طالبنا عدة مرات بمناقشة المسألة بشكل موضوعي، إلا أننا أنا و Jan Jaap  de Ruiterتعرضنا للتخويف والترهيب في مرات عديدة من قبل صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur عبر تهديدنا برفع شكوى إلى رب العمل لدينا، وذلك خلال الفترة الواقعة ما بين أيلول 2018 وحتى 2021 على الأقل، في محاولة لإسكاتنا. كما تعرض هولنديون وسوريون آخرون لعمليات الترهيب نفسها التي مارستها صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur علينا.

سافر المراسل الحربي الهولندي Hans Jaap Melissen الذي يعمل لدى شبكة التلفزيون والراديو العامة NPO1 وكذلك الصحفية Minka Nijhuis التي تعمل في برنامج De Groene Amsterdammer الهولندي الأسبوعي إلى مناطق تسيطر عليها الفصائل التي شكلت الجبهة الشامية في 25 كانون الأول 2014، كما سافرا إلى اعزاز حيث يوجد فصيل عاصفة الشمال المحلي التابع للجيش السوري الحر.

بحثت في المنشورات والبيانات والتصريحات والمقابلات التي تعود للجبهة الشامية في الإعلام العربي والغربي، وأخيراً وليس آخراً، لدي تجاربي الخاصة مع ذلك الفصيل، إذ خلال جولاتي الميدانية ضمن المنطقة الحدودية السورية في شهر آذار وآب وأيلول من عام 2016، أجريت عدة مقابلات مع الناطق العسكري الرسمي باسم ذلك الفصيل ومع المدير الإعلامي للجبهة الكردية، وبعد مرور بضعة أسابيع على ظهور تقريري صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur، أجريت مقابلة مدتها ثلاث ساعات ونصف مع براء الشامي الناطق العسكري الرسمي والقيادة السياسية التي يترأسها بهجت أتاسي وهو عضو في الائتلاف الوطني السوري، ونائبيه، حيث كان أحدهما كردياً والثاني مسيحياً، وذلك في مدينة اسطنبول في تشرين الأول من عام 2018، كما أجريت مقابلة مع أديب السن وهو قائد آخر في مكتبه بكلس، وذلك في شهر شباط 2019 بمدينة اسطنبول.

أهم ما حصلت عليه من معلومات، كان عندما أجريت جولات ميدانية أخرى في الشمال السوري وفي المناطق الحدودية وذلك خلال الفترة الممتدة ما بين آذار وتشرين الأول من عام 2021، وفي الفترة الواقعة ما بين أيلول وتشرين الأول من عام 2022، وذلك للمناطق الواقعة تحت سيطرة الجبهة الشامية في الداخل السوري، أي في اعزاز وبعض مناطق في عفرين (مثل معبطلي)، حيث تبين لي بأن صاحب أحد البيوت التي أقمت فيها باعزاز عنصر لدى عاصفة الشمال أي ذلك الفصيل المحلي الموجود في اعزاز والتابع للجبهة الشامية.

إلا أن صحيفة Trouw وبرنامج Nieuwsuur لم يجريا بحثاً ميدانياً في اسطنبول أو في الجنوب التركي، ولا حتى في سوريا، قبل أن يقوما بنقل تلك الأخبار، وتحجج كل منهما بعدم حصوله على تأشيرة للسفر إلى تركيا، على الرغم من أنه كان لديهما ومايزال مراسل في اسطنبول كان بوسعه أن يجري مقابلات هناك. والأهم من ذلك هو أن منتج برنامج Nieuwsuur في ذلك الحين، ومراسل صحيفة Trouw، كان Melvyn Ingleby الذي سبق وأن أجرى مقابلة مع قائد الجبهة الشامية لصالح صحيفة Trouw، كما أسلفت.

ومن المهم في هذا السياق أن نذكر أيضاً بأن ميلينا هولديرت ذكرت في برنامج آرغوس الإذاعي التحقيقي بأنها: "اقتربت من الناس في سوريا، إذ إنني لا أعرف الكثير عن سوريا لكوني من هولندا

وفي 7 كانون الثاني 2021 كتب النائب Martijn van Helvert من الحزب الديمقراطي المسيحي في صحيفة  NRC الهولندية: "دعم روته (الوزير الأول في هولندا) الجهاديين بالسر" وكتب المؤلف دحضاً لما نشره van Helvert في تلك الصحيفة، حيث نشر ذلك كرسالة للمحرر فقط. وطالب عدد من النواب الهولنديين بفتح تحقيق في الموضوع.

في أيار 2021، بدأت لجنة (كاميرت) التحقيق بأمر المساعدات غير الفتاكة التي أرسلت للثوار السوريين، وتوصلت اللجنة في 9 كانون الأول الجاري إلى نتيجة مفادها أن جميع الادعاءات بشأن دعم هولندا للجهاديين غير صحيحة وأصدرت تقريرا يثبت ذلك.

لقراءة التقرير بالعربية: هنا

عواقب الأخبار التي نشرتها Trouw و Nieuwsuur

شطبت بعض الحكومات الغربية شمال غربي سوريا من قوائم مساعدتها قبل سنوات، إذ مثلاً، أوقفت وزارة الخارجية الهولندية كل المساعدات المخصصة للمنظمات المجتمع المدني غير الحكومية من بينها منظمة غير حكومية أسستها رزان زيتونة في الغوطة الشرقية، كما توقف الدعم عن العاملين في مجال الإنقاذ لدى منظمة الخوذ البيضاء. وقد تم تبرير اتخاذ هذا القرار أمام البرلمان عبر بيان جاء فيه بأن عودة نظام الأسد إلى تلك المنطقة باتت وشيكة، ولهذا لا فائدة ترجى من مواصلة دعم المنظمات غير الحكومية الموجودة فيها.

بعد مرور أربع سنوات على ذلك، بقيت المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الشمال تحت سيطرة المعارضة، وبالرغم من كل التحديات التي تواجهها، بقي عدد السوريين من مختلف أنحاء البلد الذين صاروا يلجأون إلى تلك المنطقة يزداد يوماً بعد يوم. إذ في تقدير متحفظ بلغ عدد النازحين في تلك المنطقة حالياً 4.7 مليون نسمة، بيد أن الباحثين يشككون بتلك الأرقام ويعتبرون الأعداد الحقيقية أعلى بكثير من ذلك، في الوقت الذي ينتظر فيه النازحون الجدد بطاقات هوياتهم الجديدة حتى تصدر عبر المجالس المحلية.

إليكم ما كتبه وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك ووزيرة التجارة الخارجية والتعاون التنموي زيغريد كاغ يوم الجمعة الواقع في 7 أيلول 2018، والمصادف لآخر يوم دوام قبل أن تخرج صحيفة  Trouw وبرنامج Nieuwsuur بذلك الخبر الذي يزعم بأن هولندا قد دعمت جماعة إرهابية في سوريا بالسر: "أفق التوصل لسلام دائم في سوريا باتت مظلمة، كما أن الواقع المتمثل بالجهود التي تم تكريسها والتي لم تحقق النتيجة المرجوة على المدى البعيد محبط هو أيضاً، كما أن تقلص المجال أمام المعارضة السورية، وتزايد نفوذ الجماعات المتطرفة فيما تبقى من تلك المنطقة جعل احتمالات قلب الموازين محدودة للغاية على المدى القصير".

* هذه المادة جزء من ورقة لـ (رينا نيتجيس) و (يان ياب دي ريوتر) ونشرت هنا.

ترجمها إلى العربية: ربى خدام الجامع