icon
التغطية الحية

التطبيع مع النظام..هل يعد شرطاً لولادة الحكومة اللبنانية؟

2018.08.18 | 19:08 دمشق

رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس اللبناني ميشيل عون(إنترنت)
تلفزيون سوريا-متابعات
+A
حجم الخط
-A

مازال الساسة اللبنانيون يحاولون تطبيق سياسة النأي بالنفس عما يدور في سوريا، إلا أن ذلك لايخرج من نطاق الشعارات التي يتميز لبنان بابتكارها، ويبدو ذلك جليا مع تعثر تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري.

لا ينأى زعماء لبنان في محاولات تشكيل حكومة بلدهم عن ميزان القوى الإقليمية والتطورات العسكرية الأخيرة في سوريا، والتي قد تجعل الطريق إلى مجلس الوزراء اللبناني معبدا بعد التطبيع مع نظام الأسد.

والجديد هذه المرة هو وجود موسكو في معبر نصيب التجاري مع الأردن ونقطة المصنع الحدودية، التي عبرها اللاجئون السوريون خلال عودتهم من مخيمات لبنان إلى مناطق سيطرة النظام دون ضمانات أممية.

لبنان الذي تضرر من إغلاق المعابر الحدودية مع سوريا التي تعد شريانه الاقتصادي إلى الأسواق العربية، سيحاول العودة عبر القناة الروسية، حيث بلغ مجموع صادرات لبنان إلى الأسواق الخليجية 65% وبعد توقف الخط التجاري الذي يربط لبنان بسوريا ثم الأردن، انخفضت الصادرات بنسبة 50%.

وسائل إعلام لبنانية تقول؛ إن تطبيع الحكومة المنشودة مع النظام في سوريا ليس شرطا لولادتها، وهنا يتم الفصل بين لبنانين؛ "لبنان حزب الله" و"لبنان المستقبل" وبين هذين اللبنانين تتصارع إيران والسعودية التي ترفض أن يكون للذراع الإيراني حصة وازنة في الحكومة.

سياسيون لبنانيون قللوا من شأن تأثير الخلاف على التطبيع مع النظام على تشكيل الحكومة، بعد تشديد الحريري رفضه تشكيلها تحت شرط إعادة العلاقات السياسية مع النظام، أما التنسيق مع النظام لإعادة اللاجئين ربما بات يصنف تحت بند العلاقات الاجتماعية الأخوية وليس تطبيعا سياسيا!.

في سياق ذلك أشار مراقبون إلى أن الخلاف على ظهور الحكومة إلى العلن يقع بين تيار الرئيس اللبناني ميشيل عون والقوات اللبنانية وبين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وطلال أرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني.

وسائل إعلام لبنانية نسبت إلى مصادر مقربة من الحريري قولها إنّ "التطبيع مع النظام السوري قضية خلافية والحريري يعتبر أنها غير مطروحة في تأليف الحكومة، لأنّ تجديد الانقسام على انتماء لبنان إلى محور إقليمي غير وارد، خلافاً لسياسة النأي بالنفس عن أزمات المنطقة".

ونقل الإعلام اللبناني عن كتلة "المستقبل" النيابية أن الحريري اختار وساطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحل القضايا المتعلقة بسوريا ومن ضمنها إرجاع اللاجئين السوريين في لبنان، على أن تدير موسكو العلاقة بين النظام ولبنان بعيدا عن تدخل الأسد في الشأن اللبناني.

البوابة التي دخلت منها قوات النظام إلى لبنان عام 1990 بعد عام واحد على اتفاق الطائف بضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، قد تكون البوابة ذاتها التي سيعود من خلالها النظام إلى بيروت ولكن هذه المرة بغطاء ودعم روسي.