icon
التغطية الحية

التسول في دمشق.. انتهاج العنف ضد المارة واستغلال الأطفال بالدعارة

2023.12.18 | 11:41 دمشق

طفل متسول يفترش الارض في حي القيمرية بالعاصمة دمشق - 13 حزيران 2021 (صحيفة تشرين)
طفل متسول يفترش الأرض في حي القيمرية بالعاصمة دمشق - 13 حزيران 2021 (صحيفة تشرين)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تتفشى ظاهرة التسول في شوارع دمشق بمدى أوسعَ، وأساليب جديدة اتخذت في بعض صورها العنف والشتم والسلب منهجاً لها، فضلاً عن تعرض يافعات للتحرش الجنسي والاغتصاب في أثناء تسولهم، واستدراجهن لاحقاً من قبل شبكات الدعارة لامتهان هذه المهنة لاحقاً.

الأستاذة في قسم علم الاجتماع بجامعة دمشق، حنان ديابي، قالت لصحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إن تغير أسلوب التسول مؤخراً يعود إلى ما تعرض له هؤلاء الأطفال من مشاهد عنف ورعب ودمار ولسوء الأوضاع الاقتصادية، إضافة إلى غياب دور رقابة الأسرة التي في أغلب الأحيان هي من تشغلهم.

وأضافت أنها تواصلت مع العديد من المتسولين من مختلف الفئات والأعمار خلال دراسة سابقة أجرتها، حيث بيّن لها المتسولون ما دفعهم لاستخدام أسلوب التسول بالعنف قائلين: "بما أن الناس لم يعد يجدي معهم الاستعطاف والاستجداء ولا يشعرون بمعاناتنا فإننا مجبرون على استخدام العنف والشتم كسلوك، لأن أضعاف هذا العنف والشتم نتعرض له يومياً كعقوبة من مشغلنا (الأهل أو أفراد شبكات التسول) إذا لم نحصل على الكثير من المال إضافة إلى الحرمان من الطعام".

استغلال الفتيات في الدعارة

ورأت ديابي أن تغيير مكان الإقامة والبعد الاجتماعي للمتسولين يعطيهم حرية أوسع حيث إنهم مجهولون في المكان الجديد.

وأوضحت أنها التقت العديد من اليافعات تتراوح أعمارهن بين 13حتى 15عاماً في معاهد الأحداث ومراكز الإيواء المؤقتة خلال دراسة أخرى أجرتها في حلب ودمشق.

ووجدت خلال الدراسة أن أغلب الحالات قد تعرضت للتحرش الجنسي والاغتصاب في أثناء تسولها، إضافة إلى التقائهن في هذه المعاهد بالفتيات الجانحات ممن امتهن الدعارة ما يدفعهن لامتهان هذه المهنة لاحقاً عوضاً عن التسول أو تزامناً معه، لأنها أكثر ربحاً، وذلك خارج عن نطاق العيب والحرام في نظرهن بعد أن سقطت جميع الاعتبارات الأخلاقية والدينية لديهن وأصبح ذلك مجرد مهنة.

الجوع يفاقم ظاهرة التسول

وتعد ظاهرة التسول، التي ساعد النظام السوري في انتشارها نتيجة تهجير مئات الآلاف عن مدنهم وقراهم، إحدى "أعقد" المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها الشارع السوري، كما يعد الفقر والعوز خاصة مع فقدان السلع الأساسية وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وندرة فرص العمل وانخفاض الرواتب عاملاً أساسياً في ازدياد هذه الظاهرة.