icon
التغطية الحية

البدو في سوريا.. انحسار مناطق إقامتهم وتوقف الترحال

2021.06.20 | 06:42 دمشق

photo_2021-06-12_11-39-08_3.jpg
خيمة للبدو في البادية السورية (خاص تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - صياح البحر
+A
حجم الخط
-A

توقف "همام الخالدي" وعائلته من بني خالد عن الترحال بين مناطق البادية السورية منذ مطلع العام المنصرم بسبب عدم الاستقرار والأمان فيها وانحسر وجوده هو وأقاربه في بلدة معدان عتيق شرق الرقة الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

حال همام يمثل جميع البدو الرحالة في البادية السورية الذين توقفوا بشكل تدريجي عن الترحال فيها واقتصر وجودهم وانحسارهم في القرى والبلدات غرب دير الزور وشرق الرقة ومحيط تدمر شرق حمص ويقتصر عملهم على تربية الأغنام والتجارة بها فقط.

السرقة والسلب أبرز أسباب عزوف البدو عن الترحال

يعاني البدو الرحالة الذين تعود أصولهم للبادية السورية من عدم قدرتهم على الترحال كما كان حالهم في السابق وأجبروا على التموضع والإقامة في القرى والبلدات بسبب خلايا تنظيم الدولة من جهة وتعرضهم للسرقة من قبل مجهولين من جهة أخرى بالإضافة إلى انتشار مخلفات الحرب.

وفي هذا السياق قال "عبد الله المسلط" إنه قام بشراء منزلين قرب بعضهما بعضا في مدينة تدمر وسط البادية السورية لعائلته ولأولاده مع بداية العام الجاري بعد فقدان الأمل بالعودة إلى تربية الإبل والترحال من البادية الشامية إلى بادية الجزيرة وتوفر المناخ لتربية الإبل من جديد.

 

photo_2021-06-12_11-39-08 (2).jpg

وأضاف أنه يملك سابقا 30 رأس إبل وقام ببيعها وشراء المنازل وقطيع من الأغنام بهدف تربيتها والتجارة بها خلال الفترة الحالية وذلك لتأمين قوت يومهم والإبقاء على بعض المال بحوزتهم من خلال تجارة الماشية.

وختم المسلط حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا "جميع أقاربي يقيمون الآن داخل مدينة تدمر وبعضهم الآخر في بلدة السخنة في بادية ريف حمص الشرقي وذلك لتمركزهم بجوار المنطقة منذ عام 2017 ودخلوا البلدة والمدينة مع بداية العام الجاري".

ويتميز البدو السوريون بعادات وتقاليد خاصة بهم عبر تربية الإبل وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف وعدم إغلاق أبوابهم أمام المحتاجين والتقارب فيما بينهم عبر السكن بجوار بعضهم بعضا.

ويرى البدو بأن جميع البوادي في الجزيرة والشامية وصولاً للعراق هي موطنهم الأصلي ويقيمون قرب المياه فيها ويرتحلون بين الموسم والآخر ليصلوا إلى جوار القرى والبلدات لبيع منتجاتهم من الألبان والصوف وشراء حاجاتهم السنوية بشكل موسمي في وقت سابق.

إقامة دائمة خلافاً للعادات

وفي هذا الصدد أكد "محمد الزبن" أنهم يقطنون الآن مدينة معدان في ريف الرقة الشرقي ويقمون برعي مواشيهم في محيطها ويخرجون لباديتها بين الحين والآخر لرعاية 10 رؤوس من الإبل ما تزال بحوزتهم.

وأشار إلى أنه رغم إقامتهم في مدينة معدان مازالوا يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم التي تربوا عليها عبر إقامة الولائم واستقبال الملهوف ولن يتخلوا عنها.

وأضاف أن منزلهم الحالي في مدينة معدان يحتوي على مضافة لاستقبال الضيوف وإقامتهم بها بالإضافة إلى الاجتماع بها مع أقاربهم للحديث عن تجارة المواشي والإبل وسبل إنعاشها من جديد.

هجرة البدو إلى بلدان مجاورة

وهاجر بعض البدو السوريين مع اشتداد سوء الحالة الأمنية في البادية ودخول تنظيم الدولة ومن ثم قوات النظام برفقة الميليشيات الإيرانية إليها نحو ذويهم في السعودية والبعض الآخر نحو أقاربهم في الأردن.

وفي السياق ذاته أشار "عبد العزيز الهايس" إلى أن أولاد عمومته لم يبقوا معهم في بلدة معدان عتيق وقاموا بالتوجه نحو الأراضي الأردنية لدى أقاربنا هناك على شكل دفعات منذ العام الفائت وذلك خوفاً من استمرار خسائرهم نتيجة عدم استقرار مناطقهم في البادية السورية.

وأشار الهايس إلى أن سبب هجرة البدو في الوقت الراهن من سوريا يعود لانتشار الخلايا في البادية السورية وعدم التفرقة بين قوات النظام وخلايا تنظيم داعش التي ترتدي نفس الزي العسكري في المنطقة.

 

photo_2021-06-12_11-39-08.jpg

 

وفي ختام حديثه قال إن قوات النظام لم تهتم مطلقاً بالبدو الذين طلبوا منهم تمشيط مناطقهم من مخلفات الحرب والألغام والعبوات الناسفة المزروعة في البادية السورية بشكل شبه كامل مما دفعهم للخروج من الأراضي السورية.

وخلال حملات التمشيط التي تقوم بها قوات النظام والميليشيات الإيرانية يتعرض سكان البادية من البدو ورعاة الأغنام للسرقة من قبل العناصر الذين يستهدفون المواشي وبعض النحاسيات من داخل خيمهم ومنازلهم.

وتعرض البدو بشكل خاص وسكان مناطق البادية السورية بشكل عام للابتزاز بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة من خلال طلب الزكاة من قبل خلايا تنظيم داعش وطلب المال من قبل عناصر قوات النظام في المنطقة بتهمة توفير الأمان والاستقرار لهم ولمواشيهم.