icon
التغطية الحية

البرازيل واجهة أمل جديدة للسوريين هرباً من التحديات والعنصرية

2023.09.28 | 16:19 دمشق

آخر تحديث: 28.09.2023 | 17:01 دمشق

سوريون في البرازيل - الجزيرة نت
سوريون في البرازيل - رويترز
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

في ظل تدهور الوضع الاقتصادي ووصوله إلى مراحل متدنية في الداخل السوري، وما يتعرض له السوريون في دول اللجوء وخاصة في تركيا ولبنان من اعتداءات نتيجة لخطاب الكراهية والعنصرية، بات الشباب يبحثون عن وجهة سفر إلى بلاد جديدة في سبيل الحصول على الاستقرار وحياة ومستقبل أفضل.

ومع تزايد الصعوبات التي يواجهها السوريون وخاصة في تركيا، برز اسم "البرازيل" كوجهة جديدة، من بين وجهات السفر التي يمكن للشباب السوريين الذين لا يملكون أوراقاً رسمية، أو حقاً في الحصول على بطاقة الحماية المؤقتة "الكملك" السفر إليها.

ويأتي توجه السوريون نحو البرازيل تزامناً مع التسهيلات التي تقدمها للاجئين، بعيداً عن مخاطر الهجرة غير الشرعية وقوارب الموت التي راح ضحيتها الآلاف.

وتعد البرازيل من الدول التي فتحت أبوابها لاستقبال اللاجئين السوريين منذ عام 2013، حيث أصدرت الحكومة البرازيلية تأشيرة إنسانية خاصة بالسوريين، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2016 استقبلت البرازيل أكثر من 8450 لاجئا سوريا.

ولاقى هذا الإعلان ترحيباً كبيراً من قبل المنظمات الإنسانية، التي رأت فيه خطوة مهمة لحماية اللاجئين السوريين ومنحهم فرصة للاستقرار في بلد جديد.

طريقة الحصول على "التأشيرة"

وبالنسبة للتأشيرات، فإن سفارات البرازيل في البلدان المجاورة لسوريا مثل لبنان والأردن وتركيا، وفي بعض الحالات من العاصمة العراقية بغداد، مسؤولة عن إصدار تأشيرات سفر للأشخاص الراغبين في الذهاب إلى البرازيل، ويجب على المتقدمين تقديم جميع المستندات المطلوبة، واجتياز مقابلة مع مسؤول التأشيرات.

ومن الجدير بالذكر أن الحكومة البرازيلية لا تتحمل تكاليف تذاكر الطيران أو المسكن في البرازيل، وبالتالي يجب على الأشخاص الاستعداد لتغطية كل تكاليف السفر الخاصة بهم وبعائلاتهم.

بينما طلبات اللجوء تقدم فقط عند الوصول إلى البرازيل، يجب على اللاجئين التسجيل في أقرب قسم للشرطة الفيدرالية خلال 90 يوماً اعتبارا من تاريخ الوصول، ويحق لجميع اللاجئين الحصول على إذن للعمل الذي يعتبر تصريحاً قانونياً للعمل بشكل قانوني، حتى قبل الحصول على اللجوء.

"التأشيرة الإنسانية" في قنصلية إسطنبول

وفي العام الماضي 2022، نشرت القنصلية البرازيلية في إسطنبول معلومات حول الحصول على التأشيرة الإنسانية.

وقالت القنصلية في موقعها الرسمي إذا كنتم من المتضررين من النزاع المسلح في سوريا وتودون التقدم بطلب للحصول على التأشيرة الإنسانية إلى البرازيل، يرجى الدخول إلى الرابط التالي، والخطوة الأولى تكون بانشاء حساب على الموقع ذاته.

وأوضحت أن طلب الحصول على موعد للمقابلة يتم حصراً عن طريق نظام المواعيد الإلكتروني، بعد استكمال ملء استمارة التأشيرة الإلكترونية، وإرفاق جميع المستندات المطلوبة، سيتم معالجة الطلبات بحسب نظام الدور ويتم التصريح لإمكان حجز موعد المقابلة بأنفسكم من خلال حسابكم.

والأوراق المطلوبة للحصول على التأشيرة، تشمل جواز سفر ساري المفعول، وصورة شخصية حديثة، وتعبئة نموذج طلب التأشيرة، وشهادة ميلاد، وسجلاً عدلياً "لا حكم عليه"، وصورة عن الإقامة أو الكملك إن وجدت، وبالنهاية خطاب دعوة من شخص مقيم في البرازيل، دون أي رسوم بالنسبة لإسطنبول، بينما رسوم التقديم على تأشيرة البرازيل الإنسانية من لبنان للسوريين 14 دولاراً تدفع في مكتب BLS.

وحول قرار منح التأشيرة أو عدمه، قالت القنصلية إن استلام الإجابة يستغرق مدة من شهر إلى ستة أشهر، وترسل عبر البريد الإلكتروني، وفي حال الموافقة يمنح للشخص مدة ستة أشهر لاستلام التأشيرة والسفر.

أهمية الحصول على اللجوء في البرازيل

ومن أهم المزايا للجوء في البرازيل، سهولة الحصول على التأشيرة الإنسانية للسوريين، بما في ذلك، السماح لهم بدخول البرازيل بشكل قانوني، ومنحهم الحق في العمل بإصدار أذونات العمل والدراسة والحصول على الرعاية الصحية مثل أي أجنبي آخر في البرازيل، بالإضافة إلى الحماية من الترحيل، بحسب موقع المفوضية العامة لشؤون اللاجئين.

ويحق لأي شخص يولد على الأراضي البرازيلية الحصول على الجنسية البرازيلية بشكل مباشر، ومنح كل من الأم والأب إقامة دائمة وفي حال كان للطفل إخوة تحت 10 سنوات يحصلون على الجنسية، عدا ذلك فإن اللاجئ بعد فترة إقامة لمدة 4 سنوات يستطيع التقدم للحصول على الجنسية البرازيلية.

مبادرات شبابية في البرازيل

تزامنت هذه الموجة مع جهود لشباب سوريين يعيشون في البرازيل ومن قدامى الحاصلين على التأشيرة الإنسانية، في تأسيس مجموعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة أهم التفاصيل حول اللجوء ومساعدة الأشخاص الراغبين في الحصول على تأشيرات، ومعلومات حول البلد.

وفي منشور للشاب ماجد علي شرح عن طرق الهجرة والميزات التي يلقاها اللاجئ السوري في البرازيل، كتب فيه "البرازيل بلد فاتحة بوابها للسوريين بفيزة سهلة الشروط وبتعطيهم إقامة دائمة، في البرازيل تأخذ إذن عمل وكرت صحة مجاني يعني طبابة مجانية غير أنك بتاخد وثائق من أول أسبوع من دخولك البرازيل.. في مراكز لاستقبال المهاجرين بالمجان بتقدم 3 وجبات بالإضافة لمكان للنوم، مراكز لتعليم اللغة البرتغالية بالمجان، في منظمات بتعملك CV وبتدورلك عشغل".

من غروب الهجرة إلى البرازيل

وأضاف "بعد 3 شهور شغل يحق لك أن تأخذ قرضًا صغيرًا دون كفيل ودون فوائد وحين الوفاء به يعطونك قرضا أكبر، وبعد أربع سنوات إقامة يحق لك التقدم إلى الجنسية وتأخذها، وإذا رزقت بطفل بالبرازيل تستطيع تجنيسه خلال أسبوع"، مشيراً إلى أن "الشعب البرازيلي شعب لطيف لا يعرف العنصرية شعب ودود دائما مبتسم، يحب الأجانب سمعة العرب طيبة بالبرازيل لأنهم أسهموا ببناء البرازيل في القرن الـ 19 والـ 20".

التحديات التي يواجهها اللاجئون

سهولة الحصول على التأشيرة الإنسانية والسفر إلى البرازيل واللجوء، لا يعني انتهاء المصاعب أو عدم وجود أي مشكلات، فمن المعروف عن البرازيل ارتفاع معدل الجريمة والعنف فيها، إضافة إلى انتشار العصابات الذي بات أمرا عاديا في بعض مناطق تهريب المخدرات.

وعدا ذلك صعوبة اللغة البرتغالية الرسمية في البلاد، ففرص الحصول على عمل وسهولة التأقلم بالإضافة إلى الحصول على الجنسية البرازيلية مرهون بتعلم اللغة.

ومن جانب آخر، يشكل الوضع الاقتصادي في البرازيل تحدياً كبيراً بالنسبة للاجئين السوريين، من حيث ارتفاع تكاليف السفر والإقامة في البرازيل.

على الرغم من كونها تحتل المرتبة الثانية عشرة ضمن أكبر الاقتصادات في العالم، حيث يبلغ ناتجها المحلي الإجمالي الاسمي 1.61 تريليون دولار، ومعدل النمو 4.6%. وبعدما تأثرت بشدة بالركود عام 2017، نفذت البرازيل المزيد من الإصلاحات الاقتصادية لتحسين أوضاعها.

وهناك عدة منظمات تقدم دعماً للاجئين، بالإضافة إلى وجود مصادر مختلفة تفيد من يفكر بالسفر إلى البرازيل في الحصول على معلومات دقيقة ومنها موقع مفوضية شؤون اللاجئين في البرازيل، ومنظمة الكاريتاس، ومعهد المهاجرين، وكوناري.

مكتب الكوناري

الكوناري هو اللجنة الحكومية المسؤولة عن مراجعة جميع طلبات اللجوء في البرازيل والبت فيها، وهو أيضا السلطة المسؤولة عن تحديد سياسة اللجوء البرازيلية.

يرتبط الكوناري بوزارة العدل ويتكون من ممثلين عن الوزارات التالية: العدل ، الشؤون الخارجية ، العمل والتوظيف ، الصحة ، التعليم ، بالإضافة إلى الشرطة الفيدرالية ومنظمات المجتمع المدني المكرسة للمساعدة وحماية اللاجئين في البرازيل،

ولمفوضية الأمم المتحدة  ومكتب المحاماة العام مقعد في الكوناري ولهم الحق في إبداء الرأي ولكن ليس لديهم حق التصويت.