icon
التغطية الحية

"الأنامل الذهبية".. مشروع سوري يساعد في التمكين الاقتصادي للاجئات في مصر

2023.09.14 | 06:04 دمشق

"الأنامل الذهبية".. مشروع سوري يساعد في التمكين الاقتصادي للاجئات في مصر
إحدى نشاطات مشروع "الأنامل الذهبية" الخاصة بلاجئات سوريات في مصر
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

قررت نهلة الإمام، معلمة سورية، بالتعاون مع عدد من اللاجئات من سوريا واليمن وأريتريا في مصر افتتاح مشروع يؤمن لهن مصدر دخل والاستقلال الاقتصادي، فأنشأن مطبخاً مشتركاً تحت اسم "الأنامل الذهبية".

بعد وصولها إلى مصر في عام 2012، عملت نهلة معلمة في المدرسة التي يدرس فيها أبناؤها، منطقة المهندسين بالقاهرة، ومع الوقت انخرطت في العديد من النشاطات التي تجمع اللاجئات السوريات.

تعرفت نهلة على كثير من اللاجئات اللواتي يحتجن إلى المساعدة من أجل الوقوف على أقدامهن.

وتقول نهلة (53 عاماً)، في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، من هنا انطلقت الفكرة، وقررت مساعدتهن في البحث عن حلول لتوفير مصدر دخل، وبالفعل افتتحنا شركة مرخصة قانونيا باسم "الأنامل الذهبية".

تعمل الشركة على تجهير الموائد في المناسبات وإعداد الطعام والمأكولات التراثية التي تجمع عدة مطابخ منها "السوري واليمني والسوداني والعراقي والإرتيري".

بحسب نهلة، فإن "الأنامل الذهبية" يتعدى كونه مشروعاً اقتصادياً فحسب، وإنما له أبعاد اجتماعية تتعلق بالتراث وثقافات الشعوب ويجمع بين حكايات الهجرة واللجوء والتعلق بالأوطان والموروث.

مطبخ للاجئات في مصر

تقول نهلة، وهي مؤسسة وصاحبة المشروع، أن الهدف من الشركة هو المساعدة في التمكين الاقتصادي للنساء، عبر تقديم العديد من الخدمات منها توريد الوجبات الغذائية وتجهيز الحفلات والمناسبات بمأكولات مصنوعة يدوياً وعلى حسب طلب الزبون.

وتضيف، يتم طهو هذه المأكولات في منازل السيدات، أو في مقر الشركة في ميدان لبنان بمحافظة الجيزة.

عندما تعرفت نهلة أكثر على اللاجئات السوريات وغيرهن، وجدت أن كثيرا منهن يحاولن التقوقع على أنفسهن خوفا من الدخول في مجتمع غريب عليهن، على حد تعبيرها.

نهلة الإمام
نهلة الإمام

وكانت فكرة مطبخ اللاجئات فكرة جيدة من أجل الاندماج أكثر ومحاولة التعايش في مكان جديد.

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، يعيش في مصر نحو 9 ملايين مهاجر ولاجئ من 133 دولة، وتعد الجالية السودانية هي الأكبر يقدر عددها بـ 4 ملايين لاجئ، تليها السورية بمليون ونصف المليون لاجئ، واليمنية والليبية بمليون لاجئ لكل منهما.

البداية كانت عبر إعداد مأكولات وأطباق سورية في منزل نهلة وتوزيعها على الحلاقين في المنطقة مجانا من أجل أن يفتحوها أمام الزبائن، كما أرسلت صاحبات المشروع عينات لكل من يعرفنه كنوع من الإعلان في مرحلة التأسيس.

وتقول نهلة مع مرور الوقت وجدنا أن هناك نساء مصريات أيضا بحاجة للمساعدة، بعدهن سودانيات ويمنيات، فانضمت العديد من الجنسيات إلى المشروع، منهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، أو أمهات أيتام، أو لديهن أطفال صغار وهن المعيل الوحيد لهم.

انطلاق مشاريع جديدة

توسع المشروع وتعددت الخدمات التي تقدمها "الأنامل الذهبية"، ولم تعد تقتصر على تقديم الطعام والحلويات، وشملت المشغولات اليدوية مثل "الكروشيه" والأزياء التراثية والتطريز من سوريا واليمن والسودان.

ويعد الطعام مصدر الدخل الأساسي لمشروع "الأنامل الذهبية"، وتتنوع أصنافه من "الشيشبرك السوري، والكبة، وورق العنب، والتبولة، والمقلوبة الفلسطينية، والعديد من الطعام في القائمة التي تتغير يوميا.

كما يستقبل المشروع الطلبات الخارجية، وبحسب نهلة، كانت أكبر الطلبات على سبيل المثال، تجهيز 2000 شنطة من الكروشيه وتقول وقتها استأجرنا ورشة وكنا نعمل ليلا من أجل تأمين الطلب، كما قمنا ببيع آلاف قطع الكروشيه الخاصة بالكريسماس على موقع "أمازون".

تضيف نهلة، أضفنا المشغولات اليدوية إلى المشروع من أجل مساعدة النساء اللواتي لا يستطعن الخروج من المنزل بسبب ظروف مختلفة، فيعملن من المنزل ويساعدن في إعالة أسرهن، ومن المشغولات اليدوية أيضا لعبة "البرسيس" السورية، كنوع من أنواع نشر التراث السوري وتعريف الناس به.

كما شاركت شركة"الأنامل الذهبية" في العديد من الفعاليات والبازارات منها مع مؤسسات رسمية، حيث شاركن بالملابس التراثية والأكلات الشعبية التي تعبر عن ثقافة كل بلد.