icon
التغطية الحية

الثلوج تزيد معاناة السوريين في مخيمات عرسال | فيديو

2023.02.04 | 10:59 دمشق

طفلة سورية
الثلوج تزيد معاناة السوريين في مخيمات عرسال (الأناضول)
إسطنبول- وكالات
+A
حجم الخط
-A

يعاني اللاجئون السوريون في مخيمات عرسال اللبنانية من العاصفة الثلجية التي تتعرض لها البلاد منذ أيام، دون استجابة تذكر من قبل الجهات الحكومية أو المنظمات الدولية للأوضاع المأساوية التي تهدد حياة السوريين هناك.  

وكالة "الأناضول" أوردت أمس الجمعة تقريراً مصوراً، سلطت فيه الضوء على أوضاع اللاجئين السوريين في مخيمات بلدة عرسال شرقي لبنان وسط غياب أدنى متطلبات العيش ومواجهة الصقيع الذي يهدد حياة الأطفال والنساء وكبار السن.

فبحسب الأرصاد الجوية، يشهد لبنان منذ نحو 5 أيام موجة برد قارس ما لبثت أن زادت وتيرتها فجر اليوم السبت، وستبلغ ذروتها يومي الأحد والإثنين المقبلين حيث تهطل أمطار غزيرة مشكّلة سيولاً جارفة، مع رياح شديدة وتساقط للثلوج الكثيفة اعتبارا من ارتفاع 1000 متر.

وخلال تلك الأيام، تساقطت الثلوج على المنطقة وطمرت أجزاء من مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال التي تضم قرابة 80 ألف لاجئ سوري، إضافة إلى قرابة 40 ألف لاجئ في مخيمات تقع في جرود البلدة.

وينحدر اللاجئون في تلك المخيمات من مناطق سورية مختلفة، لكنّ أغلبيتهم من مدينة القصير بريف حمص الغربي ومن محافظة دير الزور شرقي سوريا.

وفي ظل انعدام المساعدات ناشد اللاجئون السوريون المنظمات الدولية والإنسانية لمد يد العون لحمايتهم ومنع وقوع كارثة إنسانية كما في كل شتاء.

غياب المساعدات ونقص الغذاء والوقود

ونقل التقرير عن لاجئين سوريين (رفضوا التصريح بأسمائهم الحقيقية لأسباب أمنية) قولهم إنهم يعانون في كل شتاء، وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية التي تؤثر عليهم بشكل مباشر.

السوري "أبو خالد" (55 عاماً) مزّق البطاقة التموينية الممنوحة من مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة بسبب حذفه وآخرين من برنامج الاستفادة منها. وقال غاضباً: "الأمم المتحدة حرمتني من حقوقي كلاجئ".

وبحسب مصدر مطلع داخل المخيم، فإن الأمم المتحدة "خفضت التقديمات عبر البطاقة التموينية لأكثر من 60 بالمئة لأبناء المخيم بسبب نقص التمويل الذي تقدمه الدول المانحة لمفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة".

وأشار أبو خالد إلى "المعاناة الكبيرة في مخيمات عرسال كافة"، لافتاً إلى أنه "منذ شهر رمضان الماضي لم تدخل على المخيم أي جمعية أو منظمة خيرية سوى القليل جداً".

وأضاف: "هناك نقص بالتغذية والتدفئة والملابس الشتوية وخاصة أن وضع الخيم لدينا سيئ جداً بسبب عدم تجديدها وصيانتها". وناشد فاعلي الخير للنظر إلى أوضاعهم، فهناك أطفال وعجزة بحاجة ماسة للمساعدة.

ووصف أبو محمد (45 عاماً) الوضع بـ "المأساوي من جراء البرد القارس وخاصة أن نصف المخيمات تقع في جرود عرسال وهي منطقة عالية جداً عن سطح البحر". وأوضح أنه "منذ 5 أيام والعاصفة مستمرة والثلوج غمرت الخيم واللاجئين جميعهم يعانون من البرد الشديد في ظل انعدام وسائل التدفئة فنلجأ إلى حرق الثياب لنحصل على التدفئة".

تراكم الثلوج على الخيم المهترئة

من جهتها، قالت فاطمة (53 عاماً) وهي أم لأربعة أولاد: "سنموت من البرد لأن الثلوج تراكمت بسماكة متر على خيمتنا ونشعر أنها ستنهار علينا بين الحين والآخر بسبب تلف الخشب الذي يحملها".

وأضافت أنها أوقفت أولادها الصغار عن متابعة التعليم لإعانتها لأن لديها ولداً بحاجة إلى عملية جراحية لا تستطيع أن تلحقه بالمدرسة، مشيرة إلى أنه "منذ فترة طويلة لم تدخل عليهم أي جمعية أو منظمة خيرية لإعانتهم وحمايتهم من برد الشتاء".

صعوبة مواجهة العاصفة

بدوره، لفت جمال (58 عاماً)، إلى أن "مواجهة العاصفة حالياً صعبة بالنسبة لنا كلاجئين لأنها أتت فجأة ونحن غير مستعدين لذلك لأنه ليس لدينا مقومات لمواجهتها في ظل الأزمة الاقتصادية".

وقال إن "المازوت (الوقود) أسعاره مرتفعة جداً في ظل الارتفاع المستمر للدولار في لبنان مقابل الليرة وخاصة بعد فصلنا عن برنامج الاستفادة من البطاقة التموينية التي تصدر عن الأمم المتحدة (مفوضية اللاجئين)".

وأضاف: "العيش تحت هذه الخيم موت في الصيف لأننا نحترق من جراء هذه الشوادر من النايلون، وفي الشتاء نموت من البرد الشديد من جراء تراكم الثلوج".

واشتكت عائشة (47 عاماً) من "عدم النظر إليهم إلا مرة واحدة في السنة من قبل الجمعيات والمنظمات الخيرية". وقالت: "يأتون مرة أول الشتاء يقدمون لنا 20 ليتراً من المازوت ويرحلون".

وأشارت إلى أن ابنها الصغير "مريض وإخوته السبعة الباقون سيموتون من البرد... لا مازوت ولا حطب"، مناشدة الجمعيات الخيرية المساعدة بأسرع وقت ممكن.

ووفق إحصاءات رسمية، بلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان نحو 1.5 مليون، يعاني معظمهم أوضاعاً معيشية صعبة خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد منذ 2019.