icon
التغطية الحية

الإعلام الهولندي يسلط الضوء على معاناة الأطباء السوريين.. ما أبرز مشكلاتهم؟

2022.01.11 | 18:47 دمشق

whatsapp_image_2022-01-11_at_18.25.59.jpeg
هولندا - أحمد محمود
+A
حجم الخط
-A

سلطت وسائل إعلام الضوء على معاناة الأطباء السوريين اللاجئين في هولندا، لا سيما أولئك الذين يمتلكون خبرة طويلة تمتد لسنين.

وتقول صحيفة "برابانتس داخبلاد" الهولندية في تقرير لها إن الطبيب السوري فيصل عثمان أبو (60 عاماً) المقيم في مدينة هيش في مقاطعة برابانت جنوبي هولندا "اضطر إلى مشاهدة معاناة الهولنديين خلال أزمة كورونا من أريكته لفترة طويلة".

ورغم حصوله على كل الشهادات اللازمة لممارسة مهنته التي يمتلك فيه خبرة واسعة امتدت لأكثر من عشرين عاماً، ما زال الطبيب السوري فيصل ينتظر فرصة للحصول على "التدريب" الذي يمكنه من الحصول على ترخيص العمل من وزارة الصحة الهولندية.

خبرة طويلة

وفي سوريا، عمل فيصل أكثر من عشرين عاماً طبيباً في حلب وكان حريصاً على "رد الجميل" للبلد الذي قدم له ملاذاً آمناً قبل خمس سنوات، وفق الصحيفة الهولندية.

وعندما فر الطبيب السوري من بلده، ترك عيادته الخاصة التي كانت تحتوي على سجلات أكثر من 43 ألف مريض، ثم انتهى به المطاف في مركز طالبي اللجوء حيث بدأ تعلم اللغة الهولندية.

وبعد حصوله على تصريح الإقامة، حاول العودة إلى العمل في أسرع وقت ممكن، لكن الأمر لم يكن سهلاً كما كان يأمل.

وفي لقاء سابق، قال الطبيب السوري: "كان مؤلماً أن أرى في الأخبار كل يوم عدد الأشخاص الذين يموتون بسبب جائحة كورونا، بينما لم يُسمح لي استخدام سماعتي لتخفيف آلامهم".

وبحسب التقرير، فإنه في الفترة التي تلت ذلك وجد فيصل عملاً كموظف في مركز تطعيم لقاح كورونا في مدينة أوتريخت، وقال الطبيب السوري إنه تمكن من جعل نفسه مفيداً بعض الشيء.

وفي ذلك الوقت كان الطبيب "فيصل" يبذل جهده للحصول على "وضع" طبيب في هولندا، حتى يتمكن من استخدام خبرته في هذه الفترة التي تشهد حاجة ماسة إلى موظفي الرعاية الصحية.

الطبيب السوري وصف أسابيع بداية أزمة كورونا بأنها من أصعب الفترات في حياته، وقال: "شعرت بمسؤولية كبيرة، فكيف سأخذل الناس هنا؟ لم يكن بإمكاني فعل أي شيء سوى المشاهدة".

وكان هناك في تلك الفترة "مناشدة" للأطباء الأجانب الذين يمكنهم المساعدة خلال أزمة كورونا، رأى فيصل تلك المناشدة ولم يتردد وحاول المشاركة لكن كانت خيبة أمله كبيرة عندما سمع أنه تم استدعاء طبيب واحد فقط من بين مئتي طبيب أجنبي.

اجتاز كل الامتحانات

لم يكن لدى فيصل دبلوم أوروبي معترف به عند وصوله إلى هولندا، ولذا فهو غير مدرج في سجل "BIG" الذي يعترف بالشهادات الأجنبية والهولندية، وكان عليه إجراء عدة امتحانات.

ويقول الطبيب السوري إنه درس لسنتين "AKV" المهارات المعرفية العامة، التي تضم مواد في اللغة الهولندية الطبية وامتحاناً بالقوانين الهولندية وامتحان اللغة الإنجليزية B2، وتمكن من اجتيازها، مضيفاً أنه "تقدم أيضاً بثلاثة امتحانات طبية وهي امتحانات بالمعلومات الطبية العامة وامتحان بالمعلومات السريرية والمهارات السريرية العملية".

وأشار إلى أن "الامتحانات تمت بجامعة ماستريخت وجامعة نايميخين"، مشيراً إلى أن "نتائج زملائه السوريين المتقدمين بتلك الامتحانات كانت جيدة".

وفي تشرين الأول الماضي، وبعد أن اجتاز جميع الامتحانات، أصبح الطبيب السوري جاهزاً لكن تم وضعه على قائمة الانتظار للحصول على تدريب داخلي في مستشفى، ويقول "فيصل": "التدريب المطلوب وهو internship لمدة تسعة أشهر بمشفى جامعي حصراً وبعدها يمكنني الحصول على ترخيص العمل من وزارة الصحة لكن مشكلة التدريب هو وجود قائمة انتظار طويلة للحصول على مكان في المشفى الجامعي".

وتابع أنه وُضع على قائمة الانتظار بجامعة Radboud، "أنتظر منذ سنة ويمكن أن أنتظر سنة أخرى (..) يعني انتظار سنتين من أجل 9 أشهر!".

خيبة أمل

وأعرب الطبيب السوري عن خيبة أمله من الانتظار، وقال: "إنه لأمر مثير للسخرية حقاً أن أضطر إلى الانتظار طويلاً"، مشيراً إلى أنه حاول التواصل مع عدة جامعات، لكن الإجابة كانت دائماً بـ "لا"، ويضيف: "من المؤلم سماع ذلك في كل مرة".

ويستطيع الطبيب السوري العمل لمدة سبع سنوات أخرى قبل أن يتقاعد: "أود استخدام خبرتي خلال هذه الأزمة، خاصة الآن، لأن هناك حاجة إلى الكثير من العاملين في مجال الرعاية الصحية في المستشفيات"، ويضيف " لكن للأسف لم تتح لي هذه الفرصة حتى الآن".

وكانت جمعية الأطباء الأجانب المؤهلين "VBGA" قد أبلغت وزارة الصحة الهولندية العام الماضي أن العديد من الأطباء الأجانب كانوا سعداء للمساعدة خلال أزمة كورونا".

وقررت "VBGA" التحقيق في العوائق التي يواجهها الأطباء الأجانب وقالت إن الأطباء المرشحين ينفقون في المتوسط 5000 يورو على التدريب في وقت لا يستطيعون فيه كسب المال.

وتقول الجمعية إن الإجراء الخاص بالأطباء الأجانب "يستغرق وقتاً طويلاً جداً" وتأمل أن تحقق الوزارة في هذا الأمر، بينما تبحث المستشفيات عن طرق لتقليل مشكلات التوظيف.