icon
التغطية الحية

التحالف يدعم الجناة.. تداعيات جريمة "قسد" بحق فتاتين في دير الزور

2022.12.31 | 07:15 دمشق

مقاتل بحمل راية "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قسد" - رويترز
مقاتل يحمل راية "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قسد" - رويترز
غازي عنتاب - سامر العاني
+A
حجم الخط
-A

تستمر الجولات المكوكية لشيوخ ووجهاء عشائر المنطقة الشرقية، سعيا منهم لمنع وقوع اقتتال عشائري، عقب حادثة اغتصاب وقتل شابتين من عشيرة المشاهدة على يد قيادات في "مجلس دير الزور العسكري" التابع لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، لاسيما أنّ اعتقال الشابتين كان من مناطق نفوذ عشيرة البكارة، إحدى كبريات عشائر سوريا.

تلك الحادثة لم تقتصر على اعتقال الشابتين من قرية "حوايج بومصعة" في ريف دير الزور الغربي فحسب، بل إنّ شقيق أحمد الخبيل قائد "مجلس دير الزور العسكري"،  الذي ينتمي إلى عشيرة البكيّر اعتقل شابّين من قرية محيميدة غربي دير الزور معقل مشيخة قبيلة البكارة، وهذا ما دفع شيوخ ووجهاء البكارة لاعتبار المسألة تخصّهم بالمباشر.

اجتماعات مستمرة

تلك الحادثة التي هزّت ريف دير الزور الشرقي دفعت شيوخ ووجهاء قبيلة العكيدات التي تنتمي لها عشيرة البكيّر إلى عقد اجتماع عشائري مع شيوخ ووجهاء قبيلة البكارة وعلى رأسهم الشيخ حاجم البشير، بهدف منع وقوع أي اصطدام بين القبيلتين، لاسيما أنّ أبناء عشيرة البكارة اعتبروا الحادثة تعدياً على ضيوفهم النازحين إليهم، حيث يعيش الكثير من أبناء عشيرة المشاهدة في كنفهم بعد تهجيرهم من منازلهم على يد النظام السوري.

وعلى ما يبدو أنّ شيخ عشيرة البكارة في مناطق شرقي الفرات حاجم البشير يواجه مشكلة حرجة ومعقدة، فهو لا يريد حدوث أي اقتتال عشائري قد يعزز من وجود "قسد" ويعطيها ذريعة للهيمنة المطلقة على المنطقة بحجة فض النزاع، ولا يريد من جهة ثانية خذلان أبناء عشيرته والظهور بمظهر الضعيف غير القادر على حماية النازحين الذين يقيمون تحت حماية عشيرته.

وكان الشيخ حاجم البشير أكد خلال تسجيل مصور أنّ العلاقات مع عشيرة العكيدات متأصلة ومتجذّرة ولن تتأثر، لكن يجب محاسبة مرتكبي الجريمة من أي عشيرة كانوا.

التحالف الدولي يدعم الجناة

وبدأ قائد "مجلس دير الزور العسكري" أحمد الخبيل يستشعر الخطر بعد اندلاع المظاهرات المطالبة بمحاسبته وشقيقه، وهو ذات الخطر الذي استشعرت به "قسد" بعد مطالبة المحتجين بتشكيل مجلس عسكري لعشيرة البكارة، لذا بدأ الترويج لقائد المجلس من خلال وقفات تأييد دعا إليها أحمد الخبيل.

وانتشرت تسجيلات صوتية يطلب فيها الخبيل من وجهاء عشيرة البكيّر التي ينتمي إليها بحشد الآلاف لتأييده لكنه لم ينجح في ذلك، ما دفع بـ"قسد" لإعلان دعمها الكامل لقائد المجلس وشقيقه.

وقال ناشط من أبناء المنطقة، فضل عدم ذكر اسمه، إنّ المشهد الذي كان قبل سيطرة "قسد" يتكرّر الآن، فعندما كانت "جبهة النصرة" تحكم المنطقة، اعتمدت على عشيرة متوسطة القوة وسلّمتها قيادة المنطقة وهذا ما أثار استهجان العشائر الأخرى، وهذا ما حصل بعد سيطرة "تنظيم الدولة" (داعش) أيضاً.

وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا، أنّه في ظل حالة عدم وجود قيادة مركزية يجب أن يشكّل مجلس يمثّل كل العشائر يدير شؤون المنطقة.

ما موقف القوات الأميركية من الحادثة؟

لم تتدخل القوات الأمريكية في بداية الأمر، إلا أن تصاعد الاحتجاجات وإصرار عشيرة البكارة على تشكيل مجلس عسكري خاص بها، دفع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لإرسال وفد إلى "مجلس دير الزور العسكري" وإعلان دعمها الكامل له ولقائده على الصعيدين العسكري والسياسي، معتبرين أنّ تلك الاحتجاجات مدعومة من النظام السوري لأهداف سياسية.

من جهتهم، اعتبر المحتجون زيارة الوفد الأميركي رسالة تهديد واضحة، ودعم لقائد "مجلس دير الزور العسكري"، المتهم بضلوعه بارتكاب الجريمة بحق الفتاتين، مستهجنين الموقف الأميركي على اعتبارهم لا يدركون حجم المشكلة.

النظام السوري يستثمر

على الصعيد العسكري لا يمكن للنظام السوري مجرد التفكير في القيام بعمل عسكري على مناطق شرق الفرات الخاضع لنفوذ التحالف الدولي، لكنه استثمر على الصعيد الإعلامي، لاسيما بعد هروب مرافق شقيق قائد "مجلس دير الزور العسكري" إلى مناطق غرب الفرات الخاضعة لنفوذ قوات النظام، واللجوء إلى شقيقه الذي يعمل مساعداً لفراس الجهام قائد "ميليشيا الدفاع الوطني".

وفي تسجيل مصور، أعلن الجهام تضامن ميليشيا "الدفاع الوطني" مع عشيرة المشاهدة، التي كانت قد هُجّرت أصلاً بسبب ممارسات قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية الداعمة لها.

مجلس العشائر يتضامن مع مطالب المحتجين

وقال رئيس المكتب التنفيذي لمجلس القبائل والعشائر للمعارضة السورية، عامر البشير، إن معاناة آلاف السوريين في مدينتي الرقة ودير الزور تضاعفت بعد سيطرة "قسد" على الجزء الشرقي من سوريا، مضيفاً أن مجلس القبائل "يستنكر الجريمة البشعة التي ارتكبتها قسد والتي راح ضحيتها فتاتان وشاب من أبناء العشائر، حيث جرى إعدامهم ميدانياً بعد تعرضهما للتعذيب".

وأشار إلى أنّ مجلس العشائر يتضامن مع مطالب أبناء المنطقة في محاسبة الجاني وتحقيق العدل، مؤكداً أنّه "لا يوجد مشكلة عشائرية بين أبناء المنطقة، ولكن يجب محاكمة مرتكبي تلك الجرائم".